الأخبارمنوعات

أنواع السلاحف والتماسيح الأكثر تميزا تتعرض للانقراض

أنواع السلاحف والتماسيح الأكثر تميزا تتعرض للانقراض

تختلف الحيوانات فيما بينها في طريقة تكيفها مع محيطها، حتى بين أبناء النوع الواحد، فيطور بعضها إستراتيجيات مختلفة للبقاء، تتمثل في كيفية تقسيم الكائن الحي لموارده وطاقته بين بقائه وتكاثره ونموه، إلا أنه يبدو أن خطر الانقراض يهدد الأنواع الأكثر تميزا منها أكثر من غيرها من الأنواع.

الأسباب وراء الانقراض

وكشف بحث جديد بقيادة جامعة أكسفورد (University of Oxford) أن أكثر أنواع السلاحف والتماسيح المهددة بالانقراض هي الأنواع الفريدة من نوعها، والتي يمكن أن يكون لفقدانها تأثيرات واسعة النطاق على النظم البيئية التي يعيشون فيها، حيث يقومون بتنفيذ عمليات حيوية مهمة للعديد من الأنواع الأخرى.

ونشر موقع “يوريك أليرت” (EurekAlert) بيانا صحفيا أن السلاحف والتماسيح هما من أكثر مجموعات الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم، بما يقرب من النصف وفق الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (International Union for Conservation of Nature IUCN) ومن ثم هناك حاجة ماسة لأن نتعرف بشكل أفضل على هذه الأنواع من الحيوانات، والأسباب وراء انقراضها بهدف تعزيز جهود هيئات الحفظ لإنقاذها.

Spur-thighed Tortoise (Testudo graeca) in the foothills, Caucasus, Republic of Dagestan
ذات الفخذين (Testudo graeca) من بين أنواع السلاحف المهددة بالانقراض (شترستوك)

كما نُشرت نتائج بحث بدورية “نيتشر كوميونيكيشنز” (Nature Communications) تناول دراسة أكبر المخاطر التي تتعرض لها المجموعات البرية من السلاحف والتماسيح، وأظهرت أن أكثر أنواع السلاحف والتماسيح المهددة بالانقراض هي تلك التي طورت إستراتيجيات حياة فريدة، واستخدم الباحثون نماذج لمحاكاة حالات الانقراض نتيجة للتهديدات التي يسببها الإنسان، وتقييم التأثيرات التي يمكن رؤيتها للأنواع ذات إستراتيجيات الحياة المختلفة.

ويقول البروفيسور روب سالغيرو غوميز من قسم علم الأحياء بجامعة أكسفورد، وهو كبير الباحثين بهذه الدراسة في البيان الصحفي “النتيجة الرئيسية أن التهديدات لا تؤثر على جميع الأنواع بالتساوي”.

نتائج بيئية مهمة

وتتلخص أهم نتائج البحث فيما يلي:

  • إذا انقرضت جميع أنواع السلاحف والسلاحف البرية والتماسيح التي تم تقييمها حاليا على أنها مهددة بالانقراض -وفقا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة- فسيتم فقد 13% من إستراتيجيات الحياة الفريدة.
  • فقدان الموائل هو التهديد الرئيسي لجميع أنواع السلاحف والسلاحف البرية والتماسيح في جميع أنحاء العالم، فعند المقارنة بأي تهديد آخر كان لفقد الموائل القدرة على التسبب في مضاعفة فقدان التنوع الوظيفي (نطاق الأشياء التي تقوم بها الكائنات الحية بالنظم البيئية). وكان تغير المناخ والاتجار أيضا من التهديدات الرئيسية التي تؤثر على جميع الأنواع.
  • تأثرت الأنواع التي طورت إستراتيجيات حياة فريدة، بشكل خاص، بالاستهلاك المحلي غير المستدام والأمراض والتلوث.
تعددت التهديدات بين فقدان للموائل والاستهلاك المحلي والتجارة العالمية والتغير المناخي والتلوث والأمراض (نيتشر)
التهديدات تعددت بين فقدان الموائل والاستهلاك المحلي والتجارة العالمية والتغير المناخي والتلوث والأمراض (نيتشر)

وكانت الأنواع التي لها تاريخ حياة “بطيء” (تتميز بنضج متأخر وأعداد منخفضة من النسل) معرضة بشكل خاص للتهديدات من الأنواع الغازية والأمراض، على سبيل المثال، في سومطرة، وهناك تهديد كبير لتمساح “غاريال المزيف” (False Gharial /Tomistoma schlegelii) يتمثل في افتراس بيضها من قبل الخنزير البري الذي تم إدخاله لبيئتها.

