الأخبار

ابنك يسرق زملاءه.. كيف تواجه الأم الموقف؟

ليلى علي

ابنك يسرق زملاءه.. كيف تواجه الأم الموقف؟

قد تشعر الأم بالصدمة والارتباك، بل وبالخزي في حال اكتشفت أن ابنها يسرق؛ فهو أمر مستهجن اجتماعيا ودينيا، لكن هل يعني إقدام الطفل أو المراهق على السرقة أنه شخصٌ سيئ؟ هل هو مؤشر على خلل تربوي؟

توصلت دراسة أميركية -استهدفت المراهقين والشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاما- إلى أن السرقة شائعة جدا في المجتمع الأميركي، وخلصت إلى أن 1 من كل 6 مراهقين سرقوا شيئا ما.

ووجدت الدراسة -التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ونُشرت في مجلة “إيكونوميك بيهيفيور آند أورجانيزايشن” (Journal of Economic Behavior & Organization)- أن السرقة بالنسبة لمعظم “اللصوص الصغار” لم تكن سوى مجرد مرحلة مؤقتة، لأن معظمهم وجدوا أن مخاطر السرقة تفوق فوائدها.

كما وجدت الدراسة -التي أجريت على عينة من 8 آلاف شخص- أن واحدا من كل 5 ذكور قاموا بسرقة شيء ما، بينما اعترفت واحدة من كل 10 فتيات بارتكابها الفعل نفسه.

ووفقا لمجلة “تايم” (Time)، فإن مؤلفي الدراسة وجدوا أن معظم مشاكل السرقة لا تتعدى كونها مجرد مرحلة استكشافية لدى الأغلبية، وبمجرد دخول سنوات المراهقة المتأخرة تتراجع معدلات السرقة بشكل كبير.

التوقف عند الأسباب أولا

قد تختلف الأسباب باختلاف المجتمعات والقيم والأعراف، إلا أن الخطوة الأساسية التي ينبغي على الأم اتخاذها في حال إقدام طفلها على السرقة تتمثل في معرفة الأسباب التي دفعته إلى القيام بذلك، ومهما كان السبب فلا بد من الوصول إلى جذور السلوك، ومعالجة المشاكل الأساسية أولا.

ووفقا لموقع مستشفى هوبكنز للأطفال، فإن الأطفال يمكن أن يجربوا السرقة في جميع الأعمار؛ بداية من مرحلة ما قبل المدرسة إلى سن المراهقة، لعدة أسباب يمكن حصرها في ما يلي:

  • يأخذ الأطفال الصغار أحيانا الأشياء التي يريدونها من دون معرفة أن لها ثمنا، وأنه من الخطأ أخذ شيء ما دون دفع ثمنه.
  • يعرف الأطفال في سن المدرسة عادة أنه ليس من المفترض أن يأخذوا شيئا من دون دفع مقابله، لكنهم قد يفعلون ذلك على أي حال لأنهم يفتقرون إلى قدر كاف من ضبط النفس.
  • يعرف المراهقون كذلك أنه لا يجب سرقة الأشياء لكنهم قد يسرقون من أجل الإثارة أو لأن أصدقاءهم يفعلون ذلك. ويسرق البعض منهم لاعتقادهم أنه يمكنهم الإفلات من العقاب ويسرق البعض الآخر كطريقة للتمرد.
  • في حالات أخرى، يسرق الأطفال والمراهقون لأنهم لا يستطيعون دفع ثمن ما يحتاجون إليه أو يريدونه، مثل الحصول على أشياء ذات علامة تجارية مشهورة.
  • ذكر موقع “فيري ويل فاميلي” (Very Well Family) أن الاضطرابات السلوكية الكامنة أو مشاكل الصحة العقلية يمكن أن تسهم أيضا في سلوك السرقة.
  • الطفل الذي يعاني من مشاكل عاطفية أو عائلية مثل التعرض لحالة وفاة أو طلاق والديه قد يبدأ في التعبير عن غضبه من خلال السرقة.
  • قد يستخدم الطفل الذي يعاني من الاكتئاب أو أي حالة صحية عقلية أخرى السرقة كطريقة للتأقلم، كما أن الأطفال الذين يشعرون بالوحدة قد يسرقون كنوع من جذب الانتباه أو الاستغاثة وطلب الاهتمام.
Back view of dad sit on couch with preschooler son talking sharing thoughts or problems, loving father speak have conversation with little boy child, support him showing care and understanding; Shutterstock ID 1407481466; Department: -
الأطفال في سن المدرسة يعرفون أنه من غير المفترض أن يأخذوا شيئا من دون دفع مقابله (شترستوك)

انتبهي لهذه الأمور

توقفي لحظة لإدارة عواطفك وتهدئة نفسك قبل التعامل مع الموقف، بعد ذلك انتقلي إلى معالجة المشكلة مع طفلك.

رغم أنه من الصعب ألا تغضبي إذا رأيت طفلك يضع قطعة حلوى مسروقة في جيبه، فإن هذا لا يعني أنه طفل سيئ أو أنك أم سيئة.

من المهم معالجة أي حوادث سرقة على الفور، وإذا تُركت من دون رادع فقد يزيد هذا السلوك أو يصبح مشكلة أكثر إلحاحا. فحينما يحضر طفلك غرضا من المدرسة يدّعي أنه هدية، أو إذا ضبطته يأخذ شيئا من متجر، فإن الاستجابة الصحية تجاه الموقف يمكن أن تجعل طفلك يفكر مرتين إذا تم إغراؤه بالسرقة مرة أخرى.

تحدثي مع طفلك على الفور عما حدث مستخدمة إستراتيجيات الانضباط التي توضح له أن السرقة أمر خاطئ وانتهاك للثقة.

إذا جعلت طفلك يشعر بالخجل أو الإهانة فسيتعلم الرسالة الخاطئة، وهي أنه لا يجب أن يسرق لأنه قد يتم القبض عليه.

يجب أن تنظري إلى سرقة طفلك على أنها فرصة لتعليمه الصواب من الخطأ، ولا تتوقعي إنهاء عادة السرقة لدى طفلك بين يوم وليلة، فقد يستغرق الأمر عدة حوادث للتخلص من هذا السلوك السيئ. وبالنسبة للأغلبية العظمى من الأطفال فإن السرقة مجرد مرحلة.

يجب أن يعتمد رد فعل الأم كذلك على إذا كانت هذه المرة هي الأولى التي يسرق فيها الطفل أو أن الأمر أصبح عادة متكررة.

عبارات يجب ألا تقولها لطفلك أبدًا من أجل احترامه لذاته
الأطفال الذين يشعرون بالوحدة قد يسرقون كنوع من جذب الانتباه أو الاستغاثة وطلب الاهتمام (غيتي)

إدارة أزمة السرقة

إذا علمت الأم بسرقة ابنها، عليها التصرف وفقا لما يلي، حسب وصايا أكاديمية الطب النفسي الأميركية للأطفال والمراهقين:

  • أخبري الطفل أن السرقة سلوك خاطئ وغير مقبول على الإطلاق ضمن تقاليد الأسرة والمجتمع.
  • ساعدي الطفل على دفع ثمن الشيء المسروق أو إعادته، وتأكدي أن الطفل لم يستفد من السرقة بأي شكل من الأشكال.
  • تجنبي إلقاء المحاضرات والتنبؤ بالسلوك السيئ في المستقبل أو القول لطفلك إنه أصبح لصا أو شخصا سيئا.
  • عندما يدفع الطفل ثمن البضائع المسروقة أو يعيدها، لا ينبغي إثارة هذه المسألة مرة أخرى حتى يتمكن الطفل من البدء من جديد بسجل نظيف.
  • العقاب الزائد -خاصة العقاب الجسدي- ليس ضروريا، ويمكن أن يجعل الطفل أو المراهق غاضبا وأكثر عرضة للانخراط في سلوك أسوأ.

مع الأطفال الصغار جدا، تحتاج الأم إلى مساعدتهم على فهم أن السرقة أمر خاطئ، وأنه عندما يأخذ الطفل شيئا من دون أن يدفع ثمنه فإنه يؤذي شخصا آخر. ومع الأطفال في سن المدرسة أيضا يجب أن يعرف الأطفال أن السرقة خطأ، لكنهم قد يحتاجون إلى فهم أفضل للعواقب في حال تكرار الأمر.

بينما عندما يسرق المراهقون يُنصح بالمتابعة مع تحديد عقاب أكثر صرامة، مع ضرورة ردّ المسروق إلى صاحبه والاعتذار. إن الإحراج من مواجهة ما فعله يجعله درسا دائما حول سبب كون السرقة أمرا خاطئا.

تأكدي من تطبيق العقاب المحدد عندما يسرق طفلك، ويمكنك أيضا سحب الامتيازات التي يتمتع بها نتيجة اختياره القيام بفعل السرقة؛ مثل منعه من وقت الشاشة الخاص به، والقيام بالمزيد من الأعمال المنزلية لتسديد ثمن ما سرقه.

متى تقلق الأم؟

إذا استمرت السرقة أو كانت موجودة لدى طفل يعاني من مشاكل أو أعراض أخرى، فقد تكون السرقة علامة على مشاكل أكثر خطورة في نمو الطفل العاطفي أو مشاكل في الأسرة. قد يواجه الأطفال الذين يسرقون بشكل متكرر صعوبة أيضا في الثقة بالآخرين وتكوين علاقات وثيقة، وبدلا من الشعور بالذنب، قد يلومون الآخرين على السلوك بحجة أنه “نظرا لأنهم يرفضون إعطائي ما أحتاجه فسوف آخذه”.

لعلاج هذا النوع من السرقات التي يقوم بها الأطفال بإصرار يمكن اللجوء إلى اختصاصي أو طبيب نفسي لتقييم الصحة العقلية والأسباب الكامنة وراء حاجة الطفل للسرقة، ومن ثم يضع له خطة علاجية.

المصدر : مواقع إلكترونية

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى