التخطيط للأسوأ والأمل في الأفضل.. طرق تساعدك على مواجهة الركود الاقتصادي
التخطيط للأسوأ والأمل في الأفضل.. طرق تساعدك على مواجهة الركود الاقتصادي
يرجّح الخبراء الاقتصاديون حدوث ركود اقتصادي عام 2023، ويعزى هذا التوقع -إلى حد كبير- لارتفاع أسعار الفائدة التي تعهدت بها البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم لمكافحة التضخم.
ويقول الكاتب وليد حجازي -في تقرير نشرته صحيفة “أتلايار” (atalayar) الإسبانية- إن “تعريف الركود أنه: ظاهرة النمو السلبي للناتج المحلي الإجمالي على مدى ربعين متتاليين، إلا أنه في الأساس: فترة ينخفض فيها النمو الاقتصادي بشكل كبير وترتفع فيها معدلات البطالة”.
ونظرا لعدم وجود تعريف دقيق، فلا يوجد دائما اتفاق كامل حول ما إذا كان الاقتصاد في حالة ركود أم لا، ولكن أزمة تكلفة المعيشة الحالية تجعل الكثيرين يتساءلون: متى ستبدأ الأزمة التالية؟
تضخّم جامح
ارتفع التضخم إلى مستويات لم نشهدها منذ 4 عقود، ومن الواضح أن معدلات التضخم المرتفعة لها تأثير سلبي على القوة الشرائية، وتجعل من الصعب اقتناء الضروريات الأساسية مثل الغذاء، كما أن للتضخم تأثيرا سلبيا على الكفاءة الاقتصادية، مما يؤدي إلى انخفاض النمو الإجمالي.
وعندما ترتفع أسعار الفائدة يصبح تمويل أمور أكبر -مثل السيارات والمنازل والعطلات- أكثر تكلفة، حيث تصبح أي عملية شراء تتطلب تمويلا أكثر تكلفة عندما ترتفع أسعار الفائدة.
إضافة إلى ذلك، عندما يكون للديون الحالية معدلات فائدة متغيرة، فإن تكلفة الاحتفاظ بها تزداد أيضا، ونتيجة لهذه الزيادات يتناقص الطلب على العديد من السلع والخدمات، وينخفض أيضا التضخم على المدى الطويل.
ماذا يحدث في حالة الركود؟
وخلال فترة الركود تضطر الشركات إلى تقليل التوظيف وتسريح العمال وتقليل ساعات العمل، وتتركز معظم حالات فقدان الوظائف في قطاع الخدمات ولا سيما على المنصات الرقمية، حيث تميل الأرباح إلى الانخفاض وتكون العمالة غير مستقرة.
وفقدان الدخل يعني أنه على الناس أن يلجؤوا إلى مدخراتهم -بافتراض أن لديهم مدخرات- لدفع ثمن الضروريات، مثل الطعام والسكن والمواصلات. وبالتالي، فإن احتمال فقدان الوظيفة أو تقليل ساعات العمل هو أكبر أثر للركود على العائلات، لذلك يجب أن يستعد معظم الناس لمثل هذا الوضع.
كيف تستعد لذلك؟
مع التهديد بالركود، تشعر العديد من العائلات بالقلق بشأن حالة مواردها المالية، وتحسبا لذلك، يسلط حجازي الضوء على بعض النصائح التي يمكنك اتباعها للاستعداد له:
- خفض المصاريف فورا
اغتنم الفرصة لمراجعة ميزانيتك وإعادة النظر في عادات الإنفاق اليومية التي تتراكم. على سبيل المثال: أعد النظر في الوجبات التي تتناولها خارج المنزل، أو التحويلات التي تخرج تلقائيا من حسابك كل شهر. في الخلاصة: الترشيد والنظر في عادات الإنفاق.
- سداد ديون بطاقتك الائتمانية في أسرع وقت
من المهم سداد ديون بطاقة الائتمان قدر الإمكان وفي أسرع وقت ممكن. في الأشهر المقبلة ستستمر أسعار الفائدة في الارتفاع، مما سيجعل إدارة الديون أكثر صعوبة.
في هذا السياق، تسمح أرصدة الديون المنخفضة بمستوى أقل من مدفوعات الفائدة، مما يسهل عليك الأمر في الفترات الصعبة ماليا.
- انتبه جيدا لدفع الفواتير وتجنب الرسوم المتأخرة
تتراكم هذه الرسوم أيضا بمرور الوقت، لذلك سيكون من المستحسن وضع خطة لضمان سداد الفواتير في تاريخ الاستحقاق أو قبله، علما بأن تأخر سداد الفواتير يؤدي إلى فرض غرامات مالية يجب تجنبها دائما وخاصة أثناء فترة الركود.
- استعد لفقدان وظيفتك والبحث عن أخرى
تأكد من تحديث سيرتك الذاتية وأنك مستعد للبحث عن وظيفة جديدة في حالة فقدان وظيفتك، وكن مستعدا للعثور على وظيفة أخرى قريبا.
- اجعل نفسك أكثر قابلية للتوظيف
نظرا لأن فترات الركود تميل إلى التأثير على الأفراد الأقل خبرة والأقل تعليما، فاحرص على تحديث معرفتك المتعلقة بالوظيفة. لذلك، استكشف الخيارات الافتراضية التي تسمح لك بالترقية أو العروض الشخصية من خلال الكليات والجامعات لتعزيز تعليمك وتطوير مهاراتك.
- حاول الحصول على وظيفة لا تتأثر بالركود
تعتمد أكثر الوظائف مقاومة للركود على مستويات المهارة، لكنها تميل إلى أن تكون في القطاع العام والصحة والتعليم، وهذه الوظائف ليست للجميع.
ولهذا السبب، يجب أن يفكر كل شخص في الخيارات التي تناسب قدراته وتفضيلاته. وبشكل عام، تكون هذه الإستراتيجية أكثر نجاحا عندما تكون مهاراتك وسيرتك الذاتية محدثة وتكون مستعدا جيدا.
التخطيط للأسوأ ولكن الأمل في الأفضل
تعتبر بعض هذه الإستراتيجيات أسهل في التطبيق أكثر من غيرها، لكن ربما يكون الدرس الأعظم للجميع هو الاستعداد دائما للأسوأ.
وقد أشار الكاتب إلى أن حالات الركود أو الانكماش الاقتصادي تعتبر جزءا مما يسمى دورة الأعمال التي تصف حالات الصعود والهبوط في الاقتصاد، وتحدث حالات الركود عادة مرة كل عقد وأحيانا أكثر.
وشدد -في ختام تقريره- على ضرورة أن يحاول الناس أن يكونوا مستعدين لمثل هذا الركود بدلا من الانتظار حتى اللحظة الأخيرة، لأنه كلما اقترب المرء من الانكماش الاقتصادي زادت صعوبة الاستعداد له بشكل جيد.
وختم “حتى لو كنت تخطط مسبقا، فإن العيش في فترة ركود قد يكون مخيفا، لكن الخبر السار هو أنها لا تدوم إلى الأبد، وكل ما يمكننا فعله هو التخطيط للأسوأ والأمل في الأفضل”.