اصطفاف اليمن واليسار .. إلي أين يتجه السودان …؟
تقرير: سنهوري عيسى
بدأت تتشكل ملامح (اصطفاف لليمن واليسار) يتوقع أن تؤثر علي المشهد السياسي السوداني في مقبل الايام، وتبدو ملامح اصطفاف( اليمن) في توافق المشتركات بين الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية برئاسة جعفر الميرغني ومبادرة نداء أهل السودان بقيادة الشيخ الطيب الجد، حيث يكمن التوافق بينهما في رفض التسوية الثنائية، ودستور نقابة المحامين والتأكيد علي تشكيل حكومة تكنوقراط لادارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات والحافظ علي ثوابت الأمة، بينما يبدو (تحالف اليسار) بين قوي الحرية والتغيير( المجلس المركزي ) المحسوب علي اليسار الاشتراكي، وحزب الأمة القومي الي جانب وجود الحزب الشيوعي كأحد المؤسسين لقوي الحرية والتغيير وأن سعي الي القول بخروجه منها الي جانب انضمام حزب المؤتمر الشعبي وجماعة أنصار السنة الي هذا التحالف المحسوب علي اليسار ، وتوافقه في عدة مشتركات أولها دستور نقابة المحامين، وتحقيق الانتقال الديموقراطي واسقاط الانقلاب، وتشكيل حكومة مدنية كاملة مع السعي إلى تحقيق هذه المشتركات عبر الحوار مع العسكر عبر الآلية الثلاثية للحوار أو الرباعية الدولية، أو التصعيد الثوري بالشارع، بجانب الدعم الدولي.
وطرح بروز (اصطفاف اليمن واليسار) وتحالفات القوي السياسية معها، عدة تساؤلات عن تأثير هذا الاصطفاف لليمن واليسار علي الأزمة السودانية .. والي أين يتجه السودان .. وهل يتجه نحو تسوية شاملة .. أم تسوية ثنائية مفروضة من الخارج .. أم إنزلاق نحو الهاوية والحرب الأهلية.. ام تطبيق السيناريو الليبي .. أم ماذا…؟
ويري محللون سياسيون أن ( اصطفاف اليمن واليسار) الذي بدأ يتشكل بوضوح سيؤثر على المشهد السياسي السوداني بسبب انحياز طائفة الختمية الي ( اليمن) و انحياز طائفة الأنصار الي (اليسار) ، بينما تري قوي سياسية أن (اصطفاف اليمن واليسار) تسبب علي مر التاريخ في خلق أزمة مزمنة بالبلاد لجهة تقليب (الأيدلوجية علي الوطن ومصالحه)، بينما قللت قوي سياسية أخري من حدوث اصطفاف لليمن واليسار ، وتري هذه القوي السياسية أن الحل في تقليب مصلحة الوطن ووحدة الصف الوطني لمنع حدوث إنزلاق للبلاد نحو الفوضى والحرب الأهلية.
الاصطفاف الأيدلوجي مشكلة مزمنة
ويري الاستاذ كمال عمر القيادي والأمين السياسي بحزب المؤتمر الشعبي، أن الاصطفاف الأيدلوجي أو ( اصطفاف اليمن واليسار)، مشكلة مزمنة في السياسة السودانية، فمعظم الأحزاب السياسية في برامجها لم تقدم السودان في اطروحاتها ، بل عملت مشاكل كثيرة بالانغلاق الحزبي وتخوين الآخر .
واضاف كمال عمر: الأحزاب لديها مشكلة في الفهم السياسي المتقدم نحو قضية الوطن بالتالي قضية الولاء للسودان في الدساتير منذ الاستقلال وحتى الآن ، ولذلك صراع الأيدلوجية أظهرت انقلابات من القوي السياسية ، وأي حزب مشي نحو الانقلاب كان الطرف الغالب.
التأثير على الفترة الانتقالية
وأكد كمال عمر، أن (اصطفاف اليمن واليسار)، أثر سلباً على الفترة الانتقالية، بأن جعل منها فترة انتقالية للصراع السياسي.
تيار وطني من اليمن واليسار
واضاف كمال عمر: اعتقد ان تكوين تيار وطني من اليمن واليسار يتجه نحو تسوية سياسية شاملة، هو الحل للأزمة السودانية، ولذلك لابد أن بتحقق هذا الاصطفاف الذي يشمل اليمن واليسار.
ومضى كمال عمر، الي القول بأن هنالك قوي يمينية لاتريد للسودان أن يستقر ، ولا تريد ديمقراطية حقيقية في السودان، بل تريد العسكر أن يحكم سواء عبر مجلس سيادة أو غيره.
واضاف كمال عمر: ولذلك الصراع الآن ليس اصطفاف اليمن واليسار، وانما صراع مجموعة تريد حكومة عسكرية، ومجموعة تريد حكومة مدنية.
معسكر اليسار المثالي
ومضى كمال عمر الي القول: نحن في معسكر يسمي (معسكر اليسار)، واعتقد أن هذا المعسكر هو المعسكر المثالي الذي يمكن أن يعمل حل سياسي، ويعمل فترة انتقالية مستقرة .
تسوية شاملة وعدالة انتقالية
واضاف كمال عمر : لكي نمشي صاح لابد من توحيد الصف الوطني ، وهذا لايتم إلا إذا توفرت ضمانات حقيقية للعسكر للخروج من السلطة ومافي زول يلاحقهم، وهذا لايتم إلا في إطار تسوية شاملة وعدالة انتقالية.
انسداد الأفق السياسي
وفي السياق ذاته يري الاستاذ بحر إدريس ابوقردة رئيس تحالف سودان العدالة وعضو مبادرة نداء أهل السودان، أن السودان يتجه حتى الآن إلى مرحلة انسداد في الأفق السياسي، مالم يكن هناك التقاء معقول بين القوي السياسية المؤثرة في البلاد.
الآنزلاق نحو الفوضى
وأكد ابوقردة، أن إنزلاق البلاد نحو الفوضى والحرب الأهلية وارد جدا في ظل انسداد الأفق السياسي، رغم أن الكثير من الناس يستبعدون ذلك، ولكنه وارد .
واضاف ابوقردة: لذلك منع إنزلاق البلاد نحو الفوضى والحرب الأهلية يتطلب منا جميعا أن نعلي من مصلحة الوطن ، وأن نتوصل إلى توافق الحد الأدنى لمنع الانزلاق وتحقيق الوفاق ، وتابع: ( هذا ليس ببعيد ، بل هنالك فرص لتحقيق الوفاق الوطني ومنع الانزلاق نحو الفوضى والحرب الأهلية بأن نلتقي جميعاً في منطقة وسطي لمنع الانزلاق نحو الفوضى ).
التدخل الخارجي في القرار الوطني
وفي السياق يري المهندس عبدالله علي مسار نائب رئيس تحالف قوي الحراك الوطني، أن السودان في ازمة سببها التدخل الخارجي في القرار الوطني ، ومحاولة جعل السودان منفذ وتابع لاجندة الرباعية الدولية.
عدم صمود اليمن واليسار
وأكد مسار أنه لن يصمد (يمين ويسار ) ولكن الغلبة في النهاية لعامة الشعب الذين هم وسط خارج توصيف( يمين ويسار )، وسينجح الصف الوطني ، ويهزم الاجندات الخارجية مهما بذلوا من جهد ومهما عمل معهم من عملاء .
فشل التسوية الثنائية
واضاف مسار : اعتقد ان تسوية ثنائية لن تتم من خلال معطيات واضحة منها
المتغير العالمي والاصطفاف الوطني وكبر حجمه وفشل قحت المتراكم لاربعة سنوات وقلة سندها من الجماهيرو خبرة العساكر في ادارة الدولة ومعرفتهم بقحت وتجربتهم معا
ووقوف كل القوات النظامية في صف الشعب.
انتصار الصف الوطني
ومضى مسار إلي القول: ( لا يمين ولا يسار) ، بل هنالك صف وطني سينتصر في الوصول الي مشروع وطني
وحكومة كفاءات مستقلة غير حزبية ، ثم انتخابات حرة ، ودحر المشروع الخارجي ، وهذا ما يحدث للسودان.