مقالات

أمل ابو القاسم تكتب:..بينما يمضي الوقت..عاجل في بريد الممتحنين وأسرهم.. 

أمل ابو القاسم تكتب:..بينما يمضي الوقت..عاجل في بريد الممتحنين وأسرهم..

 

 

اليوم يجلس أبناءنا السودانيين لامتحان الشهادة الثانوية بالداخل والخارج بعد أكثر من سبعة عشر شهر بددتها الحرب التي ما زالت تشتعل هنا وهناك، وكان من المأمول أن تنتهى في بدايتها وهو كذلك لولا تغذيتها بمزيد من صب الزيت من أيادي كثر تأبى الا وأن يظل الحريق مشتعلا طالما أنها لم تحصد منالها بعد.

المهم وعندما استطال أمد الحرب قررت الحكومة كسر طوق القيود وانخرطت في عمل دؤوب تتحدى به الظروف وتقهرها كيما ينعم أبناءنا الذين استبد بهم القلق وسني دراستهم تتراكم سيما الشهادة الثانوية. ثم وبعزيمة الجميع ها هي الجهود تؤتى أكلها وابناءنا وأسرهم اليوم يتخلصون من هم جثم على صدورهم زمنا.

صحيح ان الامتحانات ستمضى وقد تخلف عنها عشرات الآلاف بفعل الحرب والمليشيا التي وبعدما اعدت العدة لطلاب العديد من المناطق أبت الا وأن تحرمهم ضمن سلسلة انتهاكاتها وهي تفرغ حقدا صديدا على المواطن وإذلاله بشتى الطرق. ولهؤلاء نقول هونوا عليكم فمثلما انتظرتكم كل تلكم الشهور فلا ضير من انتظار بضعة أشهر لتلحقوا برفاقكم دفعة 2024م وهذه فرصة لتكريس الإطلاع والاستذكار وتذكروا أن لكل أجل كتاب.

من الطبيعي أن يصاحب الإعداد للامتحانات بعض الهنات فما بالكم بفترة الحرب هذي وتغيير أحوال واماكن الطلاب تصعب الأمر وتحدث ربكة، وفي الوقت الذي يحصل الطالب على أكثر من رقم جلوس بفعل تحركه وتسجيله في عدد من المدن والخارج كما حدث في مصر، في الوقت نفسه سقطت بعض الأرقام. لكن الشاهد أن كل هذا وذاك تمت معالجته التي تستمر حتى قبيل الجلوس للإمتحان بساعات وليس هناك ما يدعو للقلق.

وبحسب ما ذكرت سفارة السودان بالقاهرة خلال مؤتمر صحفي بمقرها بخصوص امتحان الشهادة السودانية فإن عدد المراكز الخارجية سبعة عشر مركز بواقع 46 الف ممتحن بينهم 28 الف في مصر وحدها تم توزيعهم على سبعة محافظات جغرافيا.

هذه فرصة لتقديم الشكر للدول المضيفة والتي بذلت فيها السفارات السودانية جهدا مقدرا بتسهيل من حكومات تلك الدول مراعاة للظرف الاستثنائي الذي يمر به السودان. وحيث ان لهذه الدول نظم وقوانين فعلينا كجالية تتلقى ضيافة أن نحسن رد ذلك بالانضباط وامتثال القوانين.

وفي مصر حسبما نوه سفير السودان بالقاهرة الفريق ركن م. “عماد عدوى” فإن الطلاب المصريين الذين اتخذت من مدارسهم مراكز يخضعون لاختبارات، مضافا إلى ذلك وهو الأهم أن السلطات المصرية اشترطت عدم الزحام واحداث ضوضاء وغير ذلك. لذا فإن ثمة موجهات اطلقتها السفارة على رأسها عدم التكدس سيما عقب نهاية الجلسات فعلى الطلاب التوجه مباشرة نحو سكنهم، كذلك ليس هناك ضرورة لتواجد الأسر مع أبنائهم بخلاف اليوم الأول أن احتاج الأمر، لجهة أنهم في سن مناسبة وراشدين ليسوا كطلاب الأساس والمتوسط، فضلا عن دواعي أمنية سيما أن كان بينهم من دخل بطرق غير شرعية. كذلك ليتهم يتحلون بالمسؤولية وعكس صورة طيبة للطالب السوداني حتى يتسنى لمن بعدهم الجلوس مجددا للامتحان وأن لا يتسببوا في حرمان خلفهم بأي من الصور وهذه مسؤولية مدارسهم وأسرهم.

كما هو معلوم أن هذه الامتحانات قامت رغم انف المدعين وحلفاء المليشيا وقد حاواوا تعطيلها بدعاوي شتى ولما فشلوا نزعوا لنسج الشائعات وتحريض الأسر فعلينا جميعا تفويت الفرصة على هؤلاء بعدم الالتفات لما يقولون فمصلحة ابناءكم هي العليا فلا تساعدوا في التشويش عليهم.

تنطلق الامتحانات اليوم وقد اعدت لها العدة على كافة الصعد وعلى رأسها الأمنى والذي وضعت له خطة متكاملة وها هي الجهات الأمنية نفسها بشرت بترحيلكم. إذن فأنتم في أيدى أمينة وحتى يكتمل التأمين فعلى الأسر ومرتادى الميديا وغيرهم عدم الخوض أو نشر كل ما من شأنه الإضرار بأمن أبناءنا حتى ولو بحسن نية التزموا الصمت إلا ما يعزز الطمأنينة ويشيعها في نفوسهم.

امنياتنا لكل أبناءنا الممتحنين بالتوفيق والسداد، وللذين تخلفوا أن لا يبتئسوا وينتهزوا الفرصة لمزيد من التجويد وربما كتب الله لهم أن يمتحنوا قريبا وهم بمنازلهم آمنين

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى