مقالات

إشتياق الكناني تكتب أكتب لك رسالة 

إشتياق الكناني تكتب أكتب لك رسالة

أكتب لك رسالة
بعد أن رميت تسعا وتسعين رسالة ممزقة في سلة المهملات..
لا أدري الآن، أبعث الرسالة ام السلة!
كتبت لك…. مره همسا وحرفا وكلمات خطأها قلبي… فغار عقلي وظل يهتف ليس هذه الأحرف وليست هذه الكلمات…. فمزقت رسالة قلبي ، ورميتها ممزقة هناك مع آخريات على سلة المهملات.
نحن عاجزون حينما نريد إن نعبر بالحروف ونرص الكلمات وننمق الحديث!
هل قرأت يومآ أحداهن او أحدهم ضاوع القلب…. انصاع العقل
معادلة خاسرة….. وأبجدية عصية
لماذا نكتب؟
ولماذا نقرأ ما نكتب!
ثم نمزق كل ذلك!!!
امتلأت سلة مهملات بالأوراق وحملت يدي رائحة الحبر، كما تعانق الأرض حبيبات المطر ورزاز عناقيد المياه على الأغصان الناعسة.
هكذا يفعل الحرف، يفضحنا…. يرسمنا…. يكشفنا…. لا يستر المستخبئ!
إنما يظهره على الورق وعلى الأعين وعلى الافواه.
لهذا تبدوا الكلمات عصية للأنصياع ، الخنوع، ما نستطيع إن نفعله وقتها نرميها، نمزقها، نتركها هناك أسفل الطاولة او على سلة المهملات كما أفعل كلما أردت إن أكتب لك رسالة!
فالكتابة أحيانا تصبح مخاض مؤلم… متعسر…. حينما لا نريد ان تكتب ما نريد، فهي تكتب ما تريد وينصاع لها الحرف وتترسم تشكل كلمات وكلمات تقود كلمات تتكون أحاديث ساهبة في معترك القلب وغيرة العقل!
هكذا يبدو الصراع هاهنا على الورق وعلى أحرف الكيبورد حرة، عنيدة، ملكة، عفوآ هي على منضدة التشريح تشرح مشاعرها وتضمد جرحها وتضحك سنها وترقص على معزوفة موسيقية لفنان مغمور بمعزوفات ورقصات ورائحة أنفاس لاهثة فى باحة كبيرة وسط بستان من الورد والزهور.
هكذا هى الرسالة تحمل كل هذه الأحاسيس والمشاعر، حينما تصلك لا تهملها!
ولا تقرأها بعجالة!
ولا مشغول، إنما تهذب فى حضورها، اضئ الشموع وأنير العناقيد، فقد حصلت على قلبي في الحروف، وعلى غيرة عقلي فى كلمات!
كلها أتت ليك وبين إيديك.. بين ملايين من القابعة هناك في سلة المهملات.

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى