الدكتور :مصطفى محمد محمد صالح يكتب : الاقناع والمنطق
خواطر فكرية
بقلم الدكتور/ مصطفى محمد محمد صالح
الاقناع والمنطق
ما الاقناع ، وأساليبه؟ وما المنطق ، ودوره في الإقناع ؟ وما علاقه المنطق ، بأنماط التفكير؟ وهل كل منطق معقول، أم صحيح؟ يسعي الناس بصفه طبيعيه ومعتاده في حواراتهم، ومناقشاتهم لإقناع الآخرون بأفكارهم ويعتمدون على أسلوبين رئيسين هما : الأسلوب الأول : تقوم فكرته الاساسيه علي أساس طرح الرأي، أو الفكر المراد طرحها بصوره قويه وملفته بناء على حجج منطقية ، وأدلة وبراهين موضوعية، وهذا الأسلوب يسمى: بأسلوب قوه المنطق ، وهو اقوي الأساليب ،وأكثره تأثيرا لأنه يعتمد على أحترام عقول الآخرين .
ومن النماذج التي وردت في ذلك، ماجاء في محكم التنزيل في سوره البقره الايه (258)” لم تر إلي الذى حاج إبراهيم في ربه أن ءاتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فإت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لايهدي القوم الظالمين “صدق الله العظيم. والأسلوب الثاني : تقوم فكرته الاساسيه علي أساس طرح الآراء دون أي أدلة ، أو براهين والاعتماد فقط علي الوسائل الماديه، والجسدية ، والصوت المرتفع ،وكما يقولون فإن الأشجار والبساتين لاتسقي بصوت الرعد، وإنما بماء المطر ، وهذا الأسلوب يسمي بمنطق القوه : وهو أضعف أساليب الاقناع، لأنه يعتمد علي الإرهاب، والتخويف، لإجبار الناس علي الرضوخ لقبول الرأي الآخر، وهو بلاشك أسلوب العاجز . ومن النماذج علي العقليه الفرعونيه التي وردت في القرآن الكريم في سوره الشعراء للحوار الذي دار بين موسي عليه السلام وفرعون عندما عرض موسي دعوته لم يناقشه فرعون في أفكار الدعوته وإنما شخصن الموضوع حيث قال له فرعون في الايه 18 “قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين” والآية 19 “وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ” الآيه 20″قال فعلتها واذا وأنا من الضالين الآيه 21 ” ففرت منكم لماخفتكم ” الآيه 27 “قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون “وفي الآيه 29 “قال لئن اتخذت الها غير لاجعلنك من المسجونين ” صدق الله العظيم . عليه يمكن تعريف الإقناع : بأنه عملية فكريه، ومنطقيه ، منظمه تستخدم فيها و أدلة وبراهين ، ووسائل وأساليب مادية، وجسديه، ونفسية، لتأثير علي إتجاهات وسلوك الأخرين، ليقبلوا برضى تام بتغير، أفكارهم، أو وراءهم ،أو سلوكهم .
عليه فإن الهدف الرئيس والجوهري من الاقناع: هو القدرة الفعاله على التأثير على إتجاهات وأفكار وآراء الآخرين، لدفعهم علي القيام بعمل معين، أو قبول فكره معينه ،أو تغير معتقد معين. ويشكل المنهج المنطقي الركيزة الاساسيه المستخدمه في الإقناع. عليه يمكن تعريف المنطق بأنه أسلوب من اساليب طريقه التفكير العقليه يعتمد على مقدمة أول ومقدمة ثانيه للحصول على نتيجه ومثال توضيحي لذلك: عندما نقول أعور وهو الشخص الذي فقد أحدي عينيه ( مقدمه أولي) زائد أعور (مقدمه ثانية) النتيجه يساوي أعمي هذا الكلام يوصف بأنه معقول وليس صحيحا لأنه بنفس الكيفية يمكن ان نقول أعور زائد أعور يساوي مفتح لذلك يمكن القول بأن كل كلام صحيح معقول وليس كل كلام معقول صحيح والمقصود بالكلام الصحيح هو مانطبق علي الواقع اما الكلام الذي لا ينطبق على الواقع فهو غير حقيقي وغير صحيح. لذلك كان من الضروري علي حمله الدعوه أن يتسلحوا بأساليب الإقناع الفعال لطرح أفكار وأحكام الإسلام باعتباره أحكام من عند رب العالمين واجبه التطبيق في كل شؤون الحياه في المجتمع والدولة . نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعز أمه محمد صلى الله عليه وسلم.