أزمة أوكرانيا.. واشنطن تستبعد تكرار سيناريو أفغانستان وموسكو تأمل ألا تضطر للرد عسكريا
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن تستبعد تكرار سيناريو أفغانستان بخصوص الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، في حين قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تأمل ألا يؤدي تصعيد الوضع في أوكرانيا إلى مرحلة تستدعي ردا روسيا عسكريا، في وقت تستمر فيه المساعي الدبلوماسية للحيلولة دون وقوع حرب في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة الأميركية -نقلا عن مسؤولين وخبراء أميركيين- أنه من المرجح أن تستولي روسيا على أجزاء من أوكرانيا، وأن التوغل يمكن أن يستمر على مدى فترة طويلة، وقال مسؤول أميركي للصحيفة إنه من غير المرجح أن تسقط الحكومة الأوكرانية أو الجيش الأوكراني -كما حدث في أفغانستان- في حال وقوع غزو روسي واسع النطاق.
وذكرت “وول ستريت جورنال” أن البيت الأبيض وافق على خطة لوزارة الدفاع (بنتاغون) تتيح للقوات الأميركية في بولندا مساعدة الأميركيين القادمين من أوكرانيا في حال حدوث غزو روسي.
واستطردت الصحيفة -نقلا عن مسؤولين أميركيين- أن القوات الأميركية في بولندا، ستبدأ بإقامة نقاط تفتيش ومعسكرات ومنشآت مؤقتة، استعدادا لمساعدة الأميركيين.
تجنب الفوضى
وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تحاول تجنب حدوث فوضى كتلك التي وقعت خلال عمليات إجلاء الأميركيين من أفغانستان الصيف الماضي.
وتحذر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) من أن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف عسكري قرب الحدود الأوكرانية، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفكر جديا في شن هجوم وشيك على أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو.
وفي سياق متصل، تم اليوم الأربعاء نقل فوج من القوات الأميركية المتمركزة في ألمانيا إلى رومانيا، وذلك عقب إعلان البنتاغون نقل 1700 جندي لتعزيز قوات حلف الناتو في شرق أوروبا، ردا على التهديدات الروسية.
وأرسلت بريطانيا تعزيزات عسكرية لصالح الجيش الأوكراني، حيث وصلت اليوم الأربعاء شحنة من الأسلحة الخفيفة إلى كييف، في خضم حالة التوتر المستمرة في الأزمة الروسية الأوكرانية.
مساعي بريطانيا
وبالتوازي مع دعم الدول الغربية لأوكرانيا عسكريا، تستمر المساعي الدبلوماسية لخفض التصعيد بين الغرب وموسكو؛ حيث تزور وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس -اليوم الأربعاء- موسكو، وهي الزيارة الأولى لوزير خارجية بريطاني منذ أكثر من 4 سنوات. وقالت الوزيرة تروس إنها ستنقل إلى موسكو رسالة واضحة بأن أي غزو روسي لدولة ذات سيادة ستكون له عواقب وخيمة، في إشارة لأوكرانيا.
وأضافت تروس أنه يجب ألا يساور روسيا أي شك بشأن قوة الرد الغربي والأثمان الباهظة، التي ستشمل حزمة منسقة من العقوبات.
وبدأ اليوم الأربعاء وفد أميركي رفيع -يضمّ مساعدي وزراء الخارجية والخزانة والتجارة- زيارة إلى أوروبا لتنسيق المواقف بشأن العقوبات المتوقعة.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -اليوم الأربعاء- إن بلاده ترد في فرض عقوبات على موسكو “لردعها عن الاستمرار في انتهاك القانون الدولي”، وأوضح الوزير -في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في العاصمة الأوكرانية كييف- أن روسيا تنتهك اتفاقية مينسك التي تهدف إلى تسوية سياسية للصراع في الشرق الأوكراني.
وأضاف الوزير كوليبا أن إصدار روسيا جوازات السفر للمواطنين الأوكرانيين الذين يعيشون في منطقتي دونيتسك ولوهانسك شرقي البلاد “انتهاك واضح وصارخ لاتفاقيات مينسك”.
تحذير روسي
في المقابل، قال سيرغي ريابكوف -نائب وزير الخارجية الروسية- اليوم الأربعاء إنه يأمل في عدم وصول التصعيد في أوكرانيا لدرجة تضطر فيها موسكو للرد عسكريا.
حذر نائب وزير خارجية روسيا الولايات المتحدة من نشر منظومات “ثاد” (Thaad) الصاروخية في منطقة قرب الحدود الأوكرانية مع روسيا، وقال إن ذلك سيدفع الأمور لطريق مسدود يصعب الخروج منه.
وحذر ريابكوف واشنطن من نشر منظومات “ثاد” (Thaad) الصاروخية في أوكرانيا، كونه يدفع الأمور لطريق مسدود يصعب الخروج منه، على حد وصفه، وأضاف أن احتمال نشر منظومات دفاع أميركية قرب منطقة خاركوