التستوستيرون هرمون الذكورة.. ما علامات نقصه؟
ما التستوستيرون (Testosterone)، وما وظائفه في الجسم وأعراض نقصه، ثم كيف يكون العلاج، وما أشكال مكملات (علاج) التستوستيرون؟
ما التستوستيرون؟
التستوستيرون هو هرمون جنسي، ويعد هرمون الذكورة الرئيسي لدى الرجل، لكن المرأة أيضا تفرزه، وهو يلعب دورا مهما في الخصوبة وكتلة العضلات وتوزيع الدهون وإنتاج خلايا الدم الحمراء.
والتستوستيرون نوع من الأندروجين ينتج بشكل أساسي من الخصيتين في خلايا تسمى “خلايا ليديغ” (Leydig cells)، أما لدى المرأة فينتجه المبيضان ولكن بكمية أقل.
هل نقص هرمون التستوستيرون يؤثر على الانتصاب؟
من المثير للدهشة أن انخفاض هرمون التستوستيرون في حد ذاته نادرا ما يسبب ضعف الانتصاب أو الضعف الجنسي. وانخفاض هرمون التستوستيرون وحده -مع عدم وجود مشاكل صحية أخرى- يمثل أقلية صغيرة من الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب، وذلك وفقا لتقرير في موقع “ويب ميد” (webmd).
عادة ما تحدث مشاكل الانتصاب بسبب تصلب الشرايين، فالشرايين إذا تضررت، فإن الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي القضيب لا يمكن أن تتوسع لتوفر التدفق القوي اللازم للانتصاب القوي. ويعد مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين وارتفاع الكوليسترول من الأسباب الثلاثة الرئيسية لتصلب الشرايين وضعف الانتصاب.
في الوقت نفسه، يعتبر انخفاض هرمون التستوستيرون أمرا يعمل مع تصلب الشرايين في ضعف الانتصاب. وتشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى واحد من كل 3 رجال ذكروا الضعف الجنسي لطبيبهم يعانون من انخفاض هرمون التستوستيرون. ويعتقد الخبراء أنه في الرجال الذين يعانون من عوامل أخرى تسبب ضعف الانتصاب، يمكن أن يسهم انخفاض هرمون التستوستيرون بقوة، مما يجعل الموقف الصعب أسوأ.
أيضا يرتبط انخفاض هرمون التستوستيرون بطريقة ما بالعديد من الحالات التي تؤدي إلى ضعف الانتصاب:
- متلازمة الأيض.
- بدانة.
- داء السكري.
على الرغم من أنه من غير المعروف أن انخفاض هرمون التستوستيرون يسببها، فإن الارتباط بين الحالات الطبية الأخرى وانخفاض هرمون التستوستيرون يمكن أن يكون كبيرا.
ويحسن العلاج بالتستوستيرون الدافع الجنسي لدى العديد من الرجال. ومع ذلك، فإن مخاطر وفوائد استبدال التستوستيرون على المدى الطويل غير معروفة، ولا تزال التجارب البحثية حول استبدال التستوستيرون لدى الرجال جارية، لكن التوصل إلى نتائج لا يزال بعيدا.
ما دور هرمون التستوستيرون؟
يلعب هرمون التستوستيرون لدى الرجال دورا أساسيا في:
- تطوير الصفات الذكورية، مثل خشونة الصوت.
- إنتاج الحيوانات المنوية.
- الرغبة الجنسية.
- كتلة العظام.
- توزيع الدهون.
- حجم العضلات وقوتها.
- إنتاج خلايا الدم الحمراء.
يزداد إنتاج التستوستيرون بشكل ملحوظ خلال فترة البلوغ، ويبدأ في الانخفاض بعد عمر الـ30 أو الـ40 عموما، ويتم التحكم في مستوياته بواسطة الدماغ والغدة النخامية.
معدل هرمون التستوستيرون الطبيعي في الدم لدى الرجال
يبلغ المعدل الطبيعي من هرمون التستوستيرون في الدم لدى الرجال: 300-1000 نانوغرام لكل ديسيلتر.
وتختلف مستويات هرمون التستوستيرون خلال اليوم، إذ تبلغ ذروتها تقريبا الساعة 8 صباحا وتتناقص على مدار اليوم، وتميل لأن تكون في أدنى المستويات في الساعة 8 مساء، ثم ترتفع خلال الليل.
وتؤدي السمنة إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، بالمقابل فإن فقدان نسبة 1% من الدهون في الجسم يمكن أن يزيد مستوياته بمقدار 100 نقطة.
معدل هرمون التستوستيرون الطبيعي في الدم لدى النساء
يبلغ المعدل الطبيعي من هرمون التستوستيرون في الدم لدى النساء ما بين 15-70 نانوغراما لكل ديسيلتر.
كيف يتم اكتشاف نقص هرمون التستوستيرون؟
يتم اكتشاف نقص هرمون التستوستيرون عند الرجال، عبر إجراء تحليل الدم الذي يساعد على تحديد نسبته في الدم.
وتؤثر مستويات هرمون التستوستيرون على كل شيء لدى الرجال، مثل القدرة الجنسية والكتلة العضلية وكثافة العظام وإنتاج كريات الدم الحمراء.
كما تزداد فرص تساقط الشعر وإصابة الرجال بالصلع، واضطرابات في النوم والإصابة بالأرق، كما أنه يلعب دورا في سلوكيات معينة وتقلبات نفسية، بحسب تقرير في دويتشه فيله.
وعبر دورية “مايو كلينيك” (Mayo Clinic)، يشجع طبيب المسالك البولية الدكتور غريغوري بروديريك الرجال الذين يعانون من أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون على التحدث إلى أخصائي حول هذه المشكلات. ففي معظم الحالات، يمكن علاج انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون عن طريق تناول الأدوية البديلة.
ما علامات نقص هرمون الذكورة؟
وفقا للدكتور الألماني اختصاصي المسالك البولية كريستيان لايبر -في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية- فإن إنتاج هرمون الذكورة “التستوستيرون” يتراجع مع التقدم في العمر، موضحا أن الأعراض الدالة على ذلك تتمثل في:
- مشاكل في الانتصاب.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- تراجع الكتلة العضلية.
- تراجع كثافة الشعر.
- زيادة الوزن.
نقص هرمون التستوستيرون لدى الرجال
يؤدي انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجل إلى مشاكل تتفاقم بزيادة انخفاضه واستمراره، مثل:
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- العنة (ضعف الانتصاب).
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
- تضخم أنسجة الثدي (تثدي).
- فقدان شعر الجسم.
- ضمور العضلات وتراجع القوة العضلية.
- زيادة الدهون في الجسم.
- هشاشة العظام.
- تقلبات المزاج والاكتئاب.
- انكماش الخصيتين.
علاج نقص هرمون التستوستيرون
وجدت دراسة أجريت عام 2015 في مجلة “جاما” (JAMA) أن الدافع الجنسي تحسّن لدى الرجال الذين كان لديهم مستوى هرمون التستوستيرون حوالي 230 نانوغراما لكل ديسيلتر -والتي تعتبر منخفضة- إلى 500.
وتصادق إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدام هرمون التستوستيرون بوصفه علاجا فقط للرجال الذين لديهم مستويات أقل من 300 نانوغرام لكل ديسيلتر.
وهؤلاء الرجال يفتقرون بالفعل إلى الهرمون، لذا فإن إعادة المستويات إلى وضعها الطبيعي يمكن أن تساعد في استعادة الدافع الجنسي والطاقة.
بالمقابل، فإن تعاطي الرجال الذين يكون مستوى هرمون التستوستيرون لديهم ضمن النطاق الطبيعي ليست له فوائد، وأيضا يمنع تعاطي التستوستيرون بغاية تحفيز النشاط الرياضي أو بناء العضلات.
كيفية زيادة هرمون التستوستيرون
وقال لايبر إنه إلى جانب العلاج الدوائي يمكن مواجهة تراجع إنتاج هرمون “التستوستيرون” من خلال التغذية الصحية والمواظبة على ممارسة الرياضة، والعمل على إنقاص الوزن، وضبط ضغط الدم ونسبة السكر بالدم.
ارتفاع هرمون التستوستيرون لدى النساء
يؤدي ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون لدى النساء إلى:
- الصلع.
- خشونة الصوت.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- تغير شكل الجسم.
- البشرة الدهنية.
- حب الشباب.
- زيادة خطر أورام الرحم الليفية.
أسباب نقص هرمون التستوستيرون
من أسباب نقص هرمون التستوستيرون التالي:
- الأمراض المزمنة، كالسكري وأمراض الكلى والكبد.
- مشاكل في الغدة النخامية.
- خمول الغدة الدرقية.
- مشاكل الخصيتين مثل التعرض لإصابة أو سرطان أو عدوى.
- السمنة.
أشكال مكملات التستوستيرون
العلاج ببدائل التستوستيرون متاح في عدة أشكال، تشمل:
- رقعة جلدية (عبر الجلد): هي رقعة جلدية توضع على الذراع أو الجزء العلوي من الجسم. ويتم تطبيقه مرة واحدة في اليوم، وفقا لتقرير لموقع “ويب ميد”.
- مادة هلامية (جيل): يأتي في عبوات من هلام التستوستيرون الصافي. ويتم امتصاص التستوستيرون مباشرة من خلال الجلد عند وضع الجل مرة واحدة في اليوم.
- لصقة الفم: عبارة عن قرص يلتصق باللثة العلوية فوق السن القاطعة، ويتم تطبيقه مرتين في اليوم، وهو يطلق هرمون التستوستيرون باستمرار في الدم من خلال أنسجة الفم.
- الحقن والغرسات: يمكن أيضا حقن التستوستيرون مباشرة في العضلات، أو زرعها على شكل حبيبات في الأنسجة الرخوة. ويمتص جسمك ببطء هرمون التستوستيرون في مجرى الدم.
حبوب التستوستيرون
التستوستيرون الفموي متاح. ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن هرمون التستوستيرون الفموي يمكن أن تكون له آثار سلبية على الكبد.
وباستخدام طرق أخرى، مثل البقع الجلدية أو المواد الهلامية أو الأقراص المتحللة عن طريق الفم أو الحقن، يتم تجاوز الكبد ويدخل هرمون التستوستيرون إلى الدم مباشرة.
فوائد العلاج بالتستوستيرون
أبلغ العديد من الرجال عن تحسُّن في مستوى الطاقة، والدافع الجنسي، وجودة الانتصاب. ويزيد التستوستيرون أيضا من كثافة العظام وكتلة العضلات وحساسية الإنسولين لدى بعض الرجال.
وغالبا ما يُبلغ الرجال أيضا عن تحسن في الحالة المزاجية من استبدال التستوستيرون. وسواء كانت هذه التأثيرات بالكاد ملحوظة أو كبيرة، تبقى فردية للغاية.
مخاطر العلاج بالتستوستيرون
غالبا ما تشمل الآثار الجانبية للعلاج ببدائل التستوستيرون الطفح الجلدي أو الحكة أو التهيج في الموقع الذي يتم فيه تطبيق التستوستيرون.
ومع ذلك، هناك أيضا دليل على احتمال زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية مرتبطة باستخدام التستوستيرون، ويؤكد الخبراء أن فوائد ومخاطر العلاج التستوستيرون طويل الأمد غير معروفة، لأنه لم يتم إجراء تجارب سريرية كبيرة بعد.
وهناك بعض الحالات الصحية التي يعتقد الخبراء أن علاج التستوستيرون يمكن أن يفاقمها:
- تضخم البروستاتا الحميد.
- سرطان البروستاتا.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- جلطات الدم.
- قصور القلب الاحتقاني (Congestive heart failure)، إذ يجب على الرجال الذين يعانون من قصور القلب الاحتقاني الشديد ألا يأخذوا بدائل التستوستيرون، لأنه قد يؤدي إلى تفاقم الحالة.
