أفلام عائلية لمساعدة الأطفال على تقبل انفصال ذويهم
أفلام عائلية لمساعدة الأطفال على تقبل انفصال ذويهم
ريتا فؤاد
في السنوات الأخيرة خرج الطلاق من حيز الظاهرة المنتشرة وصار أقرب إلى حقيقة مأساوية لا يمكن التغاضي عنها؛ وخاصة بعد أن اقتربت نسبته من معدل الـ50% من إجمالي الزيجات في بعض الدول العربية.
ولما كان الأطفال أحد ضحايا فشل علاقات آبائهم؛ بات من الضروري إيجاد طريقة مناسبة لطرح فكرة انفصال الوالدين على الأبناء بشكل مبسط، ومنظور صحي لا يخلو من العاطفة.
ولأن الأفلام طالما أثبتت قدرتها على مساعدة المتلقي للسماح لنفسه بالتعبير عن مشاعره بصدق؛ كان من الطبيعي أن تكون الدراما إحدى أفضل الطرق لتمرير الحقيقة سواء للأطفال أو المراهقين.
وهذه قائمة بالأفلام التي ننصحكم بمشاهدتها برفقة أولادكم إذا كنتم على وشك المرور بتجربة الانفصال عن الطرف الآخر.
“الحضانة” مأساة يدفع ثمنها الأبناء
“السيدة داوتفاير” (Mrs. Doubtfire) إحدى روائع الراحل روبين ويليامز التي قدمها بالتسعينيات، وبالرغم من أنه عمل كوميدي فإن ذلك لا ينفي مناقشته لقضية جادة تتعلق بالألم النفسي الذي يستشعره الأبناء عند اضطرارهم للعيش مع طرف واحد فقط دون الآخر وافتقادهم إياه.
فحبكة العمل تتمحور حول زوجين و3 أبناء، يعيشون حياة تبدو مستقرة، وفجأة تُعلن الزوجة رغبتها بالانفصال وعدم قدرتها على الاستمرار مع زوجها المختلف عنها بكل شيء، ومع أن الأب يرفض ذلك؛ فإن الطلاق يقع بالنهاية وتؤول حضانة الأبناء للأم.
ولما كان الأب مرتبطا بشدة بأطفاله وبالتزامن مع معرفته نية طليقته للبحث عن مديرة منزل تمكث مع الأولاد خلال غيابها بالعمل؛ يقرر هو استغلال موهبته بالتنكر وتغيير الأصوات متظاهرا بكونه المربية لقضاء أطول وقت ممكن مع أبنائه حتى ولو كانوا لا يدركون حقيقته، وهو ما يدور في إطار كوميدي طريف لا يخلو من الدراما الإنسانية.
الانفصال ليس النهاية
الطلاق لا يعني نهاية اللحظات السعيدة أو الشعور بالدفء الأسري، فبالرغم من صعوبة الحياة بعد الطلاق -وخاصة حين يحملها طرف واحد فقط على عاتقه ويتهرّب الثاني من كافة المهام- فإن الحب غير المشروط بين الطفل والمسؤول عنه كثيرا ما يكون كافيا لكليهما من أجل النجاة من براثن الوحدة والإحباط.
هذا ما أكده فيلم “يوم جيد” (One Fine Day) الذي لعب بطولته ميشيل فايفر وجورج كلوني، وفيه قدمت الأولى دور أم مطلقة وعاملة تتولى مسؤولية ابنها كاملة في ظل محاولتها تحقيق طموحها الوظيفي الصعب، أما الثاني فأب مطلق أيضا ومشغول باستمرار، مما يجعله يتصرف باستهتار مع طفلته متى طُلب منه الاهتمام بها.
ويتقاطع طريق الاثنين، فيما يضطران للإشراف على الطفلين بالتبادل، والاعتماد على بعضهما بعضا رغم سوء التفاهم الأولي الذي ينشأ بينهما، وهو ما يترتب عليه الكثير من المواقف الكوميدية قبل أن ينتهي العمل بأمل في إيقاظ جذوة الحب من جديد لدى الكبار ويوم ماتع ولطيف برغم كل حوادثه للصغار.
زوجة الأب بين الأسطورة والواقع
الطلاق، والموت، وزوجة الأب؛ هذه هي بعض القضايا التي عرضها فيلم “زوجة الأب” (Stepmom) الذي صدر في 1998، وجاء من بطولة جوليا روبرتس وسوزان سراندون. أحداث العمل تدور حول أب وأم منفصلين، وطفلين يعيشان بالمشاركة بين الوالدين، غير أن زواج الأب من شابة صغيرة يصنع حاجزا بين الأبناء وبينها، خاصة مع توتر العلاقات بين الأم وزوجة الأب أيضا؛ لا لشيء سوى لقلق الأولى على أولادها وخوفها من منافسة الأخيرة على حبهم واهتمامهم.
قبل أن تكتشف الأم إصابتها بالسرطان، مما يهدد حياتها ويحتم عليها تحسين العلاقات مع زوجة الأب والسعي لتقريبها من طفليها، عساهما يستطيعان تجاوز غيابها والتعايش مع شعورهما بالفقد من بعدها. وهي الحبكة التي تصلح كنواة لبدء نقاش واقعي بين الوالدين والأبناء، خاصة بحال قرر الأهل استكمال حياتهم والارتباط بآخرين.
الطلاق بعيون المراهقين
أما الفيلم الأخير بالقائمة فهو مناسب للأبناء المراهقين، وهو دراما أميركية مستقلة بعنوان “الحبار والحوت” (The Squid and the Whale) والتي جاءت أشبه بسيرة ذاتية للمؤلف والمخرج نواه بومباك.
إذ يحكي العمل عن روائي مغرور خفت بريقه الأدبي وبالوقت نفسه تبدأ زوجته في نشر أعمالها الخاصة، وهو ما يحقق نجاحا يثير حفيظة الزوج ويزيد من حدة المشكلات بينهما. بعدها يقرر الزوجان الانفصال، ومن ثمّ يخبران ولديهما بشأن الطلاق مع العمل على وضع جدول مناسب لقضاء الأبناء وقتا مناسبا مع الطرفين.
لكن، سرعان ما تزداد الصراعات بين الكبار، فيجد الأبناء أنفسهم مجبرين على الانحياز لطرف على حساب آخر، مما يُزيد قلبهم ثقلا ويجعلهم يعانيان بسبب طلاق والديهم، لنشهد على مدار الأحداث ضغوطهم النفسية وكيف يختار كل منهم التعامل مع الأمر.
المصدر : الجزيرة