(الاتفاق الإطاري) .. هل سيصبح نهائيا….؟
تقرير: سنهوري عيسى
تتسارع خطي الرباعية الدولية والآلية الثلاثية والأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري إلي تحويله إلى إتفاقا نهائيا بإطلاق المرحلة النهائية من العملية السياسية، بينما تذداد دائرة الرفض الشعبي والجماهيري من الحراك الثوري بالشارع والجذريين و الحزب الشيوعي وواجهاته وحزب البعث والحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية و قوي نداء أهل السودان و منظمات المجتمع المدني والإدارات الأهلية والطرق الصوفية.
وبعد تدشين العملية السياسية في مرحلتها النهائية وإطلاق الورش التقييمية واتساع دائرة الرفض لتحويل الاتفاق الإطاري إلي نهائي برزت ثمة أسئلة عديدة حائرة تبحث عن إجابة في مقدمتها ما وراء استعجال تحويل الاتفاق الإطاري إلي نهائي بتدشين المرحلة النهائية للتسوية واستعجال القوي الدولية لإنجاز إتفاق سريع .. وهل يتطور الاتفاق الاطاري الي نهائي .. أم سيسقط بحراك جماعي للقوي الثورية وتحالف بين (اليمن واليسار) وأصحاب المصلحة غير الموقعين على الاتفاق الاطاري…؟
تحقيق الانتقال المدني
وترى القوي السياسية والأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري أنه سيصل إلى غاياته بتحقيق الانتقال المدني وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو وبناء جيش وطني موحد ومهني، بينما تري القوى السياسية الرافضة للاتفاق الإطاري أنه سيسقط بحراك جماعي في الشارع وبتحالف بين (اليمن واليسار) وأصحاب المصلحة والشارع الثوري، فيما يؤكد خبراء عسكريون ومحللون سياسيون وأن الاتفاق الإطاري سيسقط بنفس الطريقة التى سقطت بها حكومة الفترة الانتقالية بقيادة قوي الحرية والتغيير.
وارجع محللون سياسيون، استعجال القوي الدولية (الرباعية الدولية والآلية الثلاثية ) تحويل الاتفاق الإطاري إلي نهائي بغرض اخراج السودان من الدولة الفاشلة، وانتهاز حالة الضعف الحكومي لنهب ثروات البلاد، بجانب فرض أمر واقع.
جعل التسوية أمر واقع
ويري دكتور علي عيسى الخبير العسكري والمحلل السياسي، أن استعجال القوي الدولية (الرباعية الدولية والآلية الثلاثية) لتحويل الاتفاق الاطاري الي نهائي بتدشين العملية السياسية النهائية محاولة لجعل التسوية أمر واقع، ويقبل بها الجميع . واضاف دكتور علي عيسى: ولكن من الواضح أنه في كل يوم تزيد المعارضة ضد التسوية السياسية ، وهذا أكبر مهدد للتسوية خاصة في ظل الانشقاق داخل المجلس المركزي لقوي الحرية والتغيير بخروج حزب البعث العربي منه ورفض الحزب الشيوعي ولجان المقاومة وقوي نداء أهل السودان والطرق الصوفية والإدارات الأهلية للتسوية السياسية، بالتالي أين تذهب التسوية هؤلاء لم يكونوا جزءًا منها.
اسقاط التسوية
ومضى دكتور علي عيسى الي القول بأن: معارضة الاتفاق الاطاري جديرة بأن تسقط التسوية ، وبالتالي يمكن للفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة، أن ينفض يده من التسوية السياسية، إذا كان الضرر أكثر من نفعها ، وينفض يده ويبحث عن حلول أخري لإنهاء الأزمة السودانية .
طريقة سقوط التسوية
ونوه دكتور علي عيسى، أن التسوية السياسية صممت بأحكام لتضم أطراف معينة وإخراج القوي المؤثرة ، ولذلك ستنهار التسوية السياسية بنفس الطريقة التي انهارت بها حكومة الفترة الانتقالية بقيادة قوي الحرية والتغيير ( حكومة قوي الحرية والتغيير السابقة)، فكل المؤشرات تقول بأن التسوية لم تذهب الى الأمام).
ما وراء استعجال التسوية
وفي السياق يري دكتور محمد حسن فضل الله المحلل السياسي ومدير مركز الخبراء العرب، أن القوى الدولية تستعجل الاتفاق لعدة أمور أولها ضرورة خروج السودان من مرحلة (الدولة الفاشلة) وهي حالة توصف بها الحكومات التي لاتستطيع ضبط حدودها أمام الجرائم الدولية العبارة على شاكلة تجارة البشر وتهريب المخدرات والتجارة بالسلاح مما يهدد حالة السلم الإقليمي بالإضافة إلى رغبة القوى الأجنبية في إبعاد الإسلاميين عن المشهد ، السياسي ، فضلا عن اطماع القوي الإقليمية في انتهاز حالة الضعف الحكومي التي تمر بها الدولة السودانية في تحقيق اطماع في اراض زراعية وموانيء طال انتظارهم لتحقيقها .
واضاف دكتور محمد حسن : لأجل ذلك كله ستمارس القوى الدولية (سياسة الترغيب والترهيب ومبدأ الجزرة والعصا ) حيال القوى الرافضة للاتفاق حتي الآن ومحاولة تجسير الهوى بين فرقاء السياسة السودانية وصولا الي حد أدني من الاتفاق يساعدها في ذلك براغماتية الساعة للسودانيين وشفقهم الي سلطة الحكم .
الوصول للاتفاق النهائي
ونوه دكتور محمد حسن فضل الله، ال الايام الماضية شهدت تقاربا مقدرا في المواقف بين العديد من الاطياف التي كانت ترفض الاتفاق الاطارى جملة وتفصيلا وبهذه المؤشرات فإن سفينة اتفاق التسوية الاطاري سترسو في حضن الرعاية الدولية وصولا إلى الاتفاق النهائي ولكن الي حين .
فشل الاتفاق النهائي
واضاف: لكن هذا الاتفاق لن يكتب له الاستمرار طويلا لعدة عوامل أولها انفجار الصراعات الداخلية بين الحاضنة الجديدة المؤيدة للاتفاق ، فلايوجد برنامج متفق عليه، ولا أهداف مشتركة ، ولاخطط معتمدة من كل الأطراف، فهو إنتاج فقط لشعار :(تسقط بس) وينفتح السؤال ماذا بعد الشعار … فلاتستبين ملمحا أو طريقا .. مما يعود من جديد بالاتفاق إلى دائرة التشاكس والتضارب.
ومضي دكتور محمد حسن فضل الله الي القول: أمر أخر هو ان الاتفاق الاطاري يحمل في داخله جينات تشتته ، وذرات تبعثره من خلال ابتداع فكرة القوي المؤيدة للاتفاق والقوي الموقعة علي الاتفاق التي صدرت غير ما مرة في أحاديث قادة من قوى الحرية والتغيير وهو ما يصنف القوى المصطفة خلف الاتفاق والتى تنضم إليه لاحقا الي درجة اولي ودرجة ثانية وثالثة ، فضلا عن حالة عدم الثقة والتشكيك والهشاشة التي ظلت سمة ملازمة للتحالفات السياسية في بلادنا.
فتح باب الصراعات
واضاف: في تقديري ان الاتفاق سيصل الي مرحلة التوقيع النهائي والذى متي ماتم فإنه مؤذن بفتح باب الصراعات والتشكيك والتخوين من جديد مما يعجل بسقوط الاتفاق من الداخل ، فلاتجدي حينئذ الوصاية الدولية ، ولاضغوطات المجتمع الدولى.
فشل التسوية والاطاري
وفي السياق يري مولانا سيف الدين أرباب رئيس جماعة الإخوان المسلمين بالسودان، أن الاتفاق الإطاري والتسوية السياسية التي تقودها (الرباعية الدولية والآلية الثلاثية والأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري) كلها محكوم عليها بالفشل ، لأن أي إقصاء واي اتفاق بدون ما تجمع عليه الأطراف السودانية ولا يستوعب الحراك الواسع اقوي( اليمن واليسار) لن يري النور وسيكون مصيره الفشل مهما كان حجم الدعم الخارجي له من (الرباعية الدولية والآلية الثلاثية) والتى قال إنها لا تريد خيرا للسودان، بل تسعي وراء تحقيق مصالحها.
الاتفاق الاطاري أصبح مخرجا
لكن الاستاذ علي يوسف تبيدي الناطق باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي (المركز العام) يري انه مع انعدام الحلول السياسية وانسداد الأفق السياسي أصبح الاتفاق الاطاري مخرج لكنه يحتاج لاجماع وطني مؤهل والاتفاق ليس سريعا لأنه وقع منذ فترة والآن هناك ورش لمناقشة القضايا العالقة وسوف تأخذ زمن من المداولات والعملية السياسية حتى تصل بالاتفاق لمرحلة استيعاب القوي الثورية واصحاب المصلحة وكل من يؤمن بالتحول الديمقراطي ومازال هناك اكثر من:( ٥٠) تنظيما يؤدون الانضمام للاطاري قدموا طلباتهم وسوف ينظر في امرهم وفق معايير تتطابق مع مباديء ثورة ديسمبر المجيدة وحركة التغيير .
الالتحاق بقطار الإطاري
واضاف تبيدي: أتوقع أن تلتحق احزاب وتحالفات في مقبل الايام بقطار الاطاري الذي يمضي بخطى حثيثة للإمام لكنه يحتاج لاجماع وطني مؤهل وشئ طبيعي ان يجد معارضة ومناهضة من القوي الظلامية والفلول وحتي بعض القوي الثورية كلها تحديات لكن بالإرادة الوطنية الصادقة وتضافر الجهود والحوار سيصل الجميع لتفاهمات والخروج بالبلاد من هذا المنعطف التاريخي الخطير كما أن المجتمع الدولي ظل يراقب العملية السياسية ويدعمها وكذلك المجتمع الاقليمي كلها جهود يمكن أن تصب في مصلحة لملمة الفرقاء السودانيين قبل التوقيع النهائي على الاتفاق وإكمال الفترة الانتقالية التي تعثرت كثيراً وطالت والعبور لإقامة نظام مدني بالانتخابات وتلعب المؤسسة العسكرية دورها في حماية البلاد والحفاظ على الحكم الدبمقراطي.
ايجاد معادلة سياسية
وأكد الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي ( المركز العام) ، ضرورة إيجاد معادلة سياسية لاستيعاب الشارع ممثل في لجان المقاومة الاشاوس التي تقود الحراك الثوري من أجل تحقيق مطالب واهداف ثورة ديسمبر المجيدة والتى ستظل الحارس الامين لمكتسبات الثورة التي مهرت بدماء الشباب والكنداكات.
واضاف: لذلك الحل السياسي لابد منه بشرط أن يعزز قيام الدولة المدنية التي يشترك في غزلها جميع مكونات الشعب السوداني التي خرجت من أجل الحرية والسلام والعدالة.