أغاني وأغاني بقيادة القمر الإعلامي (مصعب الصاوي)
عوض التوم ( جولط )
برنامج أغاني وأغاني فرض نفسه في الفضاء الفني، لما يمتاز به من اسهامات قيمة في التوثيق لتاريخ الغناء السوداني، وإستدعاء روائع أعمال المبدعين وتقديمها بصورة حديثة من حيث الإخراج والإعداد والتكنيك الفني.
بدأ البرنامج بداية متواضعة قبل أكثر من عقد من الزمان.
في عامه الاول تمت الإستعانة بالإستاذ السر قدور كمصاحب لمقدمة البرنامج. حينها
برزت مواهب قدور في السرد الفني والقدرات الذهنية والفكرية المتقدة والذاكرة التوثيقية التي تعج بالكثير من الحكاوي والقصص والتجارب والرحلات والأعمال الفنيه، كما برزت مواهبه المسرحية والأدبية والشعرية والغنائية والإبداعية .
عندها رأى الكثيرون بأن قدرات السر قدور الإعلامية تؤهله لإدرارة البرنامج لوحده، لذا من العام الثاني أصبح السر قدور مقدمٱ للبرنامج .
مما لا شك فيه بأن السر قدور أضاف للبرنامج ألقٱ خاصٱ، حيث لديه سمات شخصية متميزة في الإلقاء والحوار ، وأداء مسرحي حركي فيه الإنفعالات والقفشات والضحكات
والبصمات الفنية الخاصة به .
ولايخفى على أحد بأنه قامة فنيه، وهبنا كبرياء تاريخ الغناء السودان، فقد بذل حياته وعاش بكل جوارحه و كلياته منقطعٱ لعالم الفن والإبداع، فهو شاعر مجيد ومسرحي مقتدر وفنان مطبوع وكاتب متعمق في قضايا التراث والفن السوداني.
( نترحم على روحه ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقآ ).
أطلت في هذه المقدمة لأبين صعوبة مهمة من يتولى أمر هذا البرنامج بعد السر قدور .
البرنامج هذا العام كم أشفقنا على الأستاذ مصعب الصاوي بأن لا يجتاز هذه التجربة الصعبة، أي أن يخلف قامة فنية وكاريزما ساحرة،
ولكن بحمدالله فقد استطاع الإعلامي مصعب الصاوي أن
يجتاز الإمتحان بجدارة، فقد وظف قدراته الفنيه وذخيرته الثقافية وخبراته العملية ليعطينا نموذجاً باهراً وإبداعاً فنياً رصيناً لا يقل عن مستوى الأداء الإعلامي العالمي، إن لم يتفوق عليه.
فقد أظهر الصاوي حنكة ودراية فنيو وأداء ثابت وثقة بالنفس و تلطف متزن وأريحية وحميمية في الحوار المتبادل مع ضيوفه، مما يجعل المشاهد ينسجم مع أجواء البرنامج ويتملكه إحساس غامر، كأنه حضور مع أشخاص
يألفهم ويحبهم، حيث لا تكلف في الأداء بل إندياح عفوي وتلقائي.
إيجابيات البرنامج:
1/ اهتمام البرنامج بالمضمون الفكري والثقافي أكسبه حيوي وجاذبية، تجعل المشاهد مشدودآ للشاشة، لا يبرح
مكانه إلا عند نهاية زمن البرنامج.
2/ البرنامج لديه قاعدة جماهيرية عريضة من المشاهدين،
وهو يمثل لهم جرعات روحية وتطريبية، لها فعل السحر في
إمتصاص مشاغل وضغوطات الحيا، وبذا يصبح الفن داعماً
قوياً للصحة النفسية .
3/ البرنامج يتيح للأصوات الشابة مساحة من التجريب
والتطريب واكتساب المهارات الصوتيو والغناء بسلالم موسيقية متعددة وطبقات صوتية متنوعة، فهذه تعتبر تمارين مفيدة للمطرب تمكنه من القدرة على أداء إنتاجه
الخاص بتكنيك صوتي محكم مرتكزاً على خامة صوته ليطوعها ويوظفها التوظيف الأمثل .
4/ اظهر البرنامج القدرات والمهارات الفنية العالية للعازفين، هارموني بديع ،حيث التكنيك المتقن المبهر للفرقة الموسيقية،
منتهى الدقة والروعة في تطبيق الجمل واللزمات الموسيقية، بأنامل رشيقة وحس موسيقى مرهف. أما الصولات الموسيقية فتعطينا جرعات تطريبي غاية في المتعة والإندهاش .
ملاحظه :
هنالك جانب يجب أخذه في الإعتبار، أرجو عدم إطالة الفواصل الإعلامية.
أقترح أن تصنف على ثلاثه. درجات :
أثناء البرنامج ، قبل بث البرنامج ، عند نهاية البرنامج .
وذلك حتى لا يمل المشاهد من طول فترة الإنتظار .
يستوجب علينا أن نزجي التحية والشكر لقناة النيل الأزرق
(الإمكانات اللوجستيو) و لكل القائمين على البرنامج والمتعاونين معهم.
الشكر موصول للطاقم الفني والمطربون والمطربات وللفرقة الموسيقية الماسية،
كما نرجو أن نشيد بالمايسترو مصعب الصاوي الذي كان خير خلف لخير سلف، فقد استطاع بقدراته وخبراته وذخيرته الثقافية الفنية وكاريزماته وموسوعيته أن يدخل تاريخ الفن الغنائي السوداني من أبوابه الأمامية .
وفقك الله يا مصعب، ونتوق للمزيد من العطاء والإبداع .