الإنقلاب القادم،(إسلامي ربما)،وإحتمالات أخرى..
الإنقلاب القادم،(إسلامي ربما)،وإحتمالات أخرى..
رؤية / هيثم الطيب
+ صديقي محرر عسكري بقناة فضائية أوربية،يتحدث معي دائما عن كل جزئيات الوضع الحالي في بلادنا،قبل أيام دخل لي بسؤال جريء :(ماهي احتمالات الإنقلاب العسكري في السودان ومدى نجاحه في الوصول للسلطة والإستدامة في ذلك)،ربما كان السؤال مرتبطا بالهواجس والمتحركات من معيارية القوة بكل أشكالها..
يقينا،سيحدث إنقلاب لأن كل القوى على المسرح قناعتها به كبيرة وتفكيرها في أنه العامل الحاسم لمركزية حقيقية لها،على المسرح قوة نظام المؤتمر الوطني بكل ارتباطها الداخلي والخارجي،والتي عادت بعد إنقلاب 25 اكتوبر 2021م،لتمكين بنسبة 99,9% في مفاصل الدولة كلها،وهي تأمل في قيادة السلطة كما كانت قبل سقوط نظامهم، الإنقلاب فتح لهم مسارات متعددة للحركة في مواجهة خصومهم كلهم،والخطوة الثانية هي حكم البلد وترسيخ برنامجهم من خلف جدار الإنقلاب الذي لم يجد قوة يتحرك بها داخليا إلا هم وبكامل قوتهم وكوادرهم في أجهزة الدولة المختلفة،امامهم قوة أخرى لهم معها ثأرات حقيقية ذلك كونها جزء من أسباب سقوطهم وضياع السلطة من بين أيديهم،تلك القوة هي الدعم السريع بكل تحركاتها بعد الثورة وفي حكومتها وامتدادات واسعة قامت بها داخليا وخارجيا وفكرة تمكين جديدة، إذن نحن أمام قوتان تريد كل واحدة منهما السيطرة على الدولة وحكم أجهزتها كلها،الدعم السريع بقوته من دول ترفض نظام المؤتمر الوطني بكلياته، وإنقلاب قطع مسيرة مرحلة انتقالية في منتصفه،أعاد الحكم للإسلاميين بشكل حقيقي،وهنا ربما يحس الدعم السريع بخطوات قادمة لقطع الطريق عليه وهو نفسه يقوم بحركة تمكين كاملة في كل الاتجاهات وهذه الحركة بالضرورة مدعومة من قوى إقليمية يشكل لها الدعم السريع الواجهة الحكم والسيطرة على السودان..
من هنا، كل قوة تعمل للسيطرة وإقصاء الجميع والإنقلاب طريق واحد لا ثاني له في طريقة تفكيرهما..
المرحلة القادمة بالنسبة لهما ،خطة للسيطرة على الدولة،بكل مرافقها وحدودها وتفاصيلها..
ربما للإسلاميين فرص النجاح في تنفيذ إنقلاب سريع،ومن ثم إعادة ترتيب الدولة من جديد خاصة وهنالك قوة دولية وتنظيمية تعمل على ذلك وتخاف من المنعرجات القادمة في السودان ألا تكون لصالحهم وتضع مؤسسات تقضي على طموحهم وبرنامجهم القائم على جعل السودان نقطة محورية للإسلام السياسي عالميا..
صراع قوى مختلفة خارجية للسيطرة عبر قوى داخلية يدفع بخيار الإنقلاب كخيار واحد إذ ليس في مفكرة تلك القوى إلا السيطرة على السودان بالكامل والاستفادة من ذلك لتحقيق أهداف مرحلية واستراتيجية خاصة بها..
لكن يبقى السؤال، في حال نجاح واحد من تلك القوى في صناعة إنقلاب ونجاح في السيطرة على الدولة،هل بالقراءة الموضوعية استدامة الإنقلاب في الحكم بلا صراعات ورفض هنا وهناك،ومع هذه الفرضية ترتفع احتمالات الصراعات العسكرية قبل الإنقلاب وبعده وما بينهما..
تلك هي الأشياء القادمة بكل صوتها مع محاصرة لفرص السلام المجتمعي،التوافق السياسي،التواثق على انجاح مرحلة انتقالية وصولا لتحول ديمقراطي حقيقي،والذي صنع ذلك دخول المجتمع السوداني بكل أطيافه بين دائرتين (التخوين والتشكيك)،وهما
ما يصنعان جدارا عريضا لكلمتي توافق وتواثق..