مقالات

إشتياق الكناني تكتب: وتستمر الحياة

الخرطوم | العهد أونلاين

إشتياق الكناني تكتب: وتستمر الحياة

 

تقول صديقتي بلهفة كده يا شوق نحن مشتاقين ومشتاقين لغرفتك ولمتنا وونسة انتي فيها مصدرها وفاكهتها… هكذا فتحت صديقتي بابا آخر ظننت أنني شفيت منه وأصبح عاديا مثله مثل تعودي علي حياتي الجديدة هذه.. تعودت إن انسي غرفتي، مكتبتي ،هدايا عيد ميلادي، صوري، رسائل بخط اليد كتبها اصدقاء فرقت بيننا الحياة ولكنهم هاهنا باقون.. فازتي وفراشتي ودبدوبي وديكور غرفتي وكرسي الأصفر الذي كان الحضن الذي يطبطب علي من رهق الحياة وآلامها.. هي كلمات تنساب سريعا فينا ولكنها تحيي وجعا فينا ونحن نتخبط هكذا كنا وهكذا بقينا… ولكنها دنيا والله دنيا نمتحن فيها وننجح تارة وتارة أخري نسقط ولكننا لا نستسلم.. ننهض، نقاوم.. نضحك لأنها دنيا.
هاانا ذي أحكي قصة أخري ولكنها يا أحبابي هي حياتي.. شريط ايامي هكذا جاء عام آخر وانا هاهنا أنور حياتكم واصنع يومكم واجمل حياتكم ربي يبارك لي في عمري يارب.
الحمدلله علي عام مازلت فيه اضحك،ارقص، أقاوم، شجاعة،عنيدة، عاشقة ، حالمة ، أنظر لمستقبلي واري نفسي هاهنا مع بناتي صغيراتي ينابيع المستقبل حكايتي الجميلة وسرد افراحي.. هاهنا تتلخص كل حياتي.. زوج حنون ورؤوم وعطوف وحاني وصادق الوعد وصبور وصابر علي وبي وبيت هادئ وسقف فوقنا وحديقة صغيرة ألعب فيها انا وبناتي.. فزوجي حبيبي يصارع مكنات العالم وعجلة العمل.. ونحن هنا نختل بالطين ونصنع منه صلصالا نجمله كيفما كان… ونصنع فراشات زاهية تحلق فوقنا وردية وحمراء وزرقاء وسماء صافية.
حينما يأتي المساء تهدأ روحي وتنام الطفلة بداخلي بين حضن حبيبي وابتسامته الوديعة ويده الدافئة فقد عاد للمنزل.. حيث الهدوء وخيوط أشعة ضوء خافت في زواية غرفتنا ووسائد فوشية لوني المفضل وصوت موسيقي هادئة اعرفها ومعلق كرة رياضي يتابعها زوجي بكل جدية فهو له زوجة غيري اسمها الكورة يحبها ويشجعها كم هي محظوظة… وانا هاهنا أتابع ظلال فرحته بين هدف ضائع وهدف محتمل ولاعب مستهتر.. كل هذه الانفعالات اتابعها في ظلال أعين زوجي.. وأنا اجلس بجواره اشاهده واتفحصه كأنني اتعرف عليه أول مرة… في أول لقاء.. موعد مدبر ومخطط وهو يحترم كورته هكذا هي اللحظات الوحيدة التي لا آغار عليه فيها ولا اتجنن ولا اتنمر ولا أعلن فيها عصياني… اسمح لهذه اللحظات أن تمر فهو هاهنا أمامي.. واتخيل لو كان الامر غير ذلك فحينها سوف أصبح مجرمة قاتلة لهذا الرجل الذي لديه انا كلي أنا ويفكر بغيري.. يالهي حمدا لله علي أنها كورة… وأضحك ويلمح ضحكتي ويخفض نظره نحوي ويقترب ويهمس لي بما احب فهو يعرف ماأحب… هكذا سوف تكوني حياتي في مستقبل قريب.
لا اسمح لهذا الواقع ان يسرق حلمي ولا يقفل الأبواب في وجهي، فانا هاهنا أعيش لأجل مستقبلي واستمتع بحياتي واعيش حاضري لاني كل شي لنفسي فانا اهلي وحياتي وحبيبتي ودنيتي لن أسمح لكم أيها المقاتلون من أجل كراسي السلطة أن تسرقوا أحلامنا.. حاضرنا وماضينا.
يأتي عامي هذا وانا ابنة امي وأبي وشقيقة شقيقاتي وأخت اخواني وصديقة مخلصة وزميلة جميلة عاطرة الذكري وسمحة السريرة ومبروكة وست البنات لحدهن.
هذه انا وأكثر.
يقول أستاذي في كل عام حينما يهنئ لا تكبري يا سمراء يا مشاغبة ظلت لسنوات هذه تهنئته ولكن هذا العام لن يبعث لي برسالته تلك ولا يعلق لي بها علي الفيس بوك ولن ادلف لمكتبه في صحيفة اجده جالسا يتصفح كتبه ويضحك حينما يراني ويسألني أين هي قصاصاتك ولا بقية قصصية ولا مقالا ولا صفحات كل الصحف تكفيك استاذي لا شي يكفي جزيل فضلك ولا شكرك…لك الرحمة والمغفرة.
امدرمان مدينتي حبيبتي سحري المكان الذي احتوانئ سنوات وسنوات يا حبيبتي أتمني أن لا افارقك.
إلي عروس السودان وعروس كل المدن السودانية إلى بورتسودان التي انسكب سحر حبك هنا في قلبي،مازلت مدينتي الزرقاء وناصعة البياض ولكنهم الناس كلما اذدحموا في مكان أخرجوا أبشع مافيه… قد يكتب لنا لقاء آخر أفضل وأجمل واحلي ولكنك في قلبي مزان زاهي مثلك أيتها المدينة الصاخبة بالحياة.
ودمدني ابوي السني جيتك عليلة ومرهقة من طريق طويل.. جئت عابرة لهذا الطريق الطويل حيث النيل الأزرق الهادي وأشجار السنط العملاقة يحفها النيل والأمل والسلام أيتها المدينة التي يسري دمها في وريدي… نعتذر لك من سوء البشر وحقدهم وبطشهم وغبائهم.
أعتذر لك هذا العام إعتذارا خاصا لك وحدك.
الخرطوم أيتها الساحرة هاهنا اقف غربك جغرافيا ولكنك هنا في عقلي جالسة ملهمة مشرقة ومحبة وراقصة بشوارعك وبمواقف مواصلات جاكسون وجامعتي الخرطوم وكليتي القانون انت حاضرة أيتها الساحرة أحبك أيتها المدينة التي لا يسعنا غيرك ولا أم حنون بعدك احبك يا هذه أحبك.
القاهرة.. حينما خطوت أول خطوات فيك لم أشعر باني غريبة أو اجنبية أو بعيدة عن دياري وإنما كنت أشعر بأني في دياري وفي دربي وطرق اعرفها واناس يعرفوني واعرفهم.. لذا كنت خير مدينة تحتويني واحتويها شكرا لك ولنا عودة من جديد .
مكة وريحتها ورحيقها يارب اكتب لي اللقاء قريبا يارب العالمين.
  البيت  الكبير  حيث حضن أول صرخاتي واول خطواتي واول ضحكاتي وأول كلماتي فقد كنت طفلة لميضة شليقة طموحة.. تقول أمي كنت طفلة مدللة جدا وعنيدة جدآ.. ولكني كنت حنونا وعطوفة ومشرقة وخيرية كنت بنتا محبة. ياالله احفظ لنا ذاك البيت ونعود له… صديقات الطفولة لقد كبرنا ولكننا مازلنا علي ذات الوعد وذات الأمل وذات الشجاعة.
هذا العام يأتي مختلفا فقد تعرفت علي أناس جدد اضافوا لحياتي رونقا وغاب عني كثر، تركوا ذكريات حلوة وسيرة عطرة باقية في حياتي فشكرا لكم.
واقول لكل غائب غيب وتعال ونحن يانا نحن لا غيرتنا ظروف ولا كسرنا زمن ولا بدلتنا السنوات.
هذا النص خاص جدآ فهو اكتبه لحبيبي فقط أنا لا أعلم من انت ولا أدري متي يجمعنا قدر ولكني موقنة جدا بأنك الآن تفكر بي وتسأل متي اللقاء.. سوف تعشق وتحب غيري ولكنك لن تستطيع أن لا ترسوا ، الا في مينائي حيث ترتاح سفنك المرهقة أيها الرجل المبعثر هاهنا تنتهي رحلتك وبحثك عني… قد نكون نعرف بعضنا الآن؛ أو لا نعرف بعضنا ولا تحت ذات السماء ولكننا في ذات الوطن ونتنفس نفس الهواء وكلما يتحرق جوفك من زفير رهق الحياة.. استنشق أنا هواء حبك وحب هذه الحياة التي تجمعنا.. فامراة مثلي تستحق ان تذهب لها رحلة مستكشف كما فعل كولمبس ولكنك لن تقتل أحدا ولن تسرق أرض احد.. فانت رجل يزهر الحياة ويجملها ويمدها بأمل ومستقبل… منك تبدا ينابيع الحياة.. فانت حبيبي الأول والاخير.
هكذا هي الحياة تارة تاخذنا في دوامة حزنها وتارة أخري ترقصنا بفرحها ونحن نستحق أن نعيش أجمل ما كتب لنا ولن يوجد مهرب مما قدر لك فهو ملاقيك… فايهما تختار أن تقابله برضا اما بعبث وبعثرة وحزن تهذب يا هذا أنها حياتك.
فقد تهذبت لكل حياتي ولكل الذي فيها واستقبلها بكل رضا ويقين.
هاهو عيد ميلادي فهنئوني وتمنوا لي أجمل واغلي الأمنيات فقد ولدت اميرة الاحساس ومرهفة الحرف وراقصة الكلمات فقد ولدت أنا وجملت حياتكم ووهبتكم رونقا وأملا واشراقا.
الآن تحلق فراشتي الزرقاء نحو ضوء الحياة لتهبني عمرها وانفاسها وقبلاتها.. تمنحني شهد الحياة وينبوع الحياة وتباركني بصلاتها وتحفني بدعواتها.. كلما حلقت فراشتي الزرقاء حلقت روحي مرحة محبة جميلة طفلة ترقص للحياة.. تداعب أغصان الأمل وتحنو برفق علي ورق الشجر الأخضر وتقبل ينابيع المياه التي تتساقط من السماء قبلات عاشقة مقبلة للحياة.
يقول أحدهم لا تسرف في محبة غيرك وأقول له لقد صدقت وإنما اسرف في حب نفسك ودللها واعشقها فهي الوحيدة التي تبقي معك لا تخون ولا تتلون ولا تتغير ولا تتركك مثل ظلك وإنما تبقي معك في السراء والضراء هي فقط الباقية.. فإنها تستحق كل المحبة. وكل المحبة.

في هذه الليلة التي كنت أظن فيها بأني وحيدة ولكنني أعرف بأنك هاهنا تحيطني وتحتويني وتقرني وتهذب خصلات شعري وتمد يدك لي قبل أن اسقط.. انت هنا أشعر بك في المكان.. فرائحتك تحيط بعنقي.. وقميصك الأبيض مازال هاهنا المحه والمح ظلك تجلس تنظر لي وتضحك أيها المسافر.. . المبحر في عيني.. السابح في جوهرتي.. انت صائد ماهر تحيط بي بشباك ذهبية خفيفة الظل والملمس… عطوف… حاني.. فانت لست ببعيد ولا قريب.. انت هنا في مجرتي وانا أملك بوصلة الحياة.. وحان الوقت ل… نلتقي… أيها المسافر أحزم حقائبك فقد حان وقت وصول رحلتك لاتجاهها الاخير ومحطتك الأخيرة أيها المسافر.

إليكِ أنتِ إيتُها الجميلة ..

لاَ تهتمي سويَ بِنفسك، لا تحَزني لـصغّائر الأمُور ولا تجزعي من هشاشة قلبك، تذَكري دائمًا أنكِ فاتنة، فاتنة بطريقة لا يـقدر على وصفُـها قَلمِ، وأن قلبكِ بِه من الحُبّ والفرح ما يملأ الكّون ورداً، لا تجعلي علاقة هشة تُحطم ما بين أضلعكِ، لا تخافي من أختبار دراسي مُزعج قد إقترب لا تذرفي دمُوعك سوي في تقطيع شرائح البصل، عيناكِ دائما ينبض منها الأمل، وقلبكِ يُمطر فرحاً ويقطُر حُبًا، فقط إستمتعي بالقليل من الشاي، وأستنشقي كل يوم وردة

وعندما يضيق بكِ العالم، أجعلي قلبك، قلعة وأحتمي خلفَ أسوارها من بطش الحياة، توسطي سريرك وأحتضني وسادتكِ، وأقرئي فصلا من رواية مُحببة، لـيتسلى بها قلبُك
وأعلمي إن فاتنة مثلكِ ما خُلقت لتجزع وما وُجدت لتتعب
ووردة مثلكِ ما أزهرت لكي تذبل ..
𝐇𝐚𝐩𝐩𝐲 𝐛𝐢𝐫𝐭𝐡𝐝𝐚𝐲 𝐭𝐨 𝐦𝐞

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى