مقالات

أيمن لطيف يكتب: .. بالقلم الاسمر..كل عام ونحنُ الى الله أقرب

د.أيمن لطيف يكتب: .. بالقلم الاسمر..كل عام ونحنُ الى الله أقرب

 

 

 

ونحن في مطلع عامٍ جديد لا أملك سوى أن أسأل الله أن يكون ما هو آت خيرٌ من ما مضى؛ وليس لي- أو لأي “مسلم” أكثر من ذلك؛ فلا تهنئة ولا “أحتفاء” برأس سنة أو ذيلها؛ ولا تقليدٌ أعمى ولاشموع تُضاء ولا أنوارٌ تُطفأ ولا زينةٌ تُعلَّق ..

هذا ماسمعته فعلمته و وعيته من مشايخ وعلماء وأئمة المسلمين (على المذاهب الأربعة)؛ وبما أنني لست فقيهاً بالدين؛ ولا أعلم من العلوم الشرعية أكثر مما يجعلني مدركاً للحلال والحرام- و الكثير من “الشُبُهات” فلن أخوض في هذا المضمار كثيراً وسأكتفي فقط بماجاء في

سنة نبينا الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ؛ فعن أنس – رضي الله عنه – قال: ( قدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما: يوم الفطر والأضحى ) رواه أبو داؤود .

■وإن تحدثنا بلغة العقل- وديننا “السمح” هو أساس بناء العقل السليم والتفكير السوي-

فلنا أن نقول بأن السنوات مجرد أرقام تتقلَّب وتُطوى مثل صفحات الكُتب، ولكل كتاب بداية ونهاية، ولأن (العمر) بمعناه الحسابي المحض هو شيء؛ والحياة بمعناها

الحرفي “شيءٌ آخر” فإن من الحكمة الا نشتهي المزيد من العُمر بقدر مانسأل الله المزيد من “البركة في الحياة”، ومن يعي هذا المعنى- فهو السعيد صاحب العمر المديد “و إن قصُرت أيامه”..

■و إن كان من يحتفي- لا محالة فاعلاً- فليحفل بما حقق في مامضى من عمره وليحتفي بما أنجزه في أمور دينه ودنياه؛ فإن لم يكن للمرء بصمة إنجاز أو لسمةٌ من نجاح طوال عامٍ مر؛ فبِم يحتفي ، ولماذا يحتفل؟

■وهنا فإنني أجدُ من البدهيات أن أقول بأن تغيُّر الرقم من [٢٤] الى [٢٥] لن يغير في أي إنسان شيء مالم يُغير هذا “الإنسان” مابنفسه؛ وهذا تصديقاً لقول الحق عز وجل:
*{إنّ الله لايُغيِّرُ مابقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم…..}*

■فليكن شعارنا في بداية أي عام جديد هو “التقييم” وليكن إحتفالنا بعد “التقويم”، فالتقييم لما كان يقودنا لتقويم ماهو آت، لننظر ماذا قدمنا وماذا فعلنا في إثني عشر شهراً مضت من أعمارنا، وليدرك أحدنا أنما هو “أيام” فإن مضى يومه مضى بعضُه، وليعلم من يتمادى في

أخطاء العام الماضي ولايعتزم تصويبها في عامه القادم بأنه لاجديد في عمره سوى “رقم” مضى و “أرقام” آتية ستمضي لامحالة ليجد نفسه قد أفنى سنون عمره في إحتفاءات متتالية بالفشل المتراكم؛ وأنه قد أحرق أيامه بفرحٍ خادع لم يكن فيه مايضيء المستقبل سوى “شموع” سالت دموعها في ليلة “رأس السنة” ثم أنطفأت سريعاً كما تنطفيء سنوات العمر- وإن طالت؛؛

■لذا- فالواجب على العاقل منا أن يعلم بأن العُمر أنفاسٌ لاتعود؛ لنغتنم شبابنا قبل هرمنا وصحتنا قبل مرضنا؛ وقبل أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا؛ فلنعمل لآخرتنا كأننا نموتُ غدا؛ فمن نظر لأخراه أصلح أولاه ، ومن علِم

بأن مامضى من عمر لن يعود- سعى لعمار ماهو آت بالجِد والعمل لا بالتكاسل وطول الأمل؛ ومن أدرك حقيقة الدنيا لم يحتفي بما أنتقص من عمره لأنه يعلم بأن رحلة الحياة قصيرة وإن طالت ؛ وأن السعيد حقاً هو من عرف فوعى؛ ثم قام وسعى- ليكون إحتفاءه بحياة كريمة بعيداً عن صخب التقليد وضوضاء الترهات ومزالق الشُبُهات..

وكل عام ونحن الى الله أقرب..

●*نهاية المداد:*
■كان حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يحتفي ب”رجب” وينتظر “شعبان” ويسأل الله أن يبلِّغه “رمضان”؛ أما نحن فأفراحنا معلقة برأس “يناير” وحبنا مبذولٌ لقلب “فبراير” – و “مارسنا” كوارث؛ لذا فإن أيامنا تمضي بلاحساب للنفس ولاعقاب للذات ولا عمل لما هو آت..

#اللَّهُم أرحم من كان معنى في أعوام مضت؛ فمضى الى تحت الثرى؛ ولم يعد له أثرٌ يُرى..
اللَّهُم – وأمدُد لنا في أعمارنا فيما يرضيك و أجعل خير أيامنا يوم نلقاك..

و…
نلتقي إن كان “بالقلمِ” بقية#
*Dr.Ayman.A.latif*
1.1.2025

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى