مقالات

الدكتور مصطفى محمد محمد صالح يكتب: تحديات أمة والطريق للنصر

الدكتور مصطفى محمد محمد صالح يكتب:

تحديات أمة والطريق للنصر

ما التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم ؟ وما النتائج المترتبة على تلك التحديات؟ وكيف يمكن مواجهتها والتصدي لمخاطر ها؟ اولا تمهيد : تواجه الأمة الإسلامية الكريمة، التي أعزها الله سبحانه وتعالى بمبدأ الإسلام العظيم، والذي حدد معالم شخصيتها، كأمة واحدة، وحدد وجه نظرها في الحياه ،اي النظر للكون من زاويه خاصه: لا اله الا الله محمد رسول الله؛ وجعلها أمه تختلف عن باقي الأمم من منظور قيمي وروحي، وجعلها هادية، وقائده للبشرية جمعاء، بصوره لا نظير لها وتربعت علي عرش التاريخ بجدارة ،فكانت خير أمه أخرجت للناس قال تعالى في محكم التنزيل : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون المنكر ) صدق الله العظيم ثانيا: طبيعة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية : تواجه هذه الأمة، اليوم تحديات عظيمة، وامتحانا عسيرا وأحداث كبري، توصف بكل المقاييس بأنه صعبه وقاسيه تجسدت ذلك في العديد من بلاد المسلمين مثل : الأندلس، العراق، اليمن ،ليبيا، كشمير، الفلبين، أفغانستان، بورما ، فلسطين الشيشان ، وفي منطقة حلب بسوريا علي وجه الخصوص.. وتحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( يوشك الأمم ، أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل : ومن قله نحن يومئذ؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل. ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل : يارسول الله، وما الوهن؟ قال : حب الدنيا، وكراهية الموت) .
وتكمن وجه الصعوبة، فيما وصلت إليه الأمة ،من حاله يرثى لها وتمثلت أهم نتائج معانتها في الاتي : 1 / تمزيق لكيانها السياسي الذي كان موحدا قبل سقوط دولة الخلافة في تركيا سنة 1924 م، وأصبحت الآن في شكل كيانات سياسيه ضعيفة، تقوم علي أساس فكره القومية ، والوطنية وعمد المستعمر المحتل علي فصلها جغرافيا عن بعض البعض من خلال حدود مصتنعه واوهمها بأنها مقدسة. 2 / تشريد وتهجير لأبناءها من مناطقهم، وقتلهم وحرقهم، وتخريب للدورهم. 3/ تعذيب للمعتقليها في سجون أعدائها السريه والظاهرة وليس ببعيد عن الأذهان سجن ابوغريب وجوانتنامو . 4/ انتهاك لكل حرماتها، و أدني حقوق الإنسان بصورة تجسد مافي صدور أعدائها ، من غل وحب الإنتقام، والتشفي ، والحقد الدفين اتجاهها، والعمل الدؤوب لتدميرها ، ولم يكتفي هؤلاء الأعداء بكل ذلك بل انهم يتكالبون عليها ،ويعملون ليل نهار دون توقف، بل يمكن القول: بأنهم وبالرغم من كل ما فعلوه ، فمازالوا يرون ان مافعلون قليل وان عليه أن يضعوا الخطط والبرامج، و يبذلوا الكثير وان لا يتركوها بل يسعون جاهدين ، بكل ما أوتوا من قوه، وإمكانيات و بأستخدام أساليب المكر والدهاء والتضليل لاخضاعها، والسيطرة على خيرتها وإمكانياتها وثرواتها و الأخطر من كل ذلك فإن أعدائها يعملون على ضرب كل مقومات وعناصر قوتها إلا وهي: 1/ عدم السماح لها إطلاقا بعود تطبيق أحكام الإسلام العظيم في الدولة والمجتمع ، منعا لقيام كيان سياسي جامع للمسلمين . 2 / العمل علي ضرب علاقات الأخوه الاسلامية فيما بين مكوناتها واضعافها، بجعل مفاهيم القومية و الوطنية أساس لتلك العلاقات. . 3 / منع أنتشار عقيده الجهاد لدي أبناءها من خلال تغيير المناهج التعليمية . 4 / العمل علي قلب الحقائق وطرح للأفكار الفاسدة والمفاهيم المغلوطة عن أحكام الإسلام ، بهدف هز ثقه الأمه في أحكام الإسلام . ثالثا الهدف الاستراتيجية لأعداء الأمة : يتمثل الهدف الرئيس لتلك الخطط والبرامج و الأعمال التي يقوم بها أعداء الأمة هو : حتي لا تعود الأمه مرة اخرى لسابق عهدها ومجدها في الساحه الدوليه. رابعا: المقومات الأساسية لنهضة الأمة : بناء على الفهم الصحيح والعميق لواقع الأمة وبالرغم مااصابها فعلا من جراح وآلام كبيره إلا ان ذلك كله يجب ان لا يصيبها بشيء من الوهن والضعف والإحباط اليأس لأن فيها كل الخير وهي أمه عظيمه ومجاهدة، ومنبت الرجال والنساء الأكفاء ، والمخلصين وهي بلاشك قارده بإذن الله تعالى علي بناء نفسها وكيانها من جديد لأن لديها كل مقومات القوى الحقيقيه التي تجعل الكفة تميل لصالحها وهي : 1 / لديها مبدأ صحيح قائم على أساس عقيده عقلية الا وهي: لا اله الا الله محمد رسول الله انبثق منها نظام متكاملة لكل شؤون الحياه . 2 / يمثل المبدأ التي تحمله الأمه الاسلامية الطاقه والقوي المحركة والدافع لها نحو النهضة والارتقاء. 3 / تمتلك الأمه إمكانيات وثروات اقتصاديه ومادية وموارد بشرية كبيره . 4/ لديها موقع استراتيجي متميز جعلها في قلب العالم. 5 / لديها تاريخ وماضي مشرف يشكل لها خبرات وتجارب وزخيره معرفية. 6/ أن تعمل بجد واجتهاد من أجل بناء وتقوية رابطه الاخوه الاسلاميه بين أفرادها فرسول صلي الله عليه وسلم يقول : ” المسلمون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعي سائر الجسد بالسهر والحمى ” . 7 / العمل الجاد والأخذ بالأسباب والمسببات والتوكل علي الله هي : طريق الأمة للنصر والاستخلاف في الأرض والتمكين فيها ،بجانب الوعي الكامل علي مبدأ الإسلام العظيم من حيث الفكره والطريقة . قال تعالى في محكم التنزيل( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ). صدق الله العظيم. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعز الإسلام والمسلمين ويرفع راية الدين ويرحم علماء المسلمين .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى