مقالات

إشتياق الكناني تكتب من انت أيها الغريب!!!

إشتياق الكناني تكتب من انت أيها الغريب!!!

حينما هتف بي مرحبا ( هلا حبيبتي زمان) .. قالها هكذا .. حينها يمر عليك شريط طويل من ذكريات… تتذكر ضحكاتكم وهمساتكم وتتذكر غروره وجبنه ونكرانه… تتذكر كل شي وتفتح أبوابا من الذكريات.
حينها تسأل نفسك… كيف أحببته!
وكيف صرت اشمئز من هذا الحب واركض منه واغتسل سبعين مرة بماء الدمع.
هل تتطهر روحنا وهل تنسى؟
كيف لشخصين يحملان كل ذاك الحب ويرميان به في جب؟
جب الخذلان ..
جب التخلي ..
جب الكراهية ..
هل ما كان بينهما حب ؟
ها اناذي اتذكر واتذكر واتذكر … وجهك المضئ والاسمر الضاحك ..
وانظر هكذا لانعكاس ظلك أرى شبحا… جسدا باردا … أشباه شخص ..
هل كنت حبيبي ذات يوم؟
هل كنت ناري ونوري ؟
وهل كنت مأمني وآمني ؟
هل كنت صبحي ومسائي ؟
أيها الأجنبي عني… أيها الغريب عني
من انت؟
ومن أنا؟
هل كنا حبيبين! حقيقة مجردة
ام سراب خداع
ام خيال كاتبة
ام أننا انت وانا رواية وضعها أحدهم على رصيف أوراقي وايامي وحياتي والآن اتصفحها ؟
اتصفحها كغريبة تقرأ حروف لا تشبهها واحساس لا يتملكها… تدور كل هذه الذكريات في قفص صغير مظلم يسمى الذاكرة التي نرمي فيها كل شي وكل شي.
اكبر خطأ نفعله هو إعادة احيائها!
هل تستحق الإنعاش؟
نحن الآن على رصيف آخر نقف فيه ونتأمل… كل منا يشير للآخر ايها الغريب… هل هذا الطريق يوصلني لنهاية الجسر… غريبان على سطح مركب الحياة وعلى شاطئها تجدفنا الصدف… لترمي بنا في حضنها ونحن غريبين… هل يتعارف الغريبين؟
هل يجتمعان؟
هل يتحدثان؟
هل يتشاركان صورة فوتوغرافية؟
يعبران هكذا وربما لا يدركان بانهما في ذات المكان.
وهذا هو احساسي… حينما رأيت حرفك… حينما رأيتك تتجرع الماضي تجملا من فمك تسيل كل هذه الحروف والكلمات … والاسهاب في اللغة ترف انت لا تعرفه ولا تدركه.
ولا تملك رصيدا له… انت مفلس من المشاعر والأحاسيس والادراك.. انت مغيب باسم الحب.. ومسجون باسم العاشق.
وانت لا شئ غير هذا الحرف وغير هذا القلب… انت غريب عني وعن عالمي وعن أحلامي.
من انت ايها الغريب؟
الذي همس قبل بضع سويعات محدثا بصوت قوي حبيبتي زمان؟
من انت ايها الغريب!!!

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى