الأخبارالسودانالشرق الأوسط

(البرهان إلي السعودية) .. حراك السياسة والاقتصاد

(البرهان إلي السعودية) .. حراك السياسة والاقتصاد

تقرير: العهد اونلاين

العلاقات السودانية السعودية قديمة ومتطورة ومن المنتظر أن تدخل مرحلة جديدة من التعاون بعد الزيارة المرتقبة لرئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان الي المملكة العربية السعودية الاربعاء والتى يلتقي خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان .
وتأتي الزيارة في ظروف بالغة الدقة والأهمية لكلا البلدين في أعقاب تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية بالسودان والتى تؤثر على دول الجوار وشركاء والأصدقاء والتى تتطلب دعم منهم، الي جانب المخاوف السعودية بشأن أمن البحر الاحمر، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتى يتوقع خبراء اقتصاديون أن تدفع بالسعودية ودول الخليج الي الدخول في استثمارات جديدة في السودان لتأمين الغذاء ، بل الأمن الغذائي العربي.

تكامل المصالح

ويري دكتور محمد سرالختم عميد كلية الاقتصاد الأسبق بجامعة أمدرمان الإسلامية، أن السودان لا يستطيع أن يستغني عن السعودية، كما أن المملكة لا تستطيع أن تستغني عن السودان، لإبعاد استراتيجية، فالسودان يظل ومازال يحمي ظهر المملكة وامنها خاصة أمن البحر الأحمر ويشارك في الحرب باليمن، كما ظلت المملكة العربية السعودية داعمة للسودان في كافة المحافل الدولية والإقليمية وتقديم الدعم وتستثمر في السودان بكافة القطاعات الاقتصادية وتعتبر أكبر مستثمر عربي بالسودان.
واضاف سرالختم: لذلك زيارة البرهان إلي السعودية ستركز علي بحث تقديم الدعم السياسي للسودان لإيجاد تسوية سياسية، وتقديم الدعم المالي لتجاوز الأوضاع الاقتصادية الراهنة والدخول فى استثمارات جديدة.
ودعا دكتور محمد سرالختم، الي تركز زيارة البرهان إلي السعودية علي إجراء حوار شفاف حول كل القضايا التي تهم البلدين الشقيقين وسبل تطويرها ومناقشة القضايا التي تهم السودان لتجاوز المرحلة الراهنة بتقديم المملكة للدعم المالي والسياسي والاقتصادي للسودان، بجانب تأكيد السودان على وقوفه مع المملكة في حرب اليمن وأمن البحر الأحمر وبحث تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على البلدين وفرص إقامة استثمارات جديدة .

أبعاد اقتصادية

وفي السياق ذاته يري دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، أن زيارة البرهان إلي السعودية، ذات أبعاد اقتصادية، وكانت متوقعة بعد زيارة الإمارات، فالزيارة أهدافها إقتصادية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وجذب الاستثمارات وروؤس الأموال السعودية والصناديق السيادية للاستثمار في السودان خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا والذي دفع دول الخليج والسعودية للتفكير بجد لتأمين احتياجاتها من الغذاء ، من سلاسل إمداد مستدامة ، وهذا لا يتاتي إلا بإقامة استثمارات جديدة في السودان لتأمين الغذاء فضلا عن سد والفجوة الغذائية العربية التى تقدر بنحو 60 مليار دولار.

ما تحتاجه السعودية

ويري محمد نور كركساوي الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاقتصادية للحرية والتغيير (تيار الوسط)، أن ما تحتاجه السعودية من السودان يتمثل في أمن البحر الأحمر، فالسعودية تري أن أمن البحر الأحمر (خط أحمر ) ، ولن تسمح بإقامة قاعدة روسية في البحر الأحمر لتهديده لأمنها القومي، كما تحتاج السعودية الي موارد السودان المتنوعة الزراعية والحيوانية والصناعية والموارد البشرية والعمالة المدربة وغير المدربة، العسكرية والمدنية بجانب تأمين احتياجاتها من الغذاء.

ما يحتاجه السودان من السعودية

واضاف كركساوي: السودان يحتاج من السعودية دعم مالي وضخ رؤوس الأموال السعودية والصناديق السيادية للاستثمار في السودان ، واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة، وتوفير المواد البترولية والدعم في المحافل الدولية والإقليمية.
ونوه كركساوي الي ماوصفه بوجود مخاوف لدي دول الخليج العربي والسعودية من قيام نظام ديمقراطي حقيقي في السودان، فالنظام الديموقراطي لا يحقق مصالحهم، ولذلك يفضلون الأنظمة الشمولية.

حراك السياسة والاقتصاد

وفي السياق نفسه يري السفير الرشيد ابوشامة، ان زيارة البرهان إلي السعودية تحركها أجندة سياسية واقتصادية، كما أنها مربوطة بزيارة الإمارات لإيجاد حلول للاوضاع المعيشية والاقتصادية والسياسية التي يمر بها السودان استجابة الي الضغوط الامريكية ، مؤكدا ان امريكا وراء المبادرة الاماراتية والتدخلات السعودية والإماراتية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السياسية والاقتصادية السودانية، فضلا عن المخاوف السعودية من وجود قاعدة روسية في البحر الأحمر.

اختراق حقيقي

وأعرب السفير ابوشامة، عن تفاؤله بأن تشهد زيارة البرهان إلي السعودية حدوث اختراق حقيقي، والتوصل إلى تفاهمات إلي حل الأزمة السودانية وتقديم السعودية الي الدعم إلي السودان ، خاصة وأن تجربة البرهان بعد الانقلاب وتعليق المساعدات الدولية والإقليمية ، تجعله يفكر بعقل مفتوح لإيجاد حل للمشكة السودانية فقد تفاقمت الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية وزادت معاناة المواطنين وسعر قطعة الخبز أصبح 50جنيه بدلاً عن جنيه واحد، ولذلك أتوقع التوصل إلى تسوية سياسية وتسليم السلطة إلي حكومة مدنية.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى