مقالات

إبراهيم شقلاوي يكتب: ..وجه الحقيقة.. شرك ام زيردو 

 إبراهيم شقلاوي يكتب: ..وجه الحقيقة.. شرك ام زيردو

 

 

المتابع لسير العمليات العسكرية منذ اندلاع الحرب في السودان في منتصف أبريل من العام الماضي جراء الإنقلاب الفاشل الذي حاولته قوات الدعم السريع المتمردة بتدبير إقليمي ودولي مسنود ببعض القوى

السياسية الداخلية، يرصد بوضوح طبيعة الخطة العسكرية في المرحلة الأولى التي قامت علي امتصاص الصدمة، و التي التزمها الجيش في الحرب باعتماده إستراتيجية الدفاع عن المقرات العسكرية ومباغتة العدو

في مكامنه لتحييد قدراته القتالية دون الاعتبار لحيازة الأرض، أو الانتشار الغير مدروس، مع التوظيف الجيد لسلاح الطيران و المسيرات والمدفعية في ضرب تمركزات العدو ومراكز الاتصال والسيطرة وتجفيف الإمدادات البشرية و اللوجستية ومنع استعواض

المقاتلين، هذه الاستراتيجية العبقرية التي اعتمدت على الاستنزاف قد أوصلت القوات المتمردة لمرحلة عسكريا توصف بمرحلة الإبادة العسكرية أو الإجتثاث العسكري وهي خليط من التكتيكات القتالية والإستراتيجيات المتبعة لدي الجيوش النظامية، بجانب سلسلة من

الهجمات المنظمة على مدى زمن طويل يعقبها هجوم شامل ينهار فيها العدو بشكل نهائي وتنهار قدرتة على المقاومة ولا يستطيع إعادة تنظيم قواتة عند مرحلة الهجوم الشامل، نجحت إستراتيجية الجيش السوداني

بصورة كبيرة بالرغم من إنها أهملت عامل الزمن بالنظر إلى اشواق المواطنين للحسم العسكري الذي يمكنهم من العودة إلى بيوتهم وإلى حياتهم الطبيعية بعد أن ضاقت بهم أرض الهجرة والنزوح ودخلوا في معاناة كبيرة

احدثت صعوبات بالغة في الحياة، هذا فضلا عن أن من لم يتمكن من الخروج من مناطق الاشتباك أصبح هدفا للتمرد عبر الانتهاكات الواسعة المباشرة أو عبر الدانات العشوائية المرسلة ليلا ونهارا تجاه الأحياءالسكنية

للمدنيين، لذلك حين تحرك الجيش فجر الخميس الماضي بصورة مباغتة كانت فرحة كبيرة للمواطنين حيث أعتمد على خطة مدروسة قامت على ثلاث أهداف اساسية أهمها عبور الجسور الرئيسية المؤدية الي قلب العاصمة الخرطوم، واستلام بعض المقار والبنايات الإستراتيجية،

واحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوف القوات المتمردة مستفيدا من عنصر المفاجأة، وربط المنطقة العسكرية كرري مع المنطقة العسكرية الكدرو، لإكمال ضلع المثلث الذي رأسه في المنطقة العسكرية المهندسين، كانت الخطة محكمة بدأت في توقيت واحد في كل

المحاور لإفشال أي فزع محتمل للتمرد ، استخدمت فيها القوات المكلفة بالمهمة كل الأسلحة المعاونة وأسلحة الميدان إلى جانب سلاح الطيران والمدفعية الحديثة الموجهة، كذلك لأول مره يحدث إنزال خلف خطوط العدو لتأمين عبور القوات الجسور المستهدفة.. كانت

عملية( شرك ام زيردو) من العمليات المعقدة التي لايعرف تفاصيلها إلا عدد قليل من القيادات العسكرية، حيث أعتمد الجيش السرية التامة في الاعداد لها وفي تكتيكاتها الحربية، وهي كما علمنا عملية تتضمن مراحل الإبادة العسكرية عبر الهجوم الشامل بإستخدام هجمات برية وجوية وبحرية مع تدمير كامل للتشكيلات

العسكرية للعدو ومواقع القيادة والسيطرة مع إضعاف تام للأمدادات وقطعها عبر تدمير المخازن مع منع انسحابه ، لمنع إعادة تشكيل القوات وتدميرها تدمير كامل وهو ما أكد عليه القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبر

إشارة التطويق والهجوم المباشر المعروفة بشرك (أم زريدو)، وهي مرحلة إبادة العدو التي وصل إليها الجيش السوداني بفضل الله وبفضل التخطيط والتنظيم وحشد الموارد لتحقيق إنتصارا حاسما على القوات المتمردة ، بعض القوات عبرت ليلا عبر النهر لبعض النقاط التأمينية

المتفق عليها بالإضافة إلى عبور أخرى مشاة في حذر كبير للمحافظة على عنصر المفاجأة ، بدأ الاشتباك فجر الخميس استمر حوالي 10 ساعات عند ظهر اليوم كان إن تم رفع تمام العملية التي كانت نظيفة بكل المقاييس وأقل من التوقعات في الخسائر المادية أو البشرية ،

العملية من العمليات الناجحة والتي سيحكيها تاريخ حرب الكرامة ، اللافت أن الجيش حرص على إبعاد المواطنيين من دائرة الخطر من خلال أشغال العدو باتجاهات اشتباك غير مؤثرة على مناطق تواجد الكثافة السكانية.. إلا أن اشواق المواطنيين لانتصار واسناد القوات المسلحة

خرجوا في بعض المناطق القريبة من الاشتباك بصورة عفوية مفاجأة للالتحام مع الجيش.. حيث كان لخروجهم أثرا معنويا كبيرا على مستوى كافة الولايات السودانية الآمنة ، جميعها خرجت في احتفالات عفوية بهذا النصر الذي حققه الجيش بعبوره إلى قلب الخرطوم وتحقيقه

لأهداف العملية كما خطط لها كذلك خرج السودانيون في بعض الدول الأخرى مصر ، عمان ، قطر ، السعودية، احتفاء بالجيش حيث عد ذلك تطورا ملحوظا وموشرا إيجابياً ، يؤكد على مدى كفاءة الجيش القتالية و الإسناد الشعبي الجماهيري للجيش، كانت تلك مجريات العمليات

العسكرية فجر الخميس، عليه يظل وجه الحقيقة في أهمية الاستطفاف الوطني وفق معايير الإنتماء الحقيقي لهذا البلد الذي يتم التأكيد من خلاله على أهمية وحدة النسيج الإجتماعي و القومي ونصرة القوات المسلحة

السودانية باعتبارها أهم ممسكات الوحدة الوطنية لتحقيق انتصارا كاسحا ملزما للتمرد بالذهاب إلى تنفيذ إتفاق جدة للترتيبات الأمنية والإنسانية الموقع في 11 مايو من العام الماضي لأجل حقن دماء السودانيين وإستعادة الأمن والسلام.

-حاشية:- (ام زريدو) فخ يصنعه الصبية في الريف السوداني للصيد يصنع من زيل الحصان مع أعواد الأشجار ذات الرأس المدبب يضعون عليه طعم من

الحبوب لاصطيادالطيور ،فكرته أنه يضيق تدريجيا كلما تكاثفت عليه الطيور الي أن يحتويها جميعا .
والشرك أنواع حسب البيئة الريفية، منهاكذلك ام هرتك هرتك، و النبال، و القلوبية، والفرنيب، والكجامة.،أنت وحظك اي الشراك تختار و في أي الشراك تقع. لله تدبير وللبشر فنون و تكتيكات .

دمتم بخير وعافية.
السبت 5 أكتوبر 2024 م Shglawi55@gmail.com

_*Face of the Truth*_
*Ibrahim Shaglawi*

*Sharak Um Zirdou*

Anyone following the course of military operations since the outbreak of the war in Sudan in mid-April of last year, resulting from the failed coup attempt orchestrated by the rebel Rapid Support Forces, backed by regional and international powers along with some internal political forces, can

clearly observe the nature of the military plan in its first phase. The army adhered to a shock absorption strategy, focusing on defending military headquarters and surprising the enemy in their strongholds to neutralize their combat capabilities, without prioritizing territorial gains or unplanned

deployments. This strategy relied heavily on airstrikes, drones, and artillery to target enemy positions, communication centers, and supply routes, cutting off reinforcements and logistical support while preventing enemy fighters from regrouping.

This brilliant strategy led the rebel forces into a stage described militarily as “military annihilation” or “complete eradication,” a mix of combat tactics and strategies employed

by regular armies. This includes a series of organized attacks over time, followed by a comprehensive assault that causes the enemy’s final collapse, rendering them unable to regroup or resist during the final attack phase. The Sudanese army’s strategy

succeeded significantly, although it overlooked the time factor, given the public’s desire for a swift military resolution that would allow them to return home and resume their normal lives after enduring immense hardships caused by displacement and migration.

Those unable to escape conflict zones became direct targets for the rebels, either through wide-scale violations or random shelling of civilian residential areas, day and night. Therefore, when the army launched a

surprise attack last Thursday morning, it brought immense joy to the citizens. The plan was well-calculated, focusing on three main objectives: crossing the main bridges

leading to the heart of Khartoum, capturing key strategic buildings, and inflicting maximum losses on the rebel forces, leveraging the element of surprise. The

army also sought to connect the Karari military zone with the Kadro military zone, completing a triangle with the Engineers’ military area at its apex.

The plan was executed meticulously, with simultaneous operations across all fronts to prevent the rebels from regrouping. The task force used all available weapons, including field artillery, air support, and modern

guided artillery, while conducting airborne landings behind enemy lines to secure bridge crossings. Operation “Sharak Um Zirdou” was one of the most complex operations, known only to a few military

leaders. The army maintained strict secrecy in planning and executing its tactics. It was part of a broader military annihilation strategy involving comprehensive assaults through land, air, and sea, with the complete destruction of enemy formations and

command centers, cutting off supplies by destroying warehouses, and preventing the enemy from retreating or regrouping.

This was emphasized by the Sudanese Armed Forces’ general commander through the “Um Zirdou Trap” signal, a direct encirclement and assault strategy aimed at total enemy annihilation. Thanks to Allah

and strategic planning, the Sudanese army reached this phase, achieving a decisive victory over the rebel forces. Some troops crossed the river at night to agreed-upon secure points, while others carefully

advanced on foot to maintain the element of surprise. The clash began at dawn on Thursday and lasted for about 10 hours. By noon, the operation was completed

successfully, with minimal material and human losses, making it one of the most successful operations that will be remembered in the history of the Honor War.

Notably, the army took care to minimize civilian exposure to danger by diverting the rebels’ attention to less populated combat zones. However, citizens’ enthusiasm for victory and their support for the armed

forces led some to spontaneously gather near conflict areas to cheer on the army, a move that significantly boosted morale across the safe states of Sudan. Celebrations erupted spontaneously in various regions as the army crossed into central Khartoum and achieved its

operational objectives as planned. Sudanese people in countries such as Egypt, Oman, Qatar, and Saudi Arabia also celebrated the army’s success, marking a significant development and a positive indication of the army’s combat capabilities and widespread popular support.

These were the military operations that unfolded on Thursday morning. Thus, the face of truth lies in the importance of national unity based on true belonging to this country, emphasizing the significance

of social and national cohesion and support for the Sudanese Armed Forces as the key pillar of national unity. This overwhelming victory forces the rebels to implement the Jeddah Agreement on security and

humanitarian arrangements, signed on May 11 of last year, to preserve the blood of Sudanese people and restore peace and security.

– **Footnote:** “Um Zirdou” is a trap made by children in rural Sudan for hunting. It is crafted from a horse’s tail and sharpened sticks, with grains placed as bait to lure birds. The trap gradually tightens as more

birds gather until it catches them all. There are several types of traps depending on the rural environment, such as “Um Hurtak Hurtak,” “Al-Nibal,” and “Al-Qulubiya.” It’s a matter of luck which trap you fall into. Divine planning and military arts prevail.
Stay well and healthy.

Saturday, October 5, 2024
Shglawi55@gmail.com

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى