إشتياق الكناني تكتب :الأمل في الحرب: شعاع النور وسط العتمة ورسائل للسلام
إشتياق الكناني تكتب :الأمل في الحرب: شعاع النور وسط العتمة ورسائل للسلام
الحرب ليست مجرد صراع بين أطراف أو قتال على أرض؛ بل هي اختبار قاسٍ للإنسانية، حيث تُختبر قوة البشر في مواجهة الظلام واليأس. وفي وسط الدمار والخراب، يظل الأمل القوة الخفية التي تدفع الإنسان للاستمرار، وتُبقي جذوة الحياة مشتعلة رغم كل شئ.
في السودان، حيث تعصف الحرب بأرجاء البلاد، يبقى الأمل هو القاسم المشترك الذي يجمع بين المتضررين. على الرغم من الدمار الذي طال المدن والبنية التحتية، نجد قصصًا عن صمود إنساني مذهل. هناك من يسعى لتوفير الطعام للنازحين، وآخرون يفتحون أبوابهم لإيواء الأسر الفارَّة من مناطق النزاع.
الأمل أيضًا يظهر في مبادرات الشباب السوداني الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي لتنظيم جهود الإغاثة وجمع التبرعات، وفي عزم الأمهات على تعليم أطفالهن حتى في أصعب الظروف، تأكيدًا على أن التعليم هو الطريق نحو مستقبل أفضل. وفي كل هذه الجهود، نجد دليلاً حيًا على أن الشعب السوداني يحمل بداخله قوة التحدي والأمل رغم كل الآلام.
عبر التاريخ، شهدت الحروب قصصًا مؤثرة عن الأمل والإصرار. في الحرب العالمية الثانية، كان الناس يتشاركون الطعام تحت القصف ويغنون معًا ليواجهوا الخوف. في مناطق النزاعات الحديثة، نرى الأطفال يذهبون إلى المدارس رغم المخاطر، والنساء يعملن على
بناء مستقبل أفضل لعائلاتهن. وفي السودان، نجد الأطباء المتطوعين يعملون بلا كلل لإنقاذ الأرواح في مستشفيات متهالكة، ونجد الفنانيين يستخدمون إبداعهم لنشر رسائل السلام وسط الفوضى. هذه القصص تُظهر أن الحرب قد تدمر المباني، لكنها لا تستطيع أن تدمر إرادة الإنسان.
علينا أن نحافظ على الأمل في أوقات الحرب بالتكاتف المجتمعي و التضامن بين الأفراد يخلق شعورًا بالانتماء والأمان، مما يعزز الأمل في مواجهة الصعاب.
التمسك بالقيم الإنسانية والحفاظ على المبادئ مثل الرحمة والمساعدة المتبادلة يبقي الإنسانية حية.
التركيز على المستقبل و التفكير في ما يمكن تحقيقه بعد انتهاء الحرب يساعد على تحمل المعاناة الحالية.
القصص الإيجابية التي تساعد في نشر قصص عن النجاة والصمود يلهم الآخرين ويعزز روح التفاؤل.
ختاما لا تستسلم علينا أن نتمسك جميعا بالأمل في الحرب ليس مجرد ترف أو خيار، بل هو ضرورة للحياة. إنه ما يجعل الإنسان قادرًا على مواجهة أسوأ الظروف، وما يزرع في القلوب الثقة بأن السلام سيعود يومًا ما.
وبينما تحاول الحرب انتزاع كل جميل، يظل الأمل هو الحصن الأخير الذي يحمي إنسانيتنا من الانهيار. لذا، فلنحافظ على الأمل حيًا، ولنعمل على نشره في كل مكان، لأنه المفتاح لإعادة بناء عالم أفضل.