الدكتور مصطفى محمد محمد صالح يكتب : استراتيجية امرأة مؤمنة

خواطر فكرية (5)
.بقلم الدكتور مصطفى محمد محمد صالح استراتيجيه امرأة مؤمنة
يشكل الزواج أحد أهم المرتكزات الاجتماعية، والأساسية لبناء ،وتكوين الأسرة ،والمجتمع، والحفاظ على الجنس البشري ،وعدم فناءه. وتمثل عاطفة الأمومة- والرغبة في الإنجاب -أحد أهم الحاجات الأساسية، والضرورية للنساء ، باعتبار ذلك من مقتضي الفطره، والتي جبلن، عليهن جميع النساء وعدم إشباعها سينتج عنه القلق والتوتر، بل قد ينتج عنه، مشقة وخوف، واضطراب نفسي للمرأه . لذلك كان منطقيا إن تندفع النساء بشكل طبيعي ودائم لإشباع عاطفة الأمومة لديهن، وأخذهن بكافه الأسباب والمسببات المتاحه من اجل الإنجاب. ذكر أن امرأه من بني إسرائيل، جاءت إلى سيدنا موسى عليه السلام ،وهي مهمومه، يبدو عليها الحزن الشديد ،فقالت له يانبي الله وكليمه ،سأل ربك أن يرزقني الولد، فسأل موسي عليه السلام ربه أن يرزق هذه المرأه الولد، فأخبره اني كتبتها عقيم ، فأخبر موسي المرأه بذلك فذهبت المرأه وهي تبكي وحزينه، ومرت الأيام، وعادت المرأه مره اخري، لسيدنا موسي ،وقالت له أدعو ربك بأن يرزقني الولد ،فقام موسي أيضا يسأل: ربه بأن يرزق المرأه الولد، فأخبره: بأنه كتبها عقيم، فأخبر موسي: المرأه بذلك فذهبت، وهي حزينه والدموع في عينيها ،ومرت الأيام ،وبعد عام جاءت المرأه تحمل طفلا صغيرا بين يديها، فسألها سيدنا موسى عليه السلام: عن الولد الذي تحمله فأجابت: والفرحة في عينيها انه ولدي، فتعجب موسي !! وسأل ربه: يا ربي سألتك مرتين أن ترزق هذه المرأه الولد، فاخبرتني: بأنك كتبتها عقيم، فقال له رب العزة: ياموسي كلما كتبتها عقيم، قالت: يارحيم ،يارحيم ، يارحيم فسبقت رحمتي قدرتي. فرزقتها الولد، سبحان الملك ،الوهاب ،الرزاق الذي يرزق كل الخلائق من نعمه التي لا تحصى ولا تعد . في هذه القصه توجد العديد من الأفكار التي تحمل في طياتها معاني ودلالات عظيمه ولعلنا نجملها في الاتي : 1 / مفهوم الأمومة: في اللغه العربيه : الامومه رابطه تربط الأم بأبنائها وهي من أقوى الروابط الانسانيه. أما اصطلاحا فيمكن تعريفها بأنها : مظهر من مظاهر غريزة النوع عند المرأه وتتمثل في مجموعه المشاعر الجياشة والعواطف المرهفه والإحساس الصادقه التي جبلة عليها المرأه إتجاه أبنائها- صغيرا كان أم كبيرا- مما يدفع بالتضحيه بالغالي والنفيس من أجلهم وهي في قمه السعادة والرضي. 2 / اللجوء بصدق إلى الخالق المدبر الله سبحانه وتعالى، في كل أمر من أمور حياتنا، صغيرا كان أم كبيرا، ولانستهين بذلك ، لأنه من مقتضي العقيده الاسلاميه. 2 / الرغبة الأكيدة في تحقيق الاهدف تجعل الإنسان يعمل بجد واجتهاد من أجل تحقيقها ، فهذه المرأه كان الشيء الوحيد الذي يحرك رغبتها الفطرية المشتعلة نحو الأمومة ، هو إنجاب الولد، عليه فإن هدفها كان جيدا و ايجابي واضح ويتناسب مع قيمها ومعتقداتها وفطرتها . 3/ أن هذه المرأه وظفت و استغلت كل ، مواردها المتاحة، لتحقيق هدفها لذلك قمت بثلاث امور اساسيه هي: أ/ طلبت من سيدنا موسى عليه السلام، أن يسأل ربه أن يرزقها الولد، لانها تعلم يقينا مكانه ومنزله سيدنا موسى عليه السلام، حيث أنه رسول ونبي ومن أولي العزم ،وكليم الله. ب/ كانت تكثر من ذكر يارحيم، يارحيم. ج/كانت تلح في الدعاء والله تعالى يحب العبد اللاحوح في الدعاء. 4 / حسن الظن بالله تعتبر أعلي درجات التوكل، باعتبار مفهوم التوكل هو: الثقه فيما عند الله والزهد فيما عند الناس . 5 /أن لا نرتبط بالأسباب الماديه فقط ،بل علينا أن نرتبط بصانع الأسباب . 6 / في اي امر من الامور، يجب على كل مسلم أن يأخذ بالأسباب والمسببات وان يفرغ كل جهده ،وإذا لم يتحقق هدفه فعليه أن يذهب إلى خالق وصانع الأسباب . 7 /لانستهين بأمر الدعاء فإنه من أهم اسلحه المؤمن ،بل هي: من اقواها . 8 /يمكن تعريف الدعاء بأنه :طلب من المخلوق مصحوب برجاء وتوسل للخالق المدبر الله سبحانه وتعالى بأن يحقق له أمره من أمور الدنيا والآخرة وان يلح في الطلب. 9 / هناك شروط ومتطلبات للدعاء منها: — النية –أن يكون موضوع الدعاء خير–تحري الحلال في طلب الرزق–الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء–تقصد الأوقات المناسبه خاصه الثلث الأخير من الليل –التصدق قبل الدعاء . 10 / يجب علي الزوج بوعي وإدراك فكري تمام، تفهم طبيعه حاجه زوجته لعاطفه الأمومة وحاجتة لعاطفه الأبوة وأن يتعاونا معا بحب واحترام من أجل تحقيقها . وفي الختام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعز أمه محمد .