مقالات

– ابراهيم شقلاوي يكتب : لماذا لاتغرق المناقل؟!!

 

– ابراهيم شقلاوي

لماذا لاتغرق المناقل؟!!
ويغرق كل مشروع الجزيرة لماذا لاتجتاح السيول والاودية كل قري السودان ومدنه.. بل لماذا لاتتجدد نكبات البلاد في جميع مناحي التنمية والبنية التحتية.

لقد اعملت أيادي العابثين علي تفكيك وزارة الري وزراعها الخدوم وحدة تنفيذ السدود علي عجل فصل وتشريد للخبرات دون وعي او فكرة غير حظوظ النفس والارتهان للأجندة الحزبية .. فقد تم تشريد الخبرات التي تم تأهيلها وتدريبها بأموال الشعب السوداني الذي كان ينتظرهم لمثل هذا اليوم ولايام قادمات.. أن يهبوا الي نجدته وأن يجدوا له مخرجا من كارثة السيول التي احاطت بكل بلادنا إحاطت السوار بالمعصم .

كانت إستراتيجية وزارة الري عبر وحدة تنفيذ السدود تقوم علي إنشاء السدود الواقية للمدن والقري لأجل أن تقوم مقام المصدات الطبيعية للسيول الجارفة التي تأتي نتاج الأمطار الموسمية عبر الاودية والخيران .. ولأجل الاستفادة القصوي من مياه الخريف في وقت الصيف حيث الحوجة الحقيقية للمياه والمرعي وقد نجحت في ذلك في عدد من الولايات.. فقد ظل العاملين في هذه الوحدة الفتية يسخرون مايملكون من آليات للبناء والعمل والتنمية و أزالة الاضرار وإقامة المشروعات ذات الجدوى الاقتصادية.. كذلك يسخرون الارادة الصادقة التي ميزتهم عن غيرهم .. فقد ادركوا مبكراً محبة هذا البلد ومحبة إنسانه .

بالرغم من ذلك أعملت إرادة العابثين عبر ( لجنة خاصة) قيل أن تفويضها من مجلس الوزراء.. علي تفكيك هذه المؤسسة رغم أنها كانت راسخة كالجبال تمثل ارادة أهل السودان المتطلع للنهوض والمستقبل الكريم.. منذ فجر الاستقلال وحتى يومنا هذا.. فقد.. أعمل الهدم والتفكيك والتشريد لجميع الخبرات دون خشية.. ودون أن يطرف لهم جفن او يصحي لهم ضمير .. بين ليلة وضحاها وجد مايقارب ال (520) من المهندسين والفنيين والاداريين انفسهم في الشارع الفسيح.. في سابقة تاريخية لم تعرف مثلها الخدمة العامة في بلادنا بدعوي انتهاء الاعمال وهيكلة الوزارة التي اصبحت هيكل دون هيكلة من بعد ذلك.. قوبل القرار بصمت مريب ورد فعل عجيب من جميع الجهات التي تقوم علي امر البلاد.

سيذكر التاريخ لكم ذلك وسيظل مفصلو وحدة السدود الذين لم تكتب لهم العودة حتي الان يدفعون عن حقوقهم بالقانون وسيظل الفرق شاسع بين المواطن المتطلع لخير شعبه والناس أجمعين وبين غيره الذي يرهن كل شيء للنفس و الشيطان.
الان تتباكون وتبحثون عن إجابة عن اسباب كارثة المناقل والكوارث كثر .. الإجابة هي هذه الفوضي التي سكت عنها الجميع حيا او مؤامرة فلم يجد مظلمو السدود الا ابواب القضاء مشرعة فمضوا نحوها في يقين ان الله ناصرهم وقد كتب علي نفسه نصرة المظلومين ولو بعد حين.

بالرغم من ذلك يظل هؤلا المهندسين والفنيين والاداريين كتابهم معلوم لكل شعب السودان الذي عرفهم .. بسد مروي ، وتعلية الروصيرص، وستيت وأعالي عطبره، ومياه القضارف، بجانب منظومة الطرق والجسور، والمطارات ، المدن السكنية، والمستشفيات ،
حيث رفعت وحدة تنفيذ السدود نسبة تخزين المياه في السدود من (3) مليار الي (20) مليار متر مكعب ونسبة التوليد المائي في الكهرباء من (1.500) الي (8.500) قيقاواط ساعة.. في جانب مشروعات حصاد المياه نفذت (38) سد و(500) حفير و (700) بئر تعمل بالطاقة الشمسية في كافة ولايات السودان وقد ساهمت بصورة مباشرة في عمل مصدات طبيعية للمدن والقري من السيول والامطاو بجانب عودة النازحين واحتواء النزاعات القبلية وتوطين المرعي وتوفير مياه الشرب للإنسان والحيوان والزراعة لاسيما في دارفور وكردفان والنيل الابيض و القضارف والخرطوم

تظل الحوجة متجدد لعمل عملاق لاغاثة المنكوبين ومنع الضرر عنهم او لفتح افاق جديدة للتنمية في المستقبل القريب ومازالت الايام واعدة وهي تخبي الكثير .. لذلك انتبهوا لامر هذه الوحدة والبلاد تفتقر لمن يحسن تحويل المحنة الي منحه والنغمة الي نعمة لأجل ان يحسن توظيف كل نقطة مياه تجري عبر النيل او عبر الخيران او الوديان فيوجد لها مكان يهتز ويربوا لفائدة الانسان والحيوان .. بل حتي يكون حديث الخبراء عن ثلاث مواسم للزراعة حديث مجيد ..و عن سد النهضة كذلك .. ادركوا هذه المؤسسة الفتية التي مازالت تملك الكثير من سمعة طيبة مع الممولين والمقاولين واصحاب العمل.. فهي مخرجكم من الكارثة وزراعكم للتنمية والنهوض.. لانها تملك الخطة و خارطة طريق.

دمتم بخير.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى