ابوعبيدة الفادني يكتب أطياف الحب
في هذه السانحه الجيد والحديث ينصب في العشق والصبابه والحنين احاول ان اقراء نموزجين من التجارب
الانسانية الفريده في الحب التجربتين متفارقتين ولاكن بينهما اشتبكات عديده وهو الحب الصوفي او بما يسمي
بالادب العرفاني والادب الاندلسي الذي يستمد الثقافه الديننيه في وعيه في بعض تجاربه في النسق الذي يسمي
الموشحات التي ظلت خالده مدي الاعصر والازمان وخضعت لكثير من التجارب الموسيقيه في وقتنا الحاضر
مدخل في الحب العرفان
الداخل الي الي تخوم العرفان يجد ان شبكة المحبه
متداخله لان الصوفي الهائيم بحبه تداخل عليه علائيق المحبه ولكي بسعفه التعبير عن مايشعر به تجاه المحبوب
فتأتي الكلمات كثيفه الترميز ولان حاله الحب من شخص غير متعالي اي انه يستمد شعوره من فطرته الانسانيه
وواقعه الانساني المستصحب لي تجاربه البشريه التي شاهدها اوتجربه فرديه المت به حياته ولمست شغاف قلبه
علي المستوي الفردي فستصحبها في تجربته الروحيه العميقه لذلك كثر عند المتصوفه اسم بعض النساء ترميزا
كليلي وسمية نجد ذلك عند النابلسي حين ذكر سلمي
لمعت أنوار سلمى
لك من خلف الستاير
لا يكن طرفك أعمى
عن تناويع الأشاير
إن أمر الحق أظهر
عند غير المستريب
كل شيء عقد جوهر
حلية الحسمن المهيب
بن عربي والجمع بين التجربتين
قد عبر الامام الاكبر وهو احد المنظرين للنسق الصوفي في الحضارة الاسلاميه ان تجربه الحب الالهي يتم التأسيس
لها من التجربه البشريه فهنالك علاقه موضوعية الحب بين الحب الروحي والحب البشري اي ان العروج الروحي
يحتاج الي بنيه تحتيه وتجربه ماثله من الارض لي يحدث التوازن بين النسبيه والاطلاق
اماحديثه عن المحبه فهو يبين فيه تلك المشتركات بين العالمين عالم الغيب وعالم الشهاده مؤكد علي فكره الجلال
والجمال فما ابدع تلك الكلمات الاخازه التي ذكرها في كتابه تنزلات الاملاك وصلوات الافلاك حين قال(فرياض
الجبروت بانواره مونقه وازهار الملكوت بأزهره متدفقه ولولا الوساطه لذهب الموسوط)
اما في شأن المحبه قال : فإن الأصل في المحبة أن تكون أنت عين محبوبك وتغيب فيه عنك، فيكون هو ولا أنت،
ولهذا فإن الحقَّ يغار على المحب أن يكون له وجود في نفسه لغير محبوبه
والجلال والجمال لله وصف ذاتي في نفسه وفي صنعه، فالجمال هو نعوت الرحمة والألطاف من الحضرة الإلهية
باسمه الجميل، وهو الجمال الذي له الجلال المشهود في العالم. وأما الجلال فهو نعوت القهر من الحضرة الإلهية
الذي يكون عنده الوجود. والهيبة التي هي من أثر الجمال، والأُنس الذي هو من أثر الجلال، نعتان للمخلوق لا للخالق،
ولا لما يوصف به، فإن الأُنس مشاهدة جمال الحضرة الإلهية في القلب، كما عن اثار المحبه نجد الامام الغزالي
في كتابه احياء علوم الدين في باب السماع قال(الحمد لله الذي احرق عباده بنار محبته ثم اطفأها بماء مودته
فاضحو عند الوصال سكاري وعند الوصال حياري كما اكد بن عربي ان الارتواء من كاس المحبه وخمرتها الدنان امر
غير متحقق بمعني لا ارتواء فيه فلمحبوب دوما كأسه مترعة للشراب
ونختم الغصل الاول ببعض ابيات في المحبه لي ابي منصور الحلاج وبن الفارض سلطان العاشقين
بعض نصوص ابو منصور الحلاج
يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا
لَم يَزِدني الوِردُ إلا عَطشا
لي حَبيبٌ حُبُّهُ وَسطَ الحَشا
إِن يَشَأ يَمشي عَلى خَدّي مَشى
روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ
إِن يَشَأ شِئتُ وَإِن شِئتُ يَشا
وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي
وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم
إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي
وَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً
إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي
وَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ
إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ
وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم
سَعياً عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ
وَيا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَباً
فَغَنّنّي واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي
مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً
ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ
ونختم ببنص سلطان العاشقين عبدرحمن بن الفارض في قصيدته يامانعي طيب المنام
لم أخلُ من حَسدٍ عليكَ فلا تُضعْ سَهَري بتَشنيعِ الخَيالِ المُرْجِفِ واسألْ نُجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى جَفني وكيفَ
يزورُ مَن لم يَعرِفِ لا غَروَ إنْ شَحّتْ بِغُمضِ جُفونها عيني وسحَّتْ بالدُّموعِ الدُّرَّفِ فلَعَلَ نارَ جَوانحي بهُبوبِها أنْ
تَنطَفي وأوَدّ أن لا تنطَفي يا أهلَ ودِّي أنتمُ أملي ومنْ ناداكُمُ يا أهْلَ وُدّي قد كُفي عُودوا لَما كُنتمْ عليهِ منَ الوَفا
كرماً فإنِّي ذلكَ الخلُّ الوفي وحياتكمْ وحياتكمْ قسماً وفي عُمري بغيرِ حياتِكُمْ لم أحْلِفِ لوْ أنَّ روحي في يدي ووهبتها
لمُبَشّري بِقَدومِكُمْ لم أنصفِ لا تحسبوني في الهوى متصنِّعاً كلفي بكمْ خلقٌ بغيرِ تكلُّفِ