
الإعلام السوداني يبهر العالم في معركة الكرامة
تقرير : خالد فضل السيد
بعد التطور التكنولوجي الحديث وتطور وسائل القتال دخل الاعلام الي قلب المعارك كمساعد فعال للقوات المقاتلة في الميدان وذلك عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية المسموعة والمرئية التي اصبحت تستخدم لبث الحرب النفسية بمختلف انواعها واشكالها مع نشر المعلومات الكاذبة والمضللة بفرض بث روح الهزيمة وتثبيط الهمم والهزيمة و الذعر والخوف لدي المقاتلين والجنود في الميدان وبذلك دخل الاعلام حليفا قوي ومساند للقوات في الميدان باعتبار ان استخدام الاعلام لوسائله المتعددة لايقل شانا من استخدام السلاح في المعارك فالحرب اصبحت اعلامية بحتة .
من خلال الحرب الدائرة الان بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع المتمردة المدعومة دوليا لغزو السودان لصالح تلك الدول الداعمة استشعر الاعلاميين السودانيين بالداخل والخارج بالخطر المحدق بهم وبالوطن من خلال هذه الحرب الشرسة التي تهدف الي تقسيم السودان من اجل موارده وتشريد اهله فتضامنوا جميعا مع القوات المسلحة باعتبار الحصة وطن .
ففي تلك الفترة من بدايات الحرب كان الاعلام الرسمي في اضعف حالاته باعتراف الخبراء العسكريين والاعلاميين وقد ساهم التعتيم الاعلامي في انتشار الشائعات بكل انواعها وجعل اعلام التمرد يتسيد المشهد والساحة ويقوم عبر الاسافير ومنصات التواصل الاجتماعي ببث ونشر اخباره المضللة والمفبركة والمزيفة وسط المواطنيين
بصورة مخيفة بسبب التاخير في بث المعلومة المؤكدة من جانب الدولة مما جعل اعلام التمرد يستغل الوضع فيقوم بفبركة الفيدويهات المدبلحة وبثها عبر الاسافير والقنوات الفضائية التي تتعاون معهم مما تسبب في الخوف والذعر لدي المواطنيين والمقاتلين انفسهم .
وهذا بدوره اربك المشهد فتاهت المعلومات والاخبار المؤكدة والموثوقة وسط هذا الزخم من الاخبار في الاسافير والقنوات الفضائية وحتي الاعلاميين والصحفيين انفسهم الذين ينتظرهم القراء للمعلومات المؤكدة نجدهم في سبيل اداء الواجب يلهثون لايجادها من عدة مصادر لتاكيدها في ظل الاشتباكات العسكرية و الرصاص المتطائر فوق الرؤوس مما ادي الي اسر واغتيال عدد منهم بواسطة مليشيا الدعم السريع التي اصبحت تترصدهم .
في ظل هذا الوضع دخل الاعلاميين المعركة متضامنين مع القوات المسلحة في حرب الكرامة باعتبار ان الحصة وطن رغم خذلان البعض الذين انحازوا للمليشيا فباعوا ضمائرهم واقلامهم بثمن بخس متناسين ميثاق الشرف الا ان ذلك لم يثني من عزيمة بقية الاعلاميين الوطنييين لمواصلة النضال والوقوف خلف القوات المسلحة في خندق واحد خلال هذه الحرب متيقنين ان كل مجتمع به الصالح والطالح .
فكان الاعلاميين هم راس الرمح في هذه المعركة المفصلية حرب الكرامة اذ كانوا ينشطون في مختلف المواقع
الالكترونية وعبر القروبات ومنصات التواصل الاجتماعي يردون بقوة علي اعلام التمرد والدول الداعمة له وكان دافع الاعلاميين المخلصين هو حب الوطن والوطنية وقد وقفوا لاعلام التمرد الضلالي سدا منيعا وافشلوا كل مخططاتهم الاعلامية الكاذبة فكانوا هم الترياق وافسدوا كل محتوي رسائلهم المسمومة والموجهة للمواطنيين والمقاتلين في الميدان .
برع الاعلاميين عبر الاستخدام الامثل لوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والقنوات والاذاعات المحلية والعالمية في فضح هذا المخطط الدولي وتعريته تماما امام العالم مما جعل شعوب العالم بعد هذه التوثيقات والعمل الاعلامي السوداني المتقن والقوي ان تخرج في مظاهرات في كل انحاء العالم منددة بافعال مليشيا الدعم السريع الارهابية الامر الذي ساهم في وقف العديد من الدول دعمها للمليشيا سواء كان سياسيا او عسكريا بعد التخوف من ثورة شعوبها ضدها وهو ما يعتبر ضربة قوية للمليشيا والدول الداعمة لها من الاعلام السوداني الذي ادهش المتابعون لهذه المعركة كما يعتبر ايضا من اشراقات الاعلام السوداني بمشاركته مع القوات المسلحة والوطن في معركة الكرامة والتي ادارها بحنكة واقتدار وجدت الاشادة داخليا وخارجيا .
وقوف الاعلام السوداني مع قواته المسلحة رجح الكفة لصالحها اعلاميا عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وقد خاب توقع بعض الخبراء الدوليين في مختلف بقاع العالم الذين توقعوا ان الانهيار التام للقوات المسلحة خلال اسبوع من الحرب لكن اثبتت القيادات العسكرية للجيش عكس ذلك عبر استخدام المهارات القتالية التي تمثلت في التخطيط والتكتيك الحربي مما ساهم في عمليات النصر في الميدان .
موارد السودان المتعددة التي يذخر بها كانت سببا في هذه المؤامرة الدولية ضده في محاولات يائسة لافتراسه وتطويعه ولكن ابناؤه كانوا عند الموعد فهم كالمهر الجامح العنيد لاينصاعون لاحد بالقوة ولا يرضون بالذل او فرض الراي عليهم فهذا هو طبعهم فهم ضد الاستعمار بكافة اشكاله فشجاعة افراده وقواته المسلحة كانت سببا في التفوق وافشال المخطط فالجيش السوداني لايقهر فقد صقلته المعارك التي خاضها اذ اصبح صاحب تجارب في الحروب فقويت شوكته وخبرته في احراش الجنوب عند محاربته للتمرد هنالك قبل الانفصال في حرب استمرت
قرابة الخمسون عاما في اطول حرب كانت سببا في خبرة ومهارة قياداته وافراده ويكفي ان الكلية الحربية السودانية عرين الابطال بجانب تخريج طلبتها الحربيين سنويا تخرج عددا من الضباط من الدول العربية والافريقية والذين يرسلوهم اعترافا بقوة الجيش السوداني ومهارة قياداته في الميدان والحروب فكان من يتخرج منهم من الكلية الحربية السودانية يصبح رقما يشار اليه بالبنان في بلده ووسط قادته هنالك .
دخل الصحفيين والاعلاميين الوطنيين معركة الكرامة مع القوات المسلحة متيقنين ان استخدام القلم وتطويع الكلمات اخطر من البندقية في الميدان فتكاتفت جهود الصحفيين والاعلاميين الوطنيين بالداخل والخارج بمختلف فئاتهم و تخصصاتهم في بوتقة واحدة من اجل الوطن الذي ينتمون اليه ويعتبر الاستاذ خالد الاعيسر وزير الثقافة والاعلام الحالي قبل توليه المنصب نموذجا مشرفا للناشطين الاعلاميين بالخارج ومن الذين شاركوا في حرب الكرامة فقد كان يرد بقوة علي اعلام التمرد عبر القنوات الفضائية فكان يجاريهم بالحجة والدليل مفندا اكاذيبهم علي الملا من المشاهدين .
لعب الاعلام السوداني بشقيه المقروء والمرئي دورا بارز في حرب الكرامة وتمثل ذلك في التعبئة والاستنفارات التي انتظمت البلاد
وقد تم التعاون في هذا المجال مع الاعلام الحربي الذي يمثله التوجيه المعنوي الناطق الرسمي باسم الجيش وكذلك اذاعة القوات المسلحة وصحيفة القوات المسلحة بصفتهم جزء من المنظومة الاعلامية العسكرية وقد ظهر ذلك جليا في تكوين الغرف الاعلامية لدحض الشائعات التي من ايجابيتها توحيد الرسالة والخطاب الاعلامي وقد نجحت هذه الغرف في تفنييد الاكاذيب والتصدي للشائعات التي كان يطلقها اعلام التمرد عبر الاسافير والمنصات الاعلامية المختلفة .
عبر استخدام منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية والاجهزة المرئية والمسموعة برع الصحفيين والناشطيين الوطنيين الشرفاء من كتاب الأعمدة اليومية والناشرين ومعدي ومقدمي البرامج التلفزيونية من صد هجمات اعلام المليشيا وافراغها من محتواها تماما عبر التنوير المستمر للمواطنيين المستهدفين بهذه الهجمات وقد تمت ادارة هذه المعركة الاعلامية بحنكة واقتدار افشلت المخطط الاعلامي الدولي الضخم للمليشيا وداعميها الذين صرفوا عليه مليارات الدولارات واستجلبوا له الخبراء الاعلاميين والتقنيين لضمان نجاحه .
صمود القوات المسلحة و الاعلام السوداني طيلة تلك الفترة من عمر الحرب يعتبر انجاز واعجاز يحسب لهما فالقوات المسلحة نجحت في الميدان بالتصدي لقوات المليشيا ومرتزقتها وهزمتها بالخبرة القتالية والمهارة والتكتيك الحربي بينما استطاع الاعلام السوداني ان يتفوق علي اعلام المليشيا في السوشيل ميديا ونجح من خلال مشاركته في حرب الكرامة بترجيح الكفة لصالح القوات المسلحة اعلاميا وتمكن من افشال هذا المخطط الاعلامي الدولي الضخم رغم فارق الامكانيات اذ يعتبر ذلك بمثابة
فخر واعزاز للاعلام السوداني وقد تحدث عن هذا التحالف الناجح عبر القنوات المحلية والفضائيات العالمية الخبراء والمحلليين العسكريين والاعلاميين والسياسيين مشيدين بقوة ومهارة وخبرة القوات المسلحة في حسمها للمعارك بكفاءة واقتدار في الميدان وبخبرة الاعلام السوداني وحنكته في افشال تلك المؤامرة الدولية اعلاميا عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .





