الأخبارالسودان

إستراتيجيات الحوار مع الأطفال.. كيف تحصل على إجابة غير مقتضبة؟

إستراتيجيات الحوار مع الأطفال.. كيف تحصل على إجابة غير مقتضبة؟

 

فريدة احمد

 

مع عودة الأطفال من المدرسة، يسارع الآباء بالاطمئنان عليهم ويسألون بعفوية: “كيف كان يومك؟”، ليأتي الرد غالبًا مقتضبًا ومكررًا: “جيد”.
ورغم أن المشهد يبدو مألوفًا وبسيطا، فإنه يثير قلق المختصين الذين يرون فيه مؤشرًا على صعوبة الأطفال في التعبير عن أنفسهم وفتح حوار حقيقي مع والديهم.

ومع بداية عام دراسي جديد يقضي فيه الأبناء معظم أوقاتهم خارج المنزل، تزداد الحاجة إلى بناء لغة مشتركة بين الطفل ووالديه تقوم على المشاركة والتفاعل، بعيدًا عن الصمت والردود القصيرة. لكن يبقى السؤال: كيف يمكن تحقيق ذلك؟

تحد لا مفر منه

التحدث مع الطفل قد يبدو مهمة صعبة أحيانا، بل وأكثر تعقيدًا من أي حوار آخر. لكن الخبراء يجمعون على أن التواصل اليومي مع الأبناء أمر لا غنى عنه، سواء خلال الطريق من المدرسة، أو أثناء الجلوس على مائدة الطعام، أو حتى في لحظات مشاهدة التلفزيون. فحتى الأحاديث البسيطة يمكن أن تفتح مساحة مهمة للتفاعل وتترك أثرًا عميقًا في نفس الطفل.

ويشير موقع “ليرنينغ ليدرز” إلى أن المحادثة المستمرة مع الطفل تُعد وسيلة أساسية لدعمه في النمو واكتساب المهارات المختلفة. فهي تساعده على التعبير عن آرائه وأفكاره ومشاعره بحرية، كما تسهم في تنمية قدرته على حل المشكلات وبناء علاقات صحية مع الآخرين. هذا التواصل اليومي يعزز أيضًا من ثقته بنفسه واحترامه لذاته، ويمنحه وعيًا أكبر عند اتخاذ القرارات.

إضافة إلى ذلك، فإن الحوار المنتظم بين الطفل ووالديه يخلق جسرا من الثقة المتبادلة، ويقوي الروابط الأسرية، ليصبح الطفل أكثر انفتاحًا على مشاركة تفاصيل يومه وتجاربه، بدلًا من الانعزال أو الاكتفاء بإجابات مقتضبة. وهنا يبرز السؤال المهم: كيف يمكن للوالدين أن يفتحوا مساحة لحوار حقيقي مع أبنائهم؟

طفلك الذي يريد كل شيء
بعض الآباء يجهلون كيفية فتح حوار حقيقي وإجراء نقاش فعال مع الطفل (شترستوك)

كيف يمكنك إجراء محادثة مع طفلك؟

يجهل بعض الآباء كيفية فتح حوار حقيقي وإجراء نقاش فعال مع الطفل. وبدلا عن ذلك يلجأ بعض الآباء إلى محاضرات طويلة، سرعان ما يفقد معها الأطفال تركيزهم واهتمامهم.

 

وفي المواقف اليومية العادية، يجيد الآباء إعطاء التعليمات أو التحذيرات، لكن ما إن تتعلق الأمور بالعاطفة أو المشاعر، سواء كانت مشاعر الطفل أو مشاعر الأهل أنفسهم، حتى يصبح التواصل أكثر تعقيدا.

ويزداد الأمر صعوبة حين يحاول الأهل دفع أطفالهم للحديث، فلا يسمعون منهم سوى كلمات مقتضبة أو إجابات مختصرة.

شيلبي ويت، عميدة كلية التربية والتنمية البشرية، في جامعة داكوتا الشمالية، طرحت عددا من الإستراتيجيات، من خلال مقال على موقع “ذا كونفرزيشن”، يمكن للآباء استخدامها مع أطفالهم لإجراء محادثة فعالة وخلق حوار مفتوح، منها:

  • طرح أسئلة مفتوحة ومحددة مثل “ما هو الشيء الأكثر إثارة للاهتمام الذي فعلته اليوم؟”.
  • تجنب الأسئلة الروتينية مثل “كيف كان يومك؟”.
  • “التفاعل مع فضول الأطفال وعدم قمعه بقول “لأنني قلت كذا”.
  • خلق مساحة آمنة للحوار من خلال التفهم وإتاحة الفرصة كاملة له للتعبير عن نفسه.
  • مشاركة الطفل الفضول والتساؤل بصوت عال.
  • الاعتراف بعدم المعرفة أو الإلمام بكل شيء، مع عدم الاكتفاء بذلك بل التوضيح كيف يمكن إيجاد إجابات والبحث معا عنها.
  • ممارسة الاستماع الفعال، والابتعاد عن أي مشتتات أخرى مثل الهاتف والتحدث معه باهتمام والنظر في عينيه عند الحديث.
  • الانتباه إلى لغة الجسد عند التحدث مع الطفل وضرورة أن تكون منفتحة وغير عدوانية حتى لو كان الحديث صعبا.
  • التعاون خلال المحادثة وتبادل الآراء وتقديرها وتطويرها معا.
4-إن تزويد طفلك باهتمام فردي يشجع على إرسال رسالة مفادها أنه محل تقدير-(بيكسلز)
خبراء التربية: يجب إتاحة المساحة كاملة للطفل للتحدث بحرية قبل التدخل بالأسئلة (بيكسلز)

مهارات لتحسين جودة الحوار

ليس بالضرورة أن تكون المحادثات مع الطفل جادة أو مهمة دائما. أحيانا التحدث معه حول أشياء بسيطة أو لعبة يفضلها تكون ممتعة وتتيح له فرصة مشاركة اهتماماته والتعبير عن نفسه.

مؤسسة “تشايلد فوكس” المعنية بالصحة النفسية للأطفال، أوردت عددا من المهارات التي يمكن للآباء التحلي بها لتحسين جودة المحادثة مع الطفل، منها:

  • إبداء الاهتمام بما يحبه الطفل ويكرهه حتى يمكن إيجاد نقاط ملهمة للحديث.
  • إتاحة المساحة كاملة للطفل للتحدث بحرية قبل التدخل بالأسئلة، يسمح له ذلك بإخراج كل أفكاره وتطويرها.
  • طرح أسئلة محددة تبين مدى الاهتمام والتركيز لما يقوله الطفل.
  • الاعتراف بمشاعره ومنحه مساحة للتعبير عنها.
  • السماح له بتوجيه بعض الحوارات وأخذ زمام المبادرة في توجيه مسارها، يمنحه ذلك الشعور بأهميته وأهمية ما يقوله.
  • إظهار مدى الاهتمام بما يقوله من خلال التفاعل معه والتواصل البصري وإعادة ما قاله بشكل ملخص.
  • منح الطفل وقتا ومساحة شخصية لإدارة أموره بنفسه ثم العودة لاستكمال مناقشة الأمور الصعبة مع والديه إذا لم يجد لها حلا بمفرده.
  • التحدث بهدوء واحترام ووضوح.
  • محاولة رؤية الأشياء من وجهة نظر الطفل وشعوره بها.
  • استخدام كلمات واضحة وبسيطة يفهمها الطفل.
  • أن يكون الوالدان قدوة للطفل في إدارة المناقشة والتواصل الجيد، وأن يعتذرا عن الخطأ لو حصل حتى يتعلم الطفل القيم الجيدة من خلال الملاحظة والتقليد.
المصدر: الجزيرة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى