إشتياق الكناني تكتب : ويا سيدي محكمة الإنسان ضميره
إشتياق الكناني تكتب : ويا سيدي محكمة الإنسان ضميره
والشوق هكذا يفتح ألف باب وباب للحديث وللهمس وللضحك سيدي… ولكني عاجزة عن الانصياع له والانخداع به، لم يعد في العمر لحظات للانتظار والاشتياق…. نحن نكبر بالخذلان ألف عام ، وبالانكسار تموت داخلنا أرواح وأرواح من محبة المحاولة…. فنختار المضي بصمت بدل العودة لذات الامكنة واللهفة والعذاب والشوق لعينيك .. وضحكات هنا وهناك ، وخطوات مضت سريعا للقاء ، والازقة الحزينة التي عبرناها ذات زمان، كلها تجذبك للاشتياق ، ولا وقت بقي لنا فيه نعبر بهذه الأحاسيس سيدي .. ولم يعد المكان يسع وجودنا ولا فرحتنا ، ولا الأعين التي تتراقص فرحا بلمح وجهك بثغر باسم جميل باه أسمر… لم تعد ولن يعود للامكنة ألقها ولا رحيقها ، ولا ياسمينها ، ولا شذرات نقاشاتنا ولا الإيمان بالمكان.
الوحشة التي أصبحت تحتضن الأضلاع… ونحن بالحب كنا نصارع الاهوال…. هاهنا تصرعنا الأحوال…. وتتبدل الحال من حال إلى محال.
وتسقط معها ورقة التوت التي تتمسك بها قلوب العشاق.
ويا سيدي افترقنا وتفرق جمعنا او وحدتنا وانقسمت الروح التي تتشارك هذا القلب ، قلبي وقلبك.
ويا سيدي محكمة الإنسان ضميره…. كيف لنا ان نجذع لمحكمة الآخر … والمحكمة ها هنا في قلوبنا انها تحكم وتحتكم وتأمر وتقرر كيفما تعيش وفق اهوائها والنفس امارة بالسوء معظم الأحيان ، ولكن ضميرها عدلها ومحكمتها وميزانها… تستفتي ويفتيها ويحكمها ويشكمها ونحن نسير خلفها … وهكذا لم أعد اتقبل تلك الأعذار الواهية والإعتذارات المتأخرة والوعود التي بلا إيفاء.
أنا وأنت لم يعد هنالك شئ يجمعنا….. تفرقنا وتفرق شملنا .. ونسير في دروب شتي ومختلفة ، وبعيدة وغير متوازية. لن نلتقي مرة أخرى ، ولن نتجاذب أطراف الحديث ولن يجمعنا شي.