
أكد رفضهم القاطع لأي محاولة لتقسيم ..تصريحات عبد العاطي.. دعم الشرعية في السودان
رؤية مصر تقوم على بناء “سودان ديمقراطي موحد معاصر” لا يستثني أحداً..
عبد العاطي أكد دعم مؤسسات الدولة الشرعية وعدم القبول بتقسيم السودان..
الموقف المصري متقدم ومسؤول ويعكس عمق الروابط التاريخية
تقرير: محمد جمال قندول
أرض الكنانة ظلت من الدول التي قدمت مواقف واضحة وقوية إزاء أزمة البلاد، كان لها الأثر الأكبر في التخفيف عن السودانيين، حيث استضافت أعدادًا كبيرة داخل أراضيها قصدوها ملاذًا آمنًا لهم من ويلات الحرب.
وظلّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجدد باستمرار توجهم صوب ما يجري بالبلاد رافضين أي تدخلات أجنبية مع التأكيد التام على أن تكون الحلول سودانية خالصة.
اجتماع وزاري
الموقف المصري ظل يتجدد كلما خرج مسؤول مصري للحديث عن السودان وآخرهم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي قدم إفاداتٍ مهمة في حوار صحفي مع رئيس تحرير صحيفة الشروق ذكر أن رؤية مصر تقوم على ضرورة بناء “سودان ديمقراطي، موحد، معاصر”، لا يستثني أحداً من مكوناته، سواءً من القوى السياسية أو المدنية أو المسلحة يخلو من التدخلات الخارجية، يحكمه أبناؤه فقط.
عبد العاطي أكد رفضهم لأي رهان على الحسم بالقوة، وأكد أن مصر تقف مع الدولة السودانية ومؤسساتها الشرعية، ولن تسمح أو تقبل بتقسيم السودان.
وكشف وزير الخارجية المصري عن اجتماع وزاري مهم يعقد قريبًا حول السودان، مشيرًا إلى القاهرة انطلاقًا من خبراتها الطويلة، تؤمن بأن “لا حلول عسكرية للأزمات في المنطقة.
ودعا عبد العاطي الفرقاء السودانيين إلى الحوار والتوافق على مستقبل موحد للدولة السودانية وذلك بعيدا عن أي تدخل أجنبي، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد للأزمة السودانية في إطلاق عملية سياسية شاملة لا تُقصي أحداً.
الموقف المتقدم
وأشاد المحلل السياسي الدكتور علي فضل الله بالموقف المصري الذي عبّر عنه وزير الخارجية بدر عبد العاطي، واصفًا إياه بـ”الموقف المتقدم والمسؤول الذي يعكس عمق الروابط التاريخية والمصيرية بين الشعبين السوداني والمصري”، مشيرًا إلى أن تصريحات الوزير عبد العاطي تعكس إدراكاً واضحاً لحقيقة الأزمة السودانية وطبيعتها المعقدة.
وأضاف فضل الله بحسب”الكرامة”، أن رفض القاهرة القاطع لأي محاولة لتقسيم السودان، وتأكيدها على ضرورة حل سياسي شامل، يمثلان رسالة قوية ضد المخططات الدولية والإقليمية التي تسعى لإضعاف الدولة السودانية وتمزيق نسيجها الوطني.
وتابع فضل الله أن دعم مصر لمؤسسات الدولة الشرعية في السودان، وموقفها الرافض للحلول العسكرية، يتناغم مع تطلعات غالبية السودانيين الذين أنهكتهم الحرب ويتوقون إلى دولة موحدة ذات سيادة.
وأوضح دكتور فضل الله أن الدور المصري النشط، سواء عبر مؤتمرات الحوار أو الحراك الدبلوماسي الإقليمي والدولي، يعزز فرص الحل السوداني الخالص، ويحاصر التدخلات الأجنبية والمشاريع الهدامة التي تسعى لاستنساخ السيناريوهات الليبية أو السورية في السودان، وختم بالقول: “هذا الموقف المصري الثابت يجب أن يجد صدىً لدى كافة القوى الوطنية السودانية، كونه ينطلق من الحرص لا الوصاية، ومن الشراكة لا التدخل.
المصدر: صحيفة الكرامة