مقالات

 الدكتور عبدالوهاب عبد الفضيل يكتب :  الوحدة الإسلامية وتحديات العالم الرأسمالي

 الدكتور عبدالوهاب عبد الفضيل يكتب :  الوحدة الإسلامية وتحديات العالم الرأسمالي

 

لا يختلف اثنان حول واقع الضعف والتفكك والتخلف والانقسام والتبعية السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم الإسلامي ولاسيما حالة السيولة والابتعاد عن أواصر الوحدة بين المسلمين والتي ترتكز على اساس

العقيدة والتوحيد والمحبة والأخوة والخير والمصلحة وليس على العداوات وفرض الوحدة بالقوة.
إن حدود الوطنية عند المسلم تُمثّل بالعقيدة لا بالحدود الجغرافية ، فكل بقعة فيها مسلم يقول” لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هى وطن

للمسلمين جميعا ، له حرمته وقداسته وحبه والاخلاص له والجهاد في سبيل خيره وعزته ومنعته، وكل المسلمين في هذه الاقطار الجغرافية أهل واخوة ، لهم اهتمامات و مشاعر مشتركة.

لعل الفارق بين المسلمين ودعاة الوطنية الضيقة الذين لا يتجاوز نشاطهم حدود الوطن الجغرافية ذو دلالة عمياء لا ترتقي لبناء دولة الفكر السياسي والديني و الاجتماعي
لأن المسلم مطالب بهداية البشرية كلها بنور الإسلام

ويبذل في تحقيق ذلك ماله ودمه ونفسه مرضاة لله تعالى واسعاداً للعالم الإسلامي بهذا الدين وتحريراً له من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد الواحد القهار. إن

المسلمين في عصرهم الحاضر يواجهون تحديات ضخمة وضغوطاً اقتصادية تمارسها عليهم الدول الكبرى والعالم الرأسمالي مما يتطلب منهم أن يتحدوا وأن يتعاونوا وأن يكونوا صفاً واحداً ليتمكنوا من مواجهة خصوم الإسلام

الذين يحاولون بكل السبل المشروعة وغير المشروعة زرع الخلافات واضرام نار العداء بين المسلمين افراداً وجماعات ودولاً حتى لا يلتئم الصف الإسلامي وتتوحد المسيرة وينشغل المسلمون بانفسهم عن اعدائهم ويكون باسهم بينهم شديداً.

اليوم لابد من اشاعة الدعوة الصادقة للشعوب العربية والاسلامية والحكومات الي التوحد والتضامن ونبذ الخلافات على اساس ان يستمر نهج الاسلام في خطوات متزنة ومدروسة مع الحفاظ على الخصائص الفطرية لكل

بلد والبدء في العمل الموحد للقضايا المتفق عليها ، و لذلك فإن العمل الذي يقوم على حسن التخطيط وجودة التنسيق ودعم أواصر الوحدة الاسلامية يصبح عملاً متكاملاً تستفيد منه الأمة بشكل طيب لأن الدعوة نحو

المؤسسات والهيئات والجمعيات الاسلامية في العالم تحتاج الى إيجاد خطط مشتركة فيما بينها بحيث تعم الفائدة وتتم الاستفادة من كل الخبرات والقدرات المتوفرة للجميع وأن تكون الدعوة إلى الوحدة منبثقة من قادة الفكر والدعاة والعلماء والساسة وأصحاب القرار

الذين جربوا انواع النظم و لم يكسبوا منها غير الخراب والدمار وسيطرة الأشرار على الاخيار وشيوع الفتن واضطراب الأمن والتباغض والتناحر و هذا الأفق الضيق جعل أعداء الإسلام ينتبهون لقيمة الوحدة وعلاقتها بقوة الأمة والدولة الإسلامية وسيادتها مما دفعهم للتسلل إلى

صفوف المسلمين لإيجاد الفرقة واشعال جذوة الصراع بينهم و لعل ما نشاهده ونعايشه اليوم من واقع الضعف والتفكك والتخلف والانقسام والتبعية السياسية

والاقتصادية في مواجهة تحديات كثيرة تقودها تكتلات وتحالفات دولية و تجمعهم وحدة الهدف لضرب الاسلام وتفريق كلمة المسلمين لاستغلال مواردهم والسيطرة على مقدراتهم ليظلوا في ذيل الأمم.

انتهز اعداء الإسلام ضعف الأمة الإسلامية ونتيجة لذلك فقد نجحوا في تشوية صورة الانظمة الاسلامية في كثير من دول العالم الإسلامي، فالعبور الآمن اليوم وإقامة دولة العدل هو توطين قيم الدين الإسلامي في نفوس الناس

واجترار تشريعات تعالج قضايا الامة وفق الدين الاسلامي وهدي النبي صلى الله عليه وسلم. ان كل عمل خالف الكتاب والسنة فإنه فاسد لا خير فيه و لذلك يجب رد المظالم إلى أهلها ونبذ القبلية والعنصرية التي نهى عنها الإسلام.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى