إشتياق الكناني تكتب: أما العيد …. فهو الحب…. والسلام
إشتياق الكناني تكتب أما العيد …. فهو الحب…. والسلام
أما العيد… فهو فرحة وأمل يدخل كل المنازل يرسم عليها إبتسامة ويصنع إلقآ وحبآ.
العيد في السودان له… طعم الأهل والجيران والحبان والدخول لكل أبواب المنازل يحملون التهاني وتباريك العيد.. وينثرون الدعوات والأمنيات والأماني الصادقة العطرة للجميع.
أما العيد…. فهو تلك الأيادي التي تحمل الحلوة وبضع حبات من البلح وأكثر من كعك العيد…. تلك الأنامل الحالمة… وتلك العيون البرئية … الأطفال هم أصل العيد… أو هم أبناء العيد ورحيقه وعبيره… يلونون العيد بألوان زاهية وملابس جميلة مرتبة .. يمدون الأيادي بالسلام تارة وتارة أخري لخمش الحلوة… ويضحكون فرحا ويطربون في أزقة الحارات التي يدخلون إليها باب وراء باب.
أما العيد…. فهو صوت المراجيح التي تعلو تعانق السماء وأصوات وهمهات وضحكات تأتيك من هناك ومن ثمه تنزل بك… هكذا هلع الأنخفاض… وحينما تقترب من الأرض…. تسمع كلمات عاليا عاليا يا عمو حلق بنا عاليا… فالعيد يصنع فرحهم وحريتهم.
أما العيد…. فهو الصباحات الباكرة وزغزغة العصافير والسحب الرمادية التي ترسم لوحة الصفاء بين السماء والأرض…. كحبيبان يلتقيان بعد غياب…. وتحيط بهم نسمات الهواء وتتراقص الرياح غنج ودلع… تهب علي الأرض بالهواء العليل وتتفتح الأزهار وتذدهر الأشجار وتهز نفسها مرحا وطرب في العيد… فقد عاد العاشقان.
أما العيد…. فهو أنتظار… أنتظار… بعيد طال الغياب… حمل ذات يومآ حقيبة الرحيل…. فغادر…. وغادر معه العيد…. ويأتي العيد ولا يأتي البعيد.. ما الذي آخرك! … الم تكتفي الموانئ والمطارات الحزينة من قصص الرحيل….. آلم يكتفي العمر من كل هذا الغياب…. كم سوف يدفع الأنتظار بعد من ثمن الغياب….. وكم سوف تنتظر الأعين إطلالة البعيد…. وكم من إنعكاس ظل يترنح في طرقات الرجوع تبحث عن نديدها وكم بعد من اللهفة والوعود سوف تحمل الأيام.
أما العيد…. فهو نقش الحناء ورائحة البخور وعبقها من نوافذ البيوت تحيط بالمكان…. تجملها… تعطرها…. تسعدها… وترسم علي وجوه الحضور لوحة الحب وتعانق ود حبهم للحياة وتهب الحياة وتمتد الحياة في الأمكنة…. والأمكنة تظل وفية للروائح ولعبق الأيام…. وخطي الأقدام واحتضان الأيادي الملهوفة للسلام.
أما العيد… فهو الحب والفرح والأمن والسلام.
ولعينيك السلام… ولقلبك الحب