الحاج الشكري يكتب: ..نقطة سطر جديد..الخرطوم ٠٠ نموذج الوالي القادم
الحاج الشكري يكتب: ..نقطة سطر جديد..الخرطوم ٠٠ نموذج الوالي القادم
عندما قدمت دعوة لوالي ولاية الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة لزيارة مدينة الصحفيين بأمدرمان الثورة الحارة ١٠٠ لتفقد أحوالها وحل مشاكلها كنت على يقين
بأنه لم ولن يخذلني وقد كان حسن ظني في مكانه الصحيح بل لم يعتذر بالظروف الاقتصادية والانفلاتات الأمنية المعلومة للجميع٠٠
رجل من فرض تواضعه لم يجعل حتي الإنسان العادي البسيط يقف أمامه وقفة المتهيب فما بالك نحن معشر الصحفيين الذين تعودنا العيش تحت أضواء الكاميرات
ورفقة كبار المسؤولين هذا وذاك ماجعلني أقدم له الدعوة بكل أريحية وعفوية فاستجاب للدعوة أيضا على طبيعته وفطرته التي جبل عليها خدمة الناس أينما كانوا وتحت أي ظرف وقد كان ٠٠
نحن كصحفيين كنا نحلم بأن تتفوق مدينتنا مدينة الصحفيين بالخرطوم علي نظيراتها مدينة الصحفيين بالقاهرة ومدينة الصحفيين بدولة جنوب أفريقيا فإذا بها وللأسف الشديد نجد أنفسنا في مدينة أقل في حق
الحياة الكريمة والخدمات حتى على مستوى محلية كرري التي نقع تحت سلطاتها من ناحية الجغرافية السياسية اما وجدانيا وتاريخيا فإننا ننتمي إلى مدينة أم درمان الكبرى وهي المدينة التي ترنو إليها كل المدن بل كل اهل
السودان قبل أن يكسرها التمرد لسوء الحظ ٠٠
شرفتنا هذه الزيارة لأننا لم نرى مثلها من ولاة سابقين حتى في زمن السلم فكيف ننظر بعد هذا اليوم لرجل يستجيب لدعوتنا ويزورنا حتى تحت أصوات المدافع
والدانات واقتراب لحظات الموت٠٠ فاي إنجاز تحت هذه الظروف مهما صغر حجمه يعد عملا مل السمع والبصر بل سيبقى ذكرى مع الزمن ٠
لذا ماقام به أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم يجعلنا نخشى إن يكون هذا الوالي من طراز مسؤولين وولاة يظهرون في حياة الشعب السوداني من خلال فترات متباعدة ٠٠كان حقا واليا مسؤولا وجدير بالاحترام
نلخصه في كلمتين التواضع والمسؤولية ٠٠ان مثل هذا الوالي للأمانة والتاريخ يصلح أن يكون نموذجا للولاة المطلوبين للمرحلة المقبلة بعد حجم الدمار الذي لحق ببلادنا ٠٠نعم يصلح أن تجدد فيه الثقة أن كان هناك
تشكيل حكومي قادم ٠ هذآ أن كان الهدف الوطن والمواطن ولكن ان كان الهدف المصلحة الحزبية أو الشخصية أو الشللية أو الجهوية أو الحمدوكية فالياتي من يأتي ولكن لنبكي كالنساء على وطن لم نحافظ عليه
كالرجال باختيار القوى الأمين الذي لايجامل في اختيار ولاة الأمر في كل المواقع والمناصب ٠٠ نقول هذا الحديث حرصا على باقي الحارات والأحياء في كل محليات ولاية الخرطوم اما نحن فقد حصدنا من هذه الزيارة التاريخية
إكمال مدرستي البنين والبنات بالحارة ١٠٠ الصحفيين ثمانية فصول وأربعة مكاتب وفك الاختلاط وتسويرهما واكمال المركز الصحي وفرش بيت الله في الأرض وتحويل مباني مكب النفايات لغرض خدمي آخر تفوح
منه رايحة الزهور والعطور بدل العفن والمرض وصيانة شبكة المياة ودعم فريق الكورة بمليون جنيه وتشيد صالة لحفظ تراث السودان بمنزل الباحث والإعلامي الحبيب إسماعيل عبدالله وهنا لابد أن نحكي لأننا قصدنا
أن يختم الوالي زيارته لحارتنا بالوقوف على هذا المعرض و الذي هو عبارة عن مهرجان من الصناعات القديمةو الصور والمشاعر والايقاعات يرتاد بالقلوب آفاقا وألوانا وعوالم من أزمنة الماضي ومما لاشك فيه أن الوالي بما من الله عليه من معرفة وتجارب قد وجد في هذا
المعرض أبعادا لا يراها الشخص البسيط أو المسؤول العادي لذلك وجه فورا بتشيد صالة لحفظ هذا التراث الذي فقدنا جله أن لم يكن كله بسبب هذه الحرب اللئيمة اللعينة٠٠
ودعنا الوالي وملامح السعادة والارتياح تبدو على وجهه ونحن كذلك ومع أن كل هذه القرارت لم يجف مداد حبرها بعد إلا أننا مطمئنين لتنفيذها عما قريب خاصة وأن الوالي نشأت بينه وبين العمل الميداني صلة وثيقة
حميمة فهذا يجعلنا على يقين كامل بأن قراراته سيتابعها بنفسه وسترى النور قريبا وحينها ساحدثكم بأن حسن ظني لم يكن وهما وما ذهبت إليه لم يكن خبطا عشوائيا٠٠
وفي الختام وكما قلت في كلمتي أمام الحشد المصغر واكررها الان امام كل القرا المنتشرين في كل أصقاع الدنيا عبر الفضاء المفتوح باننا فخورين بهذه الزيارة وبذاك الوالي الهمام الأصيل الذي زارنا تحت أصوات
الرصاص والدانات وضجيج الحرب وتفقد مشاكلنا وتلمس همومنا ووعد بحلها فورا ٠٠لذلك هذه الزيارة ستحفر في جدران الحارة ووجدان ساكينيها مع سفر أيوب إلى الأبد ٠٠