مقالات

الدكتور ياسر بابكر دفع الله يكتب: السودان والفيتو الروسي 

الدكتور ياسر بابكر دفع الله يكتب: السودان والفيتو الروسي

 

 

أما آن لحكومة السودانية أن ترد التحية بأحسن منها؟
ايها للسادة و يا أيها القادة لقد قلنا لكم و نقولها ثالثةً ورابعةً بأن “الروس” هم من القبالة الشرقية ، والشرقية تعني أنَّهم ونحن في ذات القبالة ، تعني أنَّهم يتطبَّعون و يعتادون بعاداتنا الشرقية ، { فهم لا تزال تُبنى عندهم

الأسرة الممتدة وأعني بذلك أن لا تستغرب عندما تجد في المنزل ” الجد والجدَّة والأب والأم يحفهم الأبناء والحفدة ” } ، ترى الجد يصطحب حفيدته في الطريق ، ويحفظون للكبار مكانتهم وللمرأة وضعها ولا تجد أحدهم يحتسي “الڤودكا” وهي أحد أنواع الكحول الروسية ، ولا يدخِّنون السجارة أمام أبنائهم بل لا يمكن لأحدهم أن تتعدَّى حريته لتنتهك حريات الآخرين .

وهم وبذات العادات كانوا في رحلاتهم الخارجية يحترمون مقدسات وعادات الغير ، ولم تشهد جميع عهودهم في بلادنا أيَّ إعتداء أو تحرُّش بنسائنا ولا نجد يومًا من الأيام سفير من سفرائهم المتعاقبين على بلادنا أن غادر سفارته إلى أيُّ وجهةً داخل السودان قبل أن

يأخذ الإذن من الخارجية السودانية، وحتَّى عندما يريد العودة إلى بلاده لابد من أن يخطر خارجية البلد الذي هو فيها ممثلًا لبلاده، قمَّة الديبلوماسية المقرونة بالأدب الشرقي . ودونكم ما حدث من سفراء الغرب والعرب أيام فترة الحكم الفوضوي لمجموعة قحت وديكهم “حمدوك ”
أيها السادة والقادة :

روسيا ” كانت من أوائل البلدان التي عقدت شراكات إستراتيجية مع بلادنا ويمكننا أن نعدد للمثال لا للشمول فيما يلي :-
• في إطار مراكز البحوث والدراسات و دعم المعامل البحثية .

• ⁠وقد كان لها السبق في دراسات ثروات باطن الأرض السوداني من خمسينات القرن الماضي من “حفرة النحاس” في أقصى الجنوب الغربي للبلاد مروراً بأواسطها إلى الجنوب الشرقي “النيل الأزرق” وصولًا إلى و شرقها محيط وعمق البحر الأحمر .

وجميع هذه المعلومات كانت لدى مركز الأبحاث الجيولوجية السودانية
• لها السبق في تأهيل المنظومات الزراعية ، ومدَّنا بالتقاوى والبذور المحسنة.
• ⁠والعسكرية وتحويل منظومة السلاح من الإنجليزي البريطاني المتخلف حينها إلى روسي متقدِّم.

“”” روسيا في العهد القريب :”””
• الطيران المدني الروسي الوحيد الذي كان الناقل للوقود والدواء و الأمن الغذاء لأهلنا المدنيين في الجنوب وكردفان و جميع البلدان التي كانت الحرب مشتعلة فيها فكانت الشراكات الجوية مع :

• ⁠شركة سارية للنقل الجوي والتي تحوَّلت لظروف أعلمها أنا جيِّداً أدَّى إلى تغيير إسمها من سارية إلى “بدر”
• ⁠نوفا للنقل الجوي
• ⁠كاتا للنقل الجوي
• ⁠ترانزرابيان للنقل الجوي
• ⁠مارسيلاند للنقل الجوي

هؤلاء الروس يهبطون في ظروف سيئة للغاية ، المطارات غير مسفلتة
الخريف وتجمعات السحب الركامية والمطبات الجوية والتربص من حملة ال “ميم.ط “. ورغم كل هذا فهم صادقون في مشاعرهم تجاهنا .

• لروسيا مواقفها معنا في القمح والتقاوي الوقود “D2” و ألغاز الطبيعي .
• ⁠نهضة التعدين ودعم مرحبا الإقتصاد الوطني . جميع الشركات التي أنتجت وبشكل منقطع النظير ،،، وتوجد شركة أردنية لديها عطاء مشهود .

• ⁠القمر الصناعي السوداني .
والذي ساعد كثيراً في إدارة حرب الكرامة .
• روسيا الصديقة الحميمة التي تقف سداً منيعاً وحاجزاً أمام الغرب اللعين في مجلس الأمن وجميع المحافل الدولية وتشكل روسيا العين الحمراء للمهددات الإقليمية لبلادنا .

⁠و أخيراً و بالأمس القريب عندما تآمرت علينا كل الدنيا حتى صارت الرؤيا ضبابية في معرفة من الصديق ومن العدو ، و إختلط الحابل بالنابل و ما عدنا نطمئن في منامنا من جار ولا غائر . الجميع يكشف عنَّا الغطا ويحمل

خنجراً مسموماً ليس لأننا بالعداء سبقنا ولا من الخير والعطاء إنتقصنا !! فنحن من لجلِّهم مُدَّت أيادينا بالعلوم النافعات أخرجناهم من ظلمة الجهل وبأيادينا هذه بنينا وعمَّرنا ديارهم وشيَّدناها .

ومن زرعنا وضرعنا وخيراتنا الوافرة مددناهم ،،، وغضضنا الطرف عنهم وهم ينهبون الذهب والفضة و التي ستكون عليهم بعد الحرمان حسرةً ثمَّ يغلبون ثمَّ بها في النار يسجرون ، هم وجنجويديهم ومن شايعهم وسار سيرهم ودعم تآمرهم .

• في هذه الساعة وهذا التوقيت تأتي روسيا الخير روسيا الصديقة الوفية وقائدها ” الدُب فلاديمير بوتين ” ليقول المندوب القوي الذي أقحم الحضور بالقرار الصاروخي الصادم للأعداء و الذي ضرب كل المتآمرين وأخرص تلك

الألسن البغيضة و التي تشارك فيه وهي جزء منها للأسف و ضمن حلقة التآمر “الإتحاد الأفريقي” الهزيل.
روسيا تظهر البطاقة الراجحة ( الڤيتو ) وهو ما يعرف بحق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، ويمنح للأعضاء الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن.
حق النقض والمعروف بـ حق الفيتو (وتعني نقض من اللغة الإنجليزية)، هو حق الاعتراض على أي قرار يقدم

لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دون إبداء أسباب، ويمنح للأعضاء الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن وهم: (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة).

 

بهذا الڤيتو أسدل الستار أمام التدخل في سيادة بلادنا، بهذا القرار أصبحت الحرب { من القوي ومن صاحب الحق الأصيل ومن الذي سيمحىٰ من على البسيطة ) ويكون عبرة لمن له في الشقي عبرة فيعتبر !!!

• لدى روسيا برامج شراكات واضحة وغير مجحفة في إعمار ما دمرته أيادي الغدر وبناء سوداناً يحلم به الأجداد والأحفاد …!
فهلا مددنا أيادينا بيضاء من غير ظن ولا تردد .
وهي تبدأ بالتحية والسلام ، فهل نردها تحية طيبة بأحسن منها ،،،

أما آن لنا نبادلها الحب والوفاء؟
اللهم هذا غيضٌ من فيض نحتفظ بها لمقامه فلكل مقامٍ مقال … الله فاشهد.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى