الأخبارالعالمية

اكتشاف ثقب أسود عملاق في “الباحة الخلفية” لمجموعتنا الشمسية

شادي عبد الحافظ

اكتشاف ثقب أسود عملاق في “الباحة الخلفية” لمجموعتنا الشمسية

كشفت الأرصاد النهائية عن جرم يجري في مدار طويل مدته 185 يوما، ويبتعد عنا مسافة 1550 سنة ضوئية فقط، يتفق تماما مع معايير الثقوب السوداء، وقد تبين كذلك أن كتلته تساوي 12 مرة ضعف كتلة الشمس.

تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة ألاباما في هانتسفيل University of Alabama in Huntsville الأميركية من اكتشاف أقرب ثقب أسود معروف إلى كوكب الأرض، وصفه الباحثون في بيان صحفي للجامعة صادر في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بأنه يقع “في الباحة الخلفية لمجموعتنا الشمسية”.

والثقوب السوداء هي المرحلة النهائية من حياة النجوم العملاقة، وتساوي أكثر من 8-10 أضعاف كتلة الشمس، حيث ينكسر الاتزان الحاصل بين قوى الجاذبية والطاقة الصادرة من التفاعلات النووية في باطن النجوم من هذا النوع، ومن ثم فإنها تنفجر في كسر من الثانية، مطلقة مادتها للفضاء من حولها، وفي مركز هذا النوع من الانفجارات تترك النجوم هائلة الكتلة ثقوبا سوداء.

وتكتسب الثقوب السوداء طبيعتها الغريبة من قدرتها الهائلة على الجذب، حتى إنها قادرة على اجتذاب شعاع الضوء ذاته إذا وقع في أسرها، ولذا فإنها تبدو في الصور الملتقطة لها كفراغ أسود محاط بكم هائل من المادة التي تدور حوله.

**داخلية** الثقب الأسود المكتشف حديثا إلى جوار أحد النجوم
الثقب الأسود المكتشف حديثا إلى جوار أحد النجوم (جامعة ألاباما، هانتسفيل) (مواقع إلكترونية)

بيانات غايا

وبحسب الدراسة التي كتبها هذا الفريق، وقُبلت للنشر في دورية “أستروفيزياكال جورنال” Astrophysical Journal، فقد استخدموا بيانات صادرة من مرصد “غايا” Gaia الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والذي يهدف إلى تجميع قائمة ثلاثية البعد مما يقرب من مليار من الأجرام السماوية.

وقد استهدف الفريق البحث -من ضمن تلك البيانات- عن النجوم الثنائية، التي يدور فيها نجمان حول بعضهما البعض. ثم استخدم تقنيات طيفية للبحث عن ثنائيات يشير سطوعها إلى وجود نجم واحد فقط بينما تشير مؤشرات الكتلة إلى وجود شيء آخر بجوار هذا النجم، يعني ذلك أن يكون أحد النجمين قد تحول إلى ثقب أسود واختفى سطوعه لكن أثر كتلته مازال موجودا.

وبحسب الدراسة فقد كشفت الأرصاد النهائية عن جرم يجري في مدار طويل مدته 185 يوما، ويبتعد عنا مسافة 1550 سنة ضوئية فقط، أنه يتفق تماما مع معايير الثقوب السوداء، وقد تبين كذلك أن كتلته تساوي 12 مرة ضعف كتلة الشمس.

تبدو الثقوب السوداء في الصور الملتقطة لها كفراغ أسود محاط بكم هائل من المادة التي تدور حوله.
الثقوب السوداء كأنها فراغ أسود محاط بكم هائل من المادة التي تدور حولها (مواقع إلكترونية)

ولفهم مدى قرب هذه المسافة، يمكن أن نتأمل أحد النجوم التي يمكن أن تراها بعينيك وهو ذنب الدجاجة Deneb، حيث يقع على مسافة تقارب 2500 سنة ضوئية، أما نجم الوزن Wezen من كوكبة الكلب الأكبر فيقع على مسافة 1600 سنة ضوئية، وهو كذلك مرئي للعين المجردة.

وقد أشارت تقديرات الباحثين إلى أن هناك مليون حالة تشبه تلك التي أخضعوها للدراسة، وفيها يكون هناك ثقب أسود يدور حول نجم لامع، الأمر الذي يعطي للعلماء فرصة أفضل لإيجاد الثقوب السوداء في محيط الشمس، ومن يدري؟ فربما نكتشف يومًا ثقبا أسود أقرب للأرض من هذا.

المصدر : مواقع إلكترونية


Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى