إدارة المخاطر ..فن الاستثمار دون مجازفة
معظمنا يقوم بإدارة المخاطر دون وعي خلال الأنشطة اليومية، لكن عندما يتعلق الأمر بالأسواق المالية وإدارة الأعمال فإن تقييم المخاطر يعد ممارسة مهمة.
وقد نصف إدارة المخاطر في الاقتصاد على أنها الإطار الذي يحدد كيفية تعامل الشركة أو المستثمر مع المخاطر المالية تلازم جميع أنواع الأعمال.
أما بالنسبة للمتداولين والمستثمرين فقد يشمل الإطار إدارة فئات الأصول المتعددة، مثل العملات الرقمية والفوركس والسلع والأسهم والمؤشرات والعقارات.
نشر موقع “تايكر تيب” (Tickertape) تقريرا كتبه كيفين لوند، يشرح فيه كيفية إدارة المخاطر في الاستثمار والتداول، ويصف الكاتب المخاطر بأنها الجزء غير الممتع الذي يجب أن يتعلمه المستثمر.
ويشرح المقال 3 ركائز أساسية، هي قوام عملية إدارة المخاطر، وتتمثل في التعرف على متغيرات إدارة المخاطر التي يمكن التحكم فيها، وتحديد مقدار إجمالي رأس المال الذي يريد المستثمر المخاطرة به، ومقدار ما يراد المخاطرة به في كل صفقة على حدة، والركيزة الثالثة تقليل آثار خسارة الصفقات بدل تعظيم الربح.
كما يقدم المقال نصائح مهمة لإدارة مخاطر المحافظ، ويؤكد أن الفشل في إدارة المخاطر هو الجانب الوحيد الأكثر أهمية في التداول، وهو أمر -كما يقول الكاتب- يتجاهله غالبا المستثمرون في المدى القصير. ويختتم بالقول إن توظيف تقنيات إدارة المخاطر على النحو المفصل في المقال يمكن أن يؤدي إلى ظروف تداول مختلفة أكثر أمانا وأفضل من عدم وجود إستراتيجيات مخاطر على الإطلاق.
ويستعرض التقرير متغيرات إدارة المخاطر التي يمكن للمستثمر التحكم فيها، ويؤكد أن إدارة مخاطر المراكز المالية لا يجب أن تكون أمرا صعبا، بل يجب أن تكون أمرا منطقيا للمستثمر بهدف التأكد من أن تداولا واحدا أو سلسلة من التداولات في شهر أو عام لا تحدث خسارة كبيرة لدرجة أنه لا يمكنك الاستمرار في التداول.
مخاطر محددة
القاعدة العامة تقول إنه يجب على المتداولين تحديد مقدار ما يرغبون في المخاطرة به. على سبيل المثال، هب أنك قررت ألا تخاطر بأكثر من 20% من رأس مالك التجاري، وهذا يترك لك 80% من رأس مالك الأساسي لمواصلة التداول في محاولة لتعويض أي خسائر.
ولكن كم يجب أن تخاطر به عند كل تداول؟ تلك نقطة أخرى يجب أن تفكر فيها. مثلا، قد تقرر عدم المخاطرة بأكثر من 5% من رأس مالك التجاري في أي صفقة، وهذا يعني أنه يمكنك القيام بـ4 صفقات، كل منها تخاطر فيها بنسبة 5% من رأس مالك، ويكون لديك أقصى خطر إجمالي قدره 20%.
بطبيعة الحال، فإن تحديد الحد الأقصى للخسارة لحسابك يفترض أنه يمكنك تحديد الحد الأقصى للخسارة في تداولك.
في بعض الأحيان، قد يكون تقليل آثار خسارة الصفقات بدل تعظيم المكاسب عملا ذكيا.
إذا كنت تستخدم مجموعة من المعايير لتحديد الصفقات التي تريد وضعها، سواء كانت تستند إلى الاحتمالات أو التقلبات السعرية أو التحليل الفني أو التحليل الأساسي، فإن كل عملية تداول لديها القدرة نفسها على كسب أو خسارة المال.
بشكل عام، يتفق معظم الناس في الأسواق المالية على أن وجود إستراتيجية مناسبة لإدارة المخاطر تسهم بشكل كبير في نجاحهم.
ويجب أن توفر إستراتيجية التداول القوية مجموعة واضحة من الإجراءات الممكنة؛ مما يعني أنه يمكن للمتداولين أن يكونوا أكثر استعدادًا للتعامل مع جميع أنواع المواقف التي قد يواجهونها.
موقع “إنفستوبيديا” (investopedia) نشر تقريرا يشمل أهم النصائح حول إدارة المخاطر التي يجب أن يدركها المستثمر خلال عمليات التداول في الأسواق المالية، من أهمها ما يلي:
نصائح مهمة لإدارة المخاطر
أثناء مراقبة مراكزك خلال يوم التداول، وكان لديك القدرة على الخروج أو التحوط من الخسارة جراء انقلاب المراكز ضدك، فإنه قد يكون من المنطقي زيادة النسبة المئوية لرأس المال التجاري للمخاطرة.
ويعتمد المبلغ الذي تريد زيادته على قدرتك على الخروج من التداول إذا سارت الأمور بشكل سيئ.
فبدلا من النظر إلى الخسارة القصوى للمركز، قد تفكر في الخسارة القصوى التي ترغب في اتخاذها عند تحديد عدد العقود التي تتداولها.
إذا كان لديك ما يكفي من الخبرة في تداول هذه السيناريوهات، وكنت متأكدا من أنك ستخرج من الصفقات عندما تضطر إلى ذلك، فيمكنك القيام بتجارة أكبر مما تشير إليه طريقة الخسارة القصوى؛ لأنك تراقب ما يفعله السهم خطوة بخطوة، فإذا وصل هذا المركز إلى خسارة حددت أنها أكثر من اللازم، في ظل ظروف السوق العادية، فيمكنك محاولة الخروج من المركز بأكمله أو بأجزاء منه.
مجددا، فإن إدارة المخاطر مهمة، والفشل فيها هو ربما الجانب الوحيد الأكثر أهمية في التداول الذي يتجاهله المستثمرون غالبا.
من الطبيعي أن تجد إن إدارة المخاطر ليست ممتعة بالضرورة، وبالتأكيد ليست هي أول شيء يقفز إلى الذهن عند التفكير في التداول. ولكن عندما تدرك لماذا تتداول (لكسب المال) فأنت بحاجة إلى التأكد من عدم إقصائك من اللعبة قبل أن تتعلم حتى كيف تلعب.
إن توظيف تقنيات إدارة المخاطر مثل تلك التي تم تفصيلها هنا يمكن أن يؤدي إلى ظروف سوق مختلفة؛ فهي أكثر أمانا من عدم وجود إستراتيجيات مخاطر على الإطلاق.