الدكتور مصطفى محمد محمد صالح يكتب : القاعدة الذهبية للأعمال
خواطر فكريه (11)
بقلم الدكتور مصطفى محمد محمد صالح. القاعدة الذهبية للأعمال
نبدأ هذه الخاطرة من خلال اسلوب طرح بعض الاسئله لتشكل الإطار الفكري للموضوع ماالمقومات الأساسية للعمل الجيد والناجح ؟ وما علاقه الرؤية والهدف بالعمل الجيد؟ وما مفهوم العمل الصالح و متطلباته؟. من المعلوم ان سيدنا سليمان عليه السلام وعلي نبينا محمد أفضل وأتم الصلاه و السلام ، علمه الله سبحانه تعالى علم خاص وهو :علم منطق الطير، كما جاء في محكم التنزيل في سوره النمل الآيه (16 )”وقال ياأيها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء أن هذا لهو الفضل المبين “صدق الله العظيم. جاء في بعض كتب التفسير أن سيدنا سليمان عليه السلام مر ، ومعه بعض جنوده بجوار شجره فيها اربعه عصافير فقال لهم : أتدرون ماذا تقول هذه العصافير ؟فقالوا : وما ادرنا بذلك ! فقال: أنها تقول قولا عجبا، قالوا ماذا تقول؟ قال: يقول العصفور الأول ياليت الخلق لم يخلقوا؟ وقال: الثاني وياليتهم لما خلقوا علموا لماخلقوا! ، وقال الثالث: وياليتهم لما علموا لما خلقوا عملوا بما علموا. وروي عن حسن البصري أنه قال: كل الناس هلكه إلا العالمون، وكل العالمون هلكه إلا العاملون، وكل العاملون هلكه إلا المخلصون، والمخلصون في خطر، من هذين الروايتين نستنتج الركائز والمقومات التي يقوم عليها أي عمل ناجح وهي : 1 / العلم : يقصد به المعارف والأفكار التي تستخدم للقيام و بإنجاز الأعمال . 2 / الرؤية :هي الآمال والتطلعات المستقبلية أو الاحلام التي يراد تحقيقه. 3 / الهدف: ويقصد بها النتائج النهائية المتقصد من الأعمال، ويشترط فيه حتي يكون هدفا جيدا ان يكون إيجابيا وواضحا وقابلا للتحقيق والقياس . 4 /الأصل في جميع أفعال الإنسان أن تربط بغاية لأن الأعمال دون غايه عبث، والغاية بلا عمل خيال أو يوتبيا . 5 / الحرص على إتقان العمل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم اوصانا بذلك حيث قال: “أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ” . 6 / الإخلاص: يقصد به الإتقان وبذل وافراغ الوسع عند القيام بالأعمال حسب مايقتضيه طبيعه العمل المطلوب إنجازه ووفقا للأصول العلمية والفنية . 7/ يندفع الإنسان بشكل طبيعي في معترك الحياه من أجل إشباع حاجاته العضويه وغرائزه وحتي يكون هذا الإشباع راقيا يجب أن يكون بناء على نظام متكامل لشؤون الحياه منبثق من الفكرة الكليه التي أمن بها . 8 / العمل :جميع الأفعال والتصرفات التي يقوم بها الإنسان من أجل قضاء مصالحه ، و من مقتضيات العمل الصالح أن يكون وفق منهج رب العالمين، قال تعالى في محكم التنزيل في سوره التوبة الايه (105 )” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبءكم بما كنتم تعملون “صدق الله العظيم ، وقال أيضا في سوره النحل الايه (97 )”من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحينه حياه طيبه ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون “صدق الله العظيم . 9 / الأصل في جميع أعمال وتصرفات الإنسان أثناء سيره في معترك الحياه، وأن لا ينتقل من إحساسه بالواقع إلى العمل مباشره، لأن ذلك يجعله رجعيا وواقعيا، يتكيف مع الواقع ، أو بمعني آخر يصبح جزءا من الواقع وهذا يجعل سلوكه منخفضا ، لأنه جعل الواقع مصدرا لتفكيره، مع أن الأصل أن يكون الواقع موضع للتفكيره، بعكس أن ينتقل إلى التفكير بعد إحساسه بالواقع أي أن يرتفع ويحلق فوق الواقع، ثم ليعمل بناء على هذا التفكير فإن ذلك يجعل منه مبدئيا يعمل على تغيير ومعالجة الواقع، بما عنده من فكر وهذا ما يجعل إحساسه الفكري عميقا وراقيا . نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعز الإسلام والمسلمين ويرفع راية الدين .