( الحوار غير المباشر ) .. هل ينهي الأزمة السودانية …؟
تقرير: العهد اونلاين
بدات الآلية الثلاثية للحوار ممثلة في الإتحاد الأفريقي، لقاءات غير مباشرة مع القوي السياسية ولجان المقاومة من التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية ويعيد المسار الديمقراطى.
وذكر بيان للالية، ان أعمال اليوم الاول للحوار غير المباشر شهدت عقد جلسلت منفصلة بدأت بلقاء صباحي مع قوى إعلان الحرية والتغيير – ميثاق التوافق الوطني – وتبعه لقاء آخر مع قوى إعلان الحرية والتغيير – المجلس المركزي – ولقاء ثالث وأخير ضم الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل، كنا تواصلت اللقاء مع الجبهة الثورية ولجان المقاومة.
واعربت الآلية الثلاثية، عن تفاؤلها بشأن مسيرة المحادثات، بالنظر للأجواء الإيجابية التي أحاطت بالنقاشات ،تمهيدا لإتفاق الاطراف السودانية على صيغة تضع حدا للازمة السياسية الراهنة .
وتباينت آراء الخبراء والمحللون السياسيون، بشأن نجاح الحوار غير المباشر في إيجاد حل سياسي للأزمة السودانية، وبينما أبدي بعض الخبراء والمحللون السياسيون تفاؤلا بنجاح الحوار غير المباشر في إنهاء الأزمة السياسية، يري محللون سياسيون، أن انطلاق الحوار غير المباشر محاولة من الآلية الثلاثية لتغطية فشلها في جمع الفرقاء السياسيون السودانيين في مائدة مستديرة للحوار، فلجأت إلي الحوار غير المباشر لتغطية فشلها.
ويري هؤلاء الخبراء أن حل الأزمة السودانية يكمن في إقناع القوي السياسية والأحزاب بضرورة الجلوس للحوار من أجل التوافق علي حل سوداني سوداني للأزمة السياسية في البلاد.
تغطية الفشل
ووصف دكتور حسن الساعوري المحلل السياسي والاستاذ بالجامعات السودانية، انطلاق الحوار غير المباشر الذي دعت إليه الآلية الثلاثية ممثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد، بأنه محاولة من الآلية الثلاثية لتغطية فشلها في جمع الفرقاء السودانيون في مائدة مستديرة للحوار ، نتيجة لرفض كثير من القوي السياسية لحوار الآلية الثلاثية، وانقسام قوي الحرية التغيير بشأن الحوار، بجانب رفض لجان المقاومة للحوار.
واضاف دكتور الساعوري: لتغطية فشلها لجأت إلى إطلاق الحوار غير المباشر في محاولة للبحث عن مخرج من هذا الفشل ، واستبدلت الحوار المباشر بحوار غير مباشر تجتمع فيه منفردة بالقوي السياسية، وليست مائدة مستديرة للحوار الوطني، حتى تغطي علي فشلها .
ومضى الي القول: الآلية الثلاثية تعلم إذا لم يجتمع الجميع لن يصلوا إلى الحوار ، وكان من المفترض أن تبحث الآلية الثلاثية ومنذ البداية عن القاسم المشترك بين القوي السياسية والأحزاب، وأن تبحث عن القضايا الخلافية الكبيرة وكيفية تجاوزها قبيل أن تعلن عن اطلاق الحوار.
فرص الحل
وأكد دكتور حسن السارعوي، أن حل الأزمة السودانية يكمن في إقناع القوي السياسية والأحزاب بضرورة الجلوس للحوار من أجل التوافق على حل لا يقصى أحدا، فنحن محتاجون الي زعامات وطنية الي جمع الصف الوطني والتوافق، خاصة وأن استمرار الأزمة السودانية سيزيد أمد سلطة العسكر.
رهان نجاح الحوار غير المباشر
وفي السياق ذاته اكد عادل خلف الله الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، أن نجاح الحوار غير المباشر الذي أطلقته الآلية الثلاثية ، رهين بتحديد طبيعة الأزمة والمسؤول عن تفاقمها، كمقدمة تقود الى (الحل) كنتيجة.
واضاف : هو الغائب حتى الان فى مجمل الجهود المبذولة الان سواء تلك التى تطلق بعنوان المبادرات او ما استقر باسم الالية الثلاثية .
وأكد الناطق باسم حزب البعث، أن قيمة ونجاح البعثة الاممية والالية يكمن فى حصر دورها فى مهمتها ( دعم الانتقال الديمقراطى) من خلال دعم ارادة الشعب السودانى المقاومة للانقلاب ، كما هى حقيقته ، وعلى طريق اسقاطه .
ونوه خلف الله الي ان عدم التحديد الدقيقة للازمة والمسئول عن تفاقمها اوقع اطراف الالية فى عدم تحديد الاطراف، وفى التقدير ذلك ليس معزولا عن مرجعيات الالية وتجاربها فى العديد من الدول وخاصة الميل للترضيات والتسويات ، ولذلك تعمل الالية على فرضية حشد من شاركوا فى الانقاذ ومن تورطوا فى انقلاب 25 اكتوبر مع القوى والمكونات التى عارضت وقاومت الانقاذ .
مواصلة النضال
وأكد تمسك حزب البعث ، وفق تحليله لطبيعة الازمة وتركيبة انقلاب25 اكتوبر بمواصلة النضال مع قوى الديمقراطية والتغيير ، باسقاطه وبلورة النظام الديمقراطى التعددى الذى يلبى تطلعات الشعب ويحاسب من قوض الانتقال ويحقق العدالة ويقتص للشهداء ،عبر الاضراب السياسى والعصيان المدنى ، الذى نعتبره مركز الثقل فى نشاطنا وجهودنا ببناء اوسع جبهة للديمقراطية والتغيير .
تفاؤل بنجاح الحوار غير المباشر
لكن السفير الرشيد ابوشامة المحلل السياسي، أعرب عن تفاؤله بنجاح الحوار غير المباشر الذي اطلقته الآلية الثلاثية، في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السودانية، وتكوين حكومة مدنية تقنع الغرب وامريكا بإعادة الدعم الدولي للسودان.
واضاف السفير الرشيد: يبدو أن الآلية الثلاثية وجدت دعماً من امريكا والغرب وتشجيع لإطلاق الحوار غير المباشر بعد أن فشلت في إطلاق الحوار المباشر، بجانب حرص رئيس بعثة الأمم المتحدة علي تحقيق اختراق في الأزمة السودانية قبيل انتهاء فترة عمله في يونيو المقبل، كما أن كثير من الجهات والقوي السياسية والأحزاب التى كانت ترفض التحاور غيرت موقفها الآن، بل طرح بعضها رؤيته للحل من خلال المشاركة في الحوار غير المباشر الذي أطلقته الآلية الثلاثية، خاصة أحزاب المعارضة من قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي، وحزب الامة، وقوي الحرية والتغيير الميثاق الوطني، والحزب الاتحادي الأصل.
التوصل إلى توافق
وتوقع السفير الرشيد التوصل إلى توافق بنسبة 60%، خاصة وأن الإجماع يصعب تحقيقه، واضاف: والوصول إلى هذه النسبة يمكن تشكيل حكومة مدنية تجد الدعم من امريكا والغرب وتتدفق بعدها المساعدات الدولية إلي السودان، ولذلك متفاءل بنجاح الحوار غير المباشر الذي أطلقته الآلية الثلاثية في إيجاد حلالي الأزمة السياسية بالبلاد.