أفغانستان.. خامس طائرة قطرية تصل كابل وضبابية حول معارك بنجشير
أفغانستان.. خامس طائرة قطرية تصل كابل وضبابية حول معارك بنجشير
وصلت اليوم الأحد مطار كابل الدولي طائرة قطرية جديدة هي الخامسة التي تحمل مساعدات إغاثية عاجلة للشعب الأفغاني.
وقال السفير القطري في كابل سعيد بن مبارك الخيارين إن هذا يأتي ضمن جسر جوي سيستمر خلال الأيام القادمة. وكانت طائرات قطرية أخرى وصلت خلال الأيام الماضية العاصمة الأفغانية حاملة معدات وتجهيزات فنية لإصلاح المطار.
وواصل المطار الأفغاني اليوم تسيير الرحلات الداخلية التي استؤنفت أمس للمرة الأولى بعد رحيل القوات الأميركية. وكان السفير القطري قد أعلن تسيير رحلتين داخليتين أمس، بعد أن قام فريق فني قطري بإصلاح جانب من أضرار المطار، وأشار الخيارين في تصريحات للجزيرة إلى أن الرحلات الدولية ستنطلق قريبا.
ويتزامن ذلك مع إعلان فتح ممرات آمنة لتسيير رحلات دولية عبر المطار لتقديم المساعدات الإنسانية.
ميدانيا، أعلنت حركة طالبان سيطرتها على منطقة “شتل” وعلى مديرية “بريان” بولاية بنجشير شمال البلاد، في حين قالت قوات الزعيم المحلي أحمد مسعود إنها صدت الهجوم وتعهدت بمواصلة القتال.
وتتواصل المعارك بين طالبان ومسلحي ما تسمى “الانتفاضة الشعبية” والجبهة الوطنية التي يقودها مسعود الابن في قرية “غل بهار” بوادي بنجشير.
وأكد كل من الجانبين (طالبان وقوات مسعود) أنه كبد الجانب الآخر خسائر فادحة بالأرواح. ولم يتسن حتى الآن الحصول على تأكيد مستقل للأحداث في وادي بنجشير المحاط بالجبال، باستثناء مدخله الضيق، والذي صمد في مواجهة الاحتلال السوفياتي وحكومة طالبان السابقة على حد سواء.
وقد أفادت وكالة الإغاثة الإيطالية “إميرجنسي” (Emergency) -التي تدير مستشفى في بنجشير- أن قوات طالبان وصلت قرية أنابة، حيث تدير الهيئة مركزا للعمليات الجراحية.
وأفادت إميرجنسي -في بيان السبت- أن “العديد من الأشخاص هربوا الأيام الأخيرة من قرى” مضيفة أنها تواصل تقديم الخدمات الطبية.
وتابعت “لم يجر أي تدخل حتى الآن في أنشطتنا، استقبلنا عددا صغيرا من المصابين في مركز أنابة للعمليات الجراحية”.
وتقع أنابة على بعد نحو 25 كيلومترا شمالا داخل الوادي البالغ طوله 115 كيلومترا، لكن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن طالبان استولت على مناطق أخرى.
سياسيا، التقى مطلق القحطاني مبعوثُ وزير الخارجية القطري، الملا عبد الغني برادر رئيسَ المكتب السياسي لطالبان في كابل، وأفاد مراسل الجزيرة بأن الاجتماع تناول نقل السلطة سلميا وتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان.
كما بحث القحطاني مع القائم بشؤون الطيران الأفغاني عملية تشغيل مطار كابل خلال الفترة المقبلة، والجهود المبذولة لتقييم الأضرار وإصلاح جوانب الخلل.
طالبان وحكمتيار معا
من جهة ثانية، قال زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار إن حزبه وطالبان في معركة واحدة من أجل بناء دولة إسلامية حرة لا تخضع للاحتلال.
وأوضح حكمتيار -في مقابلة مع الجزيرة مباشر- أن مندوبي طالبان رحبوا في لقاءات مع مندوبي حزبه بمشاركتهم في الحكومة المقبلة، لكن لم تنظم حتى الآن أي جلسات رسمية بهذا الشأن.
وأضاف أن تأييده لحكومة طالبان ليس رغبة في المناصب، مشددا على أن تكون الحكومة جامعة لكل أطياف الشعب.
إنسانيا، بحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الأوضاع في أفغانستان.
وناقش الطرفان -في العاصمة الدوحة- التنسيق القائم بين دولة قطر والمكتب الأممي للشؤون الإنسانية، وأكد الوزير القطري دعم بلاده للجهود الدولية الإنسانية، والتزامَها بالتعاون مع الأمم المتحدة فيما يخص الشؤون الإنسانية.
وقال غريفيث إن الأمم المتحدة ستنظم مؤتمرا للجهات المانحة للاجئين الأفغان بجنيف في 13 من الشهر الجاري، مشيرا إلى أن الأمر مرتبط بمسؤولية الأسرة الدولية تجاه أفغانستان.
وزار هذا المسؤول الأممي، وجياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إنفانتينو أمس أحد المجمعات التي تستقبل فيها قطر لاجئين من أفغانستان. وقال غريفيث، خلال جولة اطلع خلالها على ما توفره السلطات القطرية للاجئين الأفغان، إنّ قطر جهة مانحة وإنها كانت وما زالت صديقا للعمل الإنساني لسنوات طويلة.
بلينكن في قطر
دوليا، أعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن سيزور قطر اليوم قبل أن يتوجه إلى ألمانيا، وذلك لإعادة التأكيد على التزام واشنطن بعلاقاتها القوية، والتعبير عن امتنانها للتعاون المستمر بشأن الأولويات المشتركة.
وقالت الخارجية الأميركية، في بيان، إن بلينكن سيلتقي في الدوحة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكبار المسؤولين، لتقديم الشكر على دعم الدوحة للعبور الآمن للمواطنين الأميركيين والأفغان.
وأضافت أن بلينكن سيناقش مع المسؤولين القطريين تنسيق جهود الإجلاء، والأولويات الإقليمية الأخرى.
من ناحية ثانية، قدم مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون بالكونغرس الأميركي تشريعا بشأن أفغانستان خلال جلسة تمهيدية قصيرة، على أن يتم التصويت على مشروع القانون بعد عودة أعضاء المجلس للعمل في 20 من الشهر الجاري.
وقدم نواب من الحزبين مشروع قانون يوجه وزير الدفاع إلى تقديم تقارير وإيجازات سنوية بشأن أفغانستان.
كما طرح نواب آخرون تشريعا لإنشاء لجنة وطنية تُعنى بمشاركة الولايات المتحدة في أفغانستان، وحظر أي مساعدة فدرالية لطالبان، وآخر يحث وزير الخارجية على رفض منح تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة للرئيس الأفغاني المنصرف أشرف غني.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي إن هناك احتمالا لنشوب حرب أهلية في أفغانستان.
وفي مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” (Fox News) أضاف الجنرال ميلي أنه لا يعلم ما إذا كانت طالبان تستطيع توطيد سلطتها وإنشاء حكومة.
وفي سياق آخر، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن الحل في أفغانستان يتمثل في تشكيل حكومة تعبر عن إرادة الشعب الأفغاني، ودون تدخل خارجي.
وفي مقابلة تلفزيونية هي الأولى له بعد تشكيل الحكومة الإيرانية، رأى رئيسي أن ما جرى بأفغانستان أثبت أن الحضور الأميركي في المنطقة لا يحقق الأمن والاستقرار بل يشكل تهديدا لهما، وفق تعبيره.
المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية