إنجازات المغرب بالمونديال تفتح آفاقاً للكرة الأفريقية
وكانت الكرة الأفريقية تمر بأزمة ثقة بعد إخفاق منتخباتها الخمسة في التأهل إلى ثاني أدوار النسخة الماضية من البطولة، لكن الأحوال تبدلت تماماً بفضل الأداء الذي قدمه فريق المدرب وليد الركراكي في قطر.
وبتغلبه على بلجيكا وكندا وإسبانيا والبرتغال أصبح المغرب أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى قبل النهائي ومرجعا لمنتخبات أخرى للسير على خطاه.
وما يزيد من تفرد الإنجاز الإصابة التي تعرض لها عدد من اللاعبين ولم يكن بعض العناصر في كامل لياقتهم البدنية، وبدا اللاعبون مرهقين في أغلب المباريات لكنهم أظهروا تصميماً وسعياً لتحقيق الهدف.
ويعود جزء كبير من الفضل في هذا إلى التشجيع الحماسي الذي حظي به لاعبو المغرب في كل مباراة.
كما أن الركراكي المدرب الشاب الذي تولى المسؤولية قبل ثلاثة أشهر تمكن من خلق روح الفريق رغم التنوع الكبير في تشكيلته.
وتتألف تشكيلة المغرب بشكل أساسي من عناصر من جاليات في أنحاء أوروبا، ولا يعرف العديد من لاعبي الجيل الثالث سوى القليل من اللغة العربية أو البربرية أو الفرنسية ما يصعب التواصل مع زملائهم في الفريق.
وقال الركراكي إن فريقه أقرب لأسرة أو لأحد الأندية منه إلى منتخب.
وأضاف: “وأعتقد أن هذا منحنا هذه القوة الكبيرة”.
ولم يقتصر أداء المغرب على الدفاع الصلب الذي مكنه من تخطي إسبانيا في دور الستة عشر، بل إنه بادل المنتخب الفرنسي الهجمات في قبل النهائي الأربعاء على عكس توقعات الكثيرين.
وقال الركراكي: “أعتقد أننا قدمنا صورة جيدة للمغرب والكرة الأفريقية وكان هذا مهماً بالنسبة لنا لأننا كنا نمثل بلدنا وقارتنا”.
وتتحول أنظاره الآن إلى كأس الأمم الأفريقية التي تقام بعد 13 شهراً في ساحل العاج.
ورغم أنه دائماً ما يكون بين المرشحين للقب فإن المغرب لم يفز بكأس الأمم الأفريقية سوى مرة وحيدة في 1976.
ومن المتوقع أن يعود المغرب لكأس العالم في 2026، التي ستقام بمشاركة 48 فريقا تسعة منها أفريقية وقد تحصل القارة السمراء على مقعد عاشر عبر مباراة فاصلة.
لكن قبل هذا سيواجه المغرب منتخب كرواتيا السبت في مباراة تحديد المركز الثالث في الدوحة.