وقد ارتبطت التهديدات من التلوث بشكل خاص بالأنواع ذات الإنتاج التناسلي العالي، مثل سلاحف المياه العذبة وتماسيح المياه المالحة. مثلا، تعتبر السلحفاة ذات الثلاثة خطوط (Batagur dhongoka) شديدة التأثر بالمشاريع الهيدرولوجية الكبرى وتأثيراتها على ديناميكيات تدفق النهر وشواطئ التعشيش وتلوث المياه.

وكان الاستهلاك المحلي يمثل تهديدا خاصا للأنواع ذات الإنتاج التناسلي العالي والأطول عمرا. على سبيل المثال، تُقتل السلحفاة الآسيوية العملاقة طويلة العمر (Manouria emys) وتذبح على الفور للحصول على لحومها عندما يصادفها الصيادون المحليون، ويتم جمعها للتصدير بهدف الاستهلاك شرق آسيا.

النتائج مقلقة

أكثر ما يثير القلق بهذه النتائج أن هذه الأنواع الفريدة من السلاحف والسلاحف البرية والتماسيح تقوم بوظائف مهمة بالنظم البيئية، فيمثل بعضها ناقلات فعالة للبذور، والبعض الآخر يكوّن موائل لأنواع أخرى عن طريق صنع الجحور، والبعض الآخر حيوانات مفترسة تساعد في الحفاظ على التوازن في النظام البيئي.

وبعد أن قامت هذه الأنواع بهذه الوظائف لملايين السنين، فإن هذه الوظائف مرتبطة ارتباطا وثيقا بإستراتيجيات الحياة الفريدة والمتنوعة التي طورتها هذه الأنواع، والتي تتمتع أيضا بشخصية جذابة للغاية، مثل “السلحفاة اليونانية” وموطنها حوض البحر المتوسط شمال أفريقيا وشرق أوروبا.

ويقول المؤلف الرئيسي الدكتور روبرتو رودريغيز من قسم علم الأحياء بجامعة أكسفورد “التهديد الرئيسي لبقاء هذه المجموعات من الزواحف هو فقدان الموائل وتبددها، وهو شائع لدى أنواع تعيش في نصف الكرة الشمالي. ويعتبر اختفاء الأراضي الرطبة، زيادة التحضر، تطوير الزراعة المكثفة، التي لها بالفعل آثار ملموسة، من المرجح أن تستمر في التأثير سلبا على هذه الأنواع وقدرتها على الاستمرار في المدى المتوسط إلى المدى الطويل”.

*****داخلييه**** {{Multilingual description|en=« ''Emys dhongoka'' » = ''Batagur dhongoka'' (Three-striped roofed turtle) |fr=« ''Emys dhongoka'' » = ''[[:fr:Batagur dhongoka|Bata... credit : Thomas Hardwicke life plus 100 years or fewer.
السلحفاة ذات الثلاثة خطوط من بين الأنواع التي ارتبطت بها تهديدات التلوث (توماس هاردويك)

تهديدات تشمل جميع الأنواع

من جانب آخر، كان لأنواع أخرى من التهديدات تأثير عام وغير مخصص، وتشرح الدكتورة مولي غريس من قسم علم الأحياء بجامعة أكسفورد وهي المؤلفة المشاركة “في حين أن الاستخدام المستمر وتجارة الحياة البرية يمكن أن يفيد أحيانا في الحفاظ على الأنواع، فإن التجارة غير المستدامة للحيوانات الحية أو أجزائها تهدد هذه الزواحف في جميع أنحاء العالم، بصرف النظر عن إستراتيجيات الحياة التي طورتها. فيعتبر اصطياد السلاحف والاتجار بها شائعا لإبقائها في الأسر، كما أن جلد التمساح له أهمية تجارية كبيرة -مثلا- رغم وجود قيود على التجارة، لا يزال تمساح موغر (Crocodylus palustris) في باكستان يُطارد بشكل غير قانوني من أجل جلده”.

وتسلط نتائج هذه الدراسة الضوء على الحاجة الملحة لخطط إدارة حماية فعالة تحمي الأنواع، بشكل عام، والتي طورت إستراتيجيات حياة فريدة بشكل خاص، وقد يكون دمج التنوع الوظيفي في سياسات الحفظ لهذه المجموعات المعرضة بشدة للانقراض نهجا واعدا للمساعدة في ترتيب أولويات جهود الحفظ بمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية.

ويعود الدكتور غوميز فيقول “يمكن أن تتضمن القوائم الحمراء للأنواع المهددة التي وضعها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية معلومات تتعلق بالتفرد الوظيفي لمساعدة المديرين على اتخاذ القرارات المحلية التي من شأنها التأثير على الحفظ العالمي بكفاءة أكبر”.

المصدر : مواقع إلكترونية + يوريك ألرت

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى