
في خطوة وصفت بأنها “طوق نجاة” لآلاف المرضى، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقتها الرسمية على عقار “يارتيمليا” (Yartemlea)، ليكون أول علاج معتمد عالمياً لمواجهة أحد أخطر مضاعفات عمليات زراعة الخلايا الجذعية.
ما هو المرض الذي يعالجه “Yartemlea“؟
يستهدف العقار، الذي طورته شركة “أوميروس” (Omeros)، حالة طبية معقدة تُعرف بـ (TA-TMA) أو “اعتلال الأوعية الدقيقة الخثاري المرتبط بزراعة الخلايا الجذعية”.

تحدث هذه الحالة نتيجة استجابة مفرطة من الجهاز المناعي بعد عملية الزراعة، مما يؤدي إلى:
التهاب الأوعية الدموية: تضرر جدران الأوعية الدموية الدقيقة.
التجلطات الصغيرة: تكون خثرات دموية تسد المجاري الدموية للأعضاء الحيوية.
فشل الأعضاء: خطر إصابة الكلى والأعضاء الأخرى بتلف دائم، مما يهدد حياة المريض بشكل مباشر.
نتائج واعدة: فرصة حياة جديدة
أظهرت التجارب السريرية التي أجريت على العقار (المعروف علمياً باسم narsoplimab-wuug) نتائج مبشرة جداً،
حيث:
ساهم في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بنسبة 61% لدى المرضى الذين يعانون من حالات عالية الخطورة.
يستهدف العقار بروتين (MASP-2) في الجهاز المناعي، وهو المسؤول الأساسي عن إحداث الالتهابات المسببة لهذه المضاعفات.
ملاحظة طبية: كان الأطباء سابقاً يلجأون لاستخدام أدوية مخصصة لأمراض أخرى (مثل دواء سوليريس) كحلول مؤقتة، لكن “يارتيمليا” يأتي كأول علاج متخصص ومصمم خصيصاً لهذه الحالة.
متى سيتوفر العلاج؟
أفادت الشركة المصنعة أن العقار سيكون متاحاً في الأسواق بحلول يناير 2026، ومن المتوقع أن يحصل على موافقة الوكالة الأوروبية للأدوية في منتصف عام 2026، مما يفتح الباب لتوفره لاحقاً في المراكز الطبية الكبرى في المنطقة العربية وإفريقيا.
لماذا يهم هذا الخبر السودان والمنطقة؟
مع تزايد مراكز زراعة النخاع والخلايا الجذعية في المنطقة (خاصة لعلاج أمراض الدم وسرطانات الدم)، يمثل هذا العقار إضافة جوهرية لبروتوكولات العلاج، حيث يرفع من نسب نجاح العمليات الجراحية المعقدة ويقلل من مخاطر الوفاة بعد الزراعة.





