
البروفيسور عبد الرؤوف شرفي.. أحد أعلام الطب في السودان وأهم صناع الجسور الأكاديمية مع مدارس الطب العالمية
الجامعة الوطنية – مكتب الإعلام – القاهرة
استضاف “بودكاست الوطنية” البروفيسور عبد الرؤوف شرفي، أحد أعلام الطب في السودان، وصاحب البصمات البارزة في تطوير الدراسات الطبية العليا، في حديث حمل الكثير من الذاكرة والتوثيق والتأمل في مسيرة مهنية امتدت لعقود.
تناول البروفيسور شرفي أهمية سنة الامتياز في تكوين شخصية الطبيب الشاب، ودورها في مساعدته على اختيار التخصص المناسب، متوقفاً عند الفروق الجوهرية بين تجربة الأمس وتجربة اليوم في هذه المرحلة المفصلية من حياة الأطباء.
وانتقل بالحديث إلى مستشفى الخرطوم التعليمي، بوصفه النواة الأولى للمستشفيات التعليمية في البلاد، مشيراً إلى ما شهده من قمم الطب السوداني في مختلف التخصصات، ومن علماء أجانب كان لهم إسهام كبير، مثل الطبيب البريطاني “كريستوفر سن” مكتشف علاج البلهارسيا ومؤلف الكتاب الأشهر عن هذا المرض.
ثم استعرض التطور التاريخي للمؤسسات الطبية، بدءاً بإنشاء مستشفى سوبا الجامعي الذي نقلت إليه الأقسام الحديثة واحتضن أول قسم كبير لزراعة الكلى في السودان، مروراً بتأسيس مستشفى ابن سينا عام 1985م بمعونة يابانية، وصولاً إلى الجهود الوطنية لتوطين زراعة الأعضاء.
وتوقف البروفيسور عند تاريخ الدراسات الطبية العليا التي انطلقت في السودان منذ العام 1953م، قبل أن تتوقف في أواخر الثمانينيات، ثم أعاد – مع اثنين من العلماء – إحياءها عام 2006م عبر اتفاقيات تعاون مع الكليات الملكية في لندن، إدنبرة، قلاسكو، ودبلن. وأشار إلى أن العام 2011م شهد أول امتحانات رسمية لطلاب الجراحة في السودان تحت إشراف كلية إدنبرة، بمشاركة أطباء من دول الجوار وأخرى عربية وآسيوية وأفريقية.
كما استعرض تجربة نقل احتفالات منح الشهادات إلى الخرطوم بعد إقناع الكليات الملكية، وتوقيع اتفاقية جديدة مع الكلية الملكية في دبلن. وأوضح أن الامتحانات كانت قد توقفت قبيل اندلاع الحرب لأسباب أمنية، لكن الجهود تتواصل اليوم عبر مركز مماثل في القاهرة بالتعاون مع الأطباء المصريين.
واختتم البروفيسور عبد الرؤوف حديثه بالإشارة إلى الجهود المستمرة لمجلس التخصصات الطبية في الحفاظ على إرث المهنة وتطويرها رغم تحديات الحرب.
الحلقة بُثّت على موقع الجامعة الوطنية ومنصاتها باليوتيوب والفيس بوك، وهي من إعداد وتقديم منى أبوزيد، وإخراج أحمد مهنا.





