الدكتور /مصطفى محمد محمد صالح يكتب : المشكلة الاقتصادية

خواطر فكريه (38)
بقلم الدكتور /مصطفى محمد محمد صالح المشكله الاقتصادية
يتحدث الناس كثيرا في هذه الأيام ،عن أوضاعهم الاقتصادية وظروفهم المعيشه الصعبه، التي يمرون بها ، وتعقد الاجتماعات ، والورش ، والمؤتمرات ، لمناقشة وتحليل ، القضايا ذات الأبعاد الاقتصادية ، وأسباب التردي ، الاقتصادي، والحال كما هو أن ، لم يزداد سوءا وأصبح موضوع الاقتصادي، وإدارته، هو الشغل الشاغل للسياسين ، والمفكرين، بل صار هو الموضوع الرئيس ، الذي يشغل الرأي العام ، حيث لا تخلوا صحيفه ، أو جريده من الصحف ، والمجلات اليوميه من تناوله . فما مفهوم الاقتصاد؟ وما طبيعه المشكله الاقتصادية؟ وما أسباب التردي الكبير في الاوضاع الأقتصادية ؟ وما طرق العلاج الناجع للمشكلة الاقتصاديه؟ . أولا يقصد بالاقتصاد : بأنه كل الإجراءات والسياسات ، التي تتخذها الدوله ، لتدبير شؤون الموارد الاقتصاديه و الماليه والبشريه المتاحه ببلاد ، لتوظيفها ، وإستغلالها بأفضل الطرق التشغيلية ، لإنتاج الماده الاقتصاديه من السلع، والخدمات ،والعمل علي زياده إنتاجها وانتاجيتها، وهذا مايبحث فيه علم الإقتصاد، وهو يركز على الوسائل الإنتاجية، لذلك لايتعلق بوجه النظر في الحياه ، ولايؤثر ولايتاثر به. وأما التدابير والأجراءات والسياسات ،التي تتخذها الدوله، لكيفية توزيع الماده الاقتصاديه وهذا يهتم به النظام الاقتصادي وهو: يتعلق بالفكر ومرتبط بوجه النظر في الحياه، ويؤثر ويتأثر به . ثانيا :وإن كان كل من علم الاقتصاد ، والنظام الاقتصادي يبحثان في موضوع واحد ، هو : الاقتصاد الأ أن مفهوم كل منهما ،يختلف عن الآخر لذلك كان من الخطأ ، والخطر اعتبارهما شيء واحد ،لأن النتائج المترتبة على ذلك تتمثل في الأتي :- 1 / الخطأ في إدراك وتشخيص المشكله الاقتصاديه المراد معالجتها . 2 / سوء فهم للعوامل التي تؤدي إلي توفير الثروة وإيجاده وتنميتها . ثالثا : وتتمثل طبيعة وجوهر المشكله الاقتصادية في أن الإنسان لديه حاجات ، يريد إشباعها لذلك كان من الضروري وجود وسائل إشباعها ،والانتفاع بها وحيث إن هذه الوسائل موجود في الكون، فإن إنتاجها لايسبب مشكله فيها ، بل إن إشباع الحاجات يدفع الإنسان إلي إنتاجها ،إنما تكمن المشكلة في تمكين الناس من الحيازة و الإنتفاع ، بهذه الوسائل ،أو عدم تمكينهم. فيكون هو أساس المشكله الاقتصادية، وهو الذي يحتاج لعلاج . رابعا : الخطأ في منهج التفكير للتعامل مع المشكلة الاقتصادية في بلادنا ،ناتج من التأثر بمنهج وأبحاث الاقتصاد عند أصحاب الحضاره الغربيه، والذين دمجوا بين أيجاد الماده ، الاقتصاديه، وكيفيه توزيعها وجعلهما شيئا واحدا، ولذلك كان أساس تكوين الاقتصاد في المبدأ الرأسمالي أساسا خاطئا .ولقد تأثر معظم الاقتصاديون في بلادنا بذلك ويتحدثون عن حل المشكلة الاقتصادية عن طريق زياده الإنتاج و الإنتاجية. ولايتحدثون إطلاقا عن توزيع الماده الاقتصاديه. خامسا: لذلك كان من الضروري إعادة النظر في هذا المنهج وبناء منهج آخر يفصل بين أيجاد الماده الاقتصادية وتوزيعه والأمر الآخر والذي لا يقل أهمية هو الأساس الفكري الذي يقوم عليه النظام الاقتصادي وباقي أنظمه الحياه في بلادنا فالأصل أن تقوم علي أساس لااله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتباره القاعده فكريه صحيحة .