الأخبارالإقتصادية

(البنوك وكورونا) .. نقص فى الأموال والأنفس والثمرات

(البنوك وكورونا) .. نقص فى الأموال والأنفس والثمرات

تقرير: سنهوري عيسى
طالت تاثيرات جائحة كورونا اقتصادات كل الدول ، كما ظهرت التاثيرات بوضوح على المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصحي على المستوي العالمي والاقليمي والمحلي ، وتجسدت التاثيرات الاقتصادية لجائحة كورونا فى تاثيرات الاغلاق التام وشبة التام بتوقف حركة الملاحة الجوية وتاثر قطاع الطيران والبواخر والنقل الداخلي وتاثر حركة التجارة الدولية فى الاستيراد والتصدير وتاثر نشاط البنوك والتحاويل المالية ونشاط المراسلين الخارجيين ، بينما على المستوي الاجتماعي تم فقد ملايين الارواح نتيجة للاصابة بالفيروس المميت ، اما على المستوي الصحي فلم تتم السيطرة على المرض بانتاج لقاح او مصل وقائي يعالج المرض ويقي من الاصابة مما ادي الى زيادة الاصابات والوفيات ، إلا مؤخرا تم اكتشاف العلاج والمصل ولكن لم يضخ بكميات تجارية كافية ويصبح فى متناول الجميع .


تاثر الاقتصاد السوداني
وظهرت تاثيرات كورونا على الاقتصاد السوداني بوضوح نتيجة تطبيق الاغلاق التام وشبه التام حيث طالت الثاثيرات كل قطاعات الاقتصاد خاصة النقل وحركة السفر بين الولايات والى دول العالم وتاثر قطاع التجارة المحلية والخارجية، وقطاع البنوك الذى تاثر سلبا بجائجة كورنا بفقد (الأنفس والاموال والثمرات) حيث فقد الجهاز المصرفي السوداني خيرة قياداته وكفاءاته المصرفية نتيجة للوفاة بسبب كورونا او الاصابة بالمرض او تاثير الاجراءات الاحترازية على نشاط البنوك الذى انخفض بوضوح ليظهر التاثير فى فقد الاموال والثمرات من عائد التمويلات الممنوحة والجديدة وضعف نشاط الاستثماري وتعثر بعض عملاء البنوك فى سداد التمويل الممنوح ، وتراجع منح تمويلات جديدة فى مجالات الاستثمار كافة، بجانب تاثر حركة الاستيراد والتصدير وفقدان البنوك لاموال وعائد وارباح .
ويري خبراء مصرفيون أن الجهاز المصرفي السوداني تاثر سلباً بجائحة كورونا بحدوث تعثر فى سداد التمويلات الممنوحة واحجام البنوك عن الدخول فى تمويلات جديدة ، وضعف الايرادات والارباح وتراجع التعامل مع البنوك لينحصر فقط فى الخدمات المصرفية من ايداع وسحب وتحاويل وخدمات مصرفية الكترونية .
اثار سالبة
ويري الاستاذ مساعد محمد أحمد النائب الاول السابق محافظ بنك السودان المركزي ، إن جائحة كورونا كانت لها أثار سالبة كثيرة على الاقتصاد الوطني والجهازي المصرفي بفقدان الأنفس برحيل الاخيار من قيادات الجهاز المصرفي السوداني والخبرات المصرفية من منسوبي البنوك والذين نترحم على ارواحهم ونسأل الله أن يتقبلهم وان يخرح الناس أكثر قوة بعد السيطرة على الجائحة .
تأثر النشاط المصرفي
وأضاف مساعد: فى جانب العمل المصرفي معروف، ان النشاط المصرفي لديه حساسية كبيرة تجاه المتغيرات سواء كانت سياسية او اقتصادية او صحية ، واذا كانت المتغيرات سلبية ستظهر هذه التاثيرات السلبية علي البنوك وأردف قائلاً: ( المتغيرات الناجمة على جائحة كورونا سلبية على كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية عالميا ومحليا، والقطاع المصرفي السوداني تاثر سلبا بخفض النشاط المصرفي فى فترة الاغلاق التام وشبه التام، وعدم التواصل مع العملاء، كما ان الاضطرابات فى فتح واغلاق البنوك بالتأكيد لها تاثيرها على النشاط المصرفي والذي يقوم على الاستمرارية فى التعامل مع العملاء وشبكة المراسلين بالخارج لتسهيل التحاويل المالية وحركة الاستيراد والتصدير ، كما أن اضطراب النشاط المصرفي لديه اثار سالبة على البنوك من ناحية الموارد والايرادات والارباح ومن حيث التشغيل والارتباط بالعملاء والوفاء بخدمات العملاء ، وهذا يؤثر سلبا على العملاء فى اضطراب جدولة سداد التمويل الممنوح او الدخول فى تمويلات جديدة فى كافة المجالات خاصة الاستيراد والتصدير).


اجراءات مطلوبة
وأكد مساعد محمد أحمد، أن تاثيرات جائحة كورونا على على البنوك تتطلب اتخاذ العديد من الاجراءات بمضاعفة الجهد فى التواصل مع العملاء، وامتصاص الاثار السالبة للاغلاق التام للبنوك بسبب كورونا ، والاسراع فى معالجة الاثار السالبة للاجراءات التى اتخذتها الحكومة والبنك بشان حل مجالس الادارات واعفاء بعض الادارات التنفيذية وتأخر انعقاد الجمعيات العمومية للبنوك لانتخاب مجالس الادارات ومدراء العموم، ولابد من الاسراع فى عقد الجمعيات العمومية للبنوك لاختيار اعضاء مجالس الادارات ومن بعد تعيين المدراء العامين للبنوك لضمان ممارسة مجالس الادارات لدورها الرقابة على العمل المصرفي وضمان مضي الادارة التنفيذية فى خطط البنوك السنوية والاستراتيجية وتعظيم دورها فى النشاط الاقتصادي والاستثماري بالبلاد واضاف: (هذا التأخر فى عقد الجمعيات العمومية للبنوك وانتخاب مجالس الادارات بالاضافة الى جائحة كورونا لها تاثير سالب على القطاع المصرفي، ونتمني ان تزول الجائحة وتعود الامور الى وضعها الطبيعي ، ويتم انعقاد الجمعيات العمومية للبنوك وانتخاب مجالس الادارات واجازة القوائم المالية للبنوك خاصة وان اقفال الحسابات الختامية للبنوك لها تاثيرات فى التعامل الخارجي مع البنوك وشبكة المراسلين بالاضافة الى تاثيرها على المساهمين فى البنوك والعاملين والذين لديهم استحقاقات وعائد من الارباح يوزع على المساهمين وانتظام دورة العمل المصرفي .
نسبة تأثر العمل المصرفي
وفى ذات السياق يري الاستاذ عصام عبد الرحيم الخبير المصرفي ، ان جائحة كورونا اثرت بشكل كبير على كل قطاعات الاقتصاد خاصة القطاع المصرفي والذى انخفض فيه نسبة النشاط والعمل المصرفي الى ما بين (20% الى 50%) ، وتأثر العمل المصرفي سلباً فى مجال التمويلات الممنوحة بحدوث تعثر فى بعض التمويلات بسبب تاثر نشاط بعض العملاء بجائحة كورونا بينما بعض العملاء اصحاب الملاءة المالية أوفوا بسداد جدولة تمويلاتهم ، كما اثرت على التمويلات الجديدة للبنوك ونشاط الاستثمار فى مجال التجارة الخارجية من استيراد وتصدير مما يؤثر على ايرادات البنوك وبالتالي ارباحها واردف: ( هذه التاثيرات تتفاوت من بنك لاخر كما يتفاوت الوفاء بسداد التمويل من عميل لاخر ونشاط تمويلي لاخر، أما بالنسبة لفتح الاعتمادات والتجارة الخارجية فقدت تاثرت ايضا بشكل كبير خاصة تاثيرات الجائحة على قطاع النقل البحري والجوي سواء حركة البواخر او الطيران والتى القت بظلالها السالبة على النشاط المصرفي ، ولكن تتفاوت هذه التاثيرات من بنك لاخر).
فقدان الأنفس والثمرات
ويري د.محمد سرالختم مدير اكاديمية السودان للعلوم المالية والمصرفية (معهد المصارف سابقاً)، ان جائحة كورونا اثرت على البنوك بفقدان الأنفس والاموال والثمرات ، حيث فقدت البنوك خيرة قياداتها المصرفية ومنسوبيها من الموظفين الاكفاء والذين لديهم تجربة ثرة فى مجال المصارف وتاثيرهم الواضح فى البنوك التى عملوا بها او قادوها، ووضعوا بصمتهم فيها وفى منسوبيها بنقل تجاربهم وخبراتهم الثرة لموظفيهم.
واضاف د.محمد سرالختم: الجائحة اثرت القطاعات المتعاملة مع البنوك سواء فى الزراعة او الصناعة او الثروة الحيوانية او التجارة الخارجية ، ولذلك اصبحت اموال البنوك مجمدة ولم يتم الدخول فى تمويلات جديدة ، كما تاثرت التمويلات الممنوحة بحدوث تعثر فى سداد التمويل وبالتالي تاثرت بالبنوك بنقص فى الاموال او الايرادات نتيجة التعثر فى السداد ونقص في الثمرات بعدم الدخول فى تمويلات جديدة وتجمد اموال البنوك وتاثر حركة الصادر والوارد سلبا بجائحة كورونا وبالتالي تاثر ارباح البنوك)
فرص الحل
وحول فرص الحل لامتصاص تاثيرات جائحة كورونا على البنوك والاقتصاد الوطني يري د.محمد سرالختم ، أن الحل يكمن فى معالجة الازمة الاقتصادية التى عاني منها الاقتصاد السوداني لتبدأ المعالجة بالاقتصاد الكلي وهيكلة الاقتصاد وترتيب الاولويات وتنسيق العلاقات بين الجهات المتعاملة فى المجال الاقتصادي).

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى