إشتياق الكناني تكتب : صرخة الأرض
إشتياق الكناني تكتب : صرخة الأرض
بالأمس، حاولت النوم…
لكن النوم جافاني كأنّه يخاف الاقتراب من ذاكرتي.
كان **صوتها** يعبر رأسي كريحٍ دامية،
وصدى حوارها مع **الجلاد** يجلد روحي من جديد.
رأيتها…
امرأةٌ نحيلة، يكسو وجهها الغبار،
تغرس في الأفق نظرةً تخلط بين الرجاء واليأس.
وفي مواجهة الموت، قالت بصوتٍ مذعور:
> “لا تقتلني… عندي طفلٌ رضيع!”
لكن الجنجويدي،
بعيونٍ جامدةٍ كالحجارة،
وجه سلاحه نحوها وقال:
> “ومن قال لكِ أن تَلِدي… أمباي؟”
ثمّ أطلق الرصاص،
وانفجر الصمت.
اختلط بكاء الطفل بصوت الطلقات،
وسقطت الأم،
ارتوت الأرض بدمها،
ونبتت في التراب **زهرة حمراء اسمها الوطن.**
لماذا تُقتل الحرائر في بلادي؟
وبأي ذنبٍ تُسلب الأرحامُ من أحلامها؟
هل صار الحليبُ جريمة؟
وهل صار الحنانُ عدوًا للبندقية؟
يا الله…
كم من أمٍ تسقط،
ولا يسقط العالم معها؟
كم من طفلٍ يولد على صرخةٍ لا يعرف مصدرها؟
بلادي…
صارت تبكي بصوت النساء،
وتئنّ تحت ركام الأمهات،
ولا يسمعها أحد…
إلا الله.
