الأخبارالعالمية

اكتشاف ضخم عمره 400 ألف عام يغير معرفتنا عن البشر الأوائل

اكتشاف ضخم عمره 400 ألف عام يغير معرفتنا عن البشر الأوائل

نظرا لتنوع الأدوات في هذا الموقع والتقنيات المستخدمة لصناعتها، قد يضطر علماء الآثار إلى إعادة ضبط الجداول الزمنية للوقت الذي تم فيه تطوير هذه الأدوات وطرق إنتاجها في الأصل.

عمرو شكر

عندما نتحدث عن فترة العصر الحجري القديم السفلي، فإن هذا الاكتشاف يعد الأكثر إثارة للفضول، فقد اكتشف الخبراء رقما غير مسبوق من الأدوات -نحو 98 أداة- مصنوعة من عظام الفيلة في موقع يعود تاريخه إلى حوالي 400 ألف عام، وفقا لتقرير نشره موقع ساينس ألرت Science Alert في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، وهو الاكتشاف الذي يمكنه أن يغير تفكيرنا حول كيفية صنع بعض البشر الأوائل -مثل إنسان نياندرتال- لمثل هذه الأدوات.

تم جمع العظام من مكان يسمى كاسل دي غويدو Castel di Guido، قرب روما (إي بورغي)

خط إنتاج من عظام الفيلة

تم جمع العظام من مكان يسمى كاسل دي غويدو Castel di Guido، قرب روما، في إيطاليا، حيث كانت هذه البقعة في الماضي السحيق حفرة مشهورة لسقي الفيلة ذات الأنياب المستقيمة -المنقرضة حاليا- باليولوكسودون أنتيكاس (Palaeoloxodon antiquus)، ويبدو كأن أعدادا كبيرة منها قد ماتت هناك، وقد تم نشر نتائج البحث في دورية بلوس (PLOS) في 26 أغسطس/آب الماضي.

تُظهر هذه المجموعة من الأدوات التي تم اكتشافها حديثا أن البشر القدامى في كاسل دي غويدو لم يهدروا هذه العظام، وأنشؤوا خط إنتاج بدائي بأساليب لم نشهدها من قبل في الماضي البعيد، على الأقل ليس إلى هذا المستوى.

أدوات متنوعة ومتقنة

تقول عالمة الآثار باولا فيلا، من جامعة كولورادو بولدر (University of Colorado Boulder) في البيان المنشور على موقع الجامعة “نحن نستكشف مواقع أخرى بها أدوات عظمية من هذه الحقبة، لكن لا يوجد هذا التنوع في الأشكال المتقنة، ففي كاسل دي غويدو كان البشر يكسرون العظام الطويلة للأفيال بطريقة موحدة وينتجون فراغات أيضا بطريقة موحدة لصنع أدوات من العظام، وهذا النوع من الحرفية لم يصبح شائعا إلا بعد ذلك بوقت طويل”.

استنادا إلى الأدلة التي تم جمعها من مواقع أخرى، كان البشر الأوائل عادة ما يستخدمون أي قطع عظمية متاحة، دون تغيير شكلها، ولكن في كاسل دي غويدو كان الأمر مختلفا.

تُعرف التقنية التي استخدموها باسم “النحت باستخدام الطرق”، أو تقطيع أجزاء من العظام باستخدام أداة أخرى لصنع أدوات محددة، وكان من الممكن تشكيل الأدوات الحجرية بطريقة مماثلة، فقد كانت أكثر شيوعا في هذا الوقت، مما يجعل اكتشاف 98 أداة عظمية مفاجأة غير متوقعة.

وفرة في العظام الكبيرة

لاحظ الباحثون أن هذا لا يعني أن البشر القدامى الذين عاشوا هنا كانوا “أذكياء” بشكل خاص، ولكن قد يكون التفسير ببساطة هو أن لديهم الكثير من عظام الأفيال لاستخدامها مقارنة بالمجموعات الأخرى، وندرة القطع الكبيرة من حجر الصوان الطبيعية لصنع الأدوات الحجرية بدلا من العظمية.

تضمنت الأدوات التي قاموا بإنتاجها تلك التي ربما تم استخدامها لتقطيع اللحوم، وكذلك الأوتاد التي من الممكن أنهم قد شكلوها لخلق قوة لتكسير العظام الكبيرة مثل عظام أفخاذ الفيلة.

تقول فيلا “تقوم أولا بعمل أخدود حيث يمكنك إدخال هذه القطع الثقيلة ذات الحواف القاطعة، ثم تطرق عليها ومن ثم تكسر العظم”.

تقنيات سابقة لعصرها

واحدة من أكثر الأدوات إثارة للاهتمام التي تم اكتشافها في الموقع تلك التي تعرف باسم ليسوار (lissoir)، وهي عظام طويلة وناعمة في أحد طرفيها، قد تكون استخدمت في صناعات الجلود، إلا أن تلك الأنواع من الأدوات لم تصبح شائعة إلا منذ حوالي 300 ألف عام.

ونظرا لتنوع الأدوات في هذا الموقع، والتقنيات المستخدمة لصناعتها، قد يضطر علماء الآثار إلى إعادة ضبط الجداول الزمنية للوقت الذي تم فيه تطوير هذه الأدوات وطرق إنتاجها في الأصل.

في الوقت الحالي، يبدو هذا كأنه طفرة معزولة لتكنولوجيا إنتاج العظام، وبناء على الأدلة المتاحة، يعتقد الباحثون أن إنسان نياندرتال سكن الموقع وأنتج هذه الأدوات، والتي تمت فهرستها أيضا.

تقول فيلا “منذ حوالي 400 ألف عام، يمكن أن تبدأ في رؤية الاستخدام المعتاد للنار، وهي بداية سلالة نياندرتال، وهذه فترة مهمة جدا لكاسل دي غويدو.”

المصدر : ساينس ألرت + مواقع إلكترونية

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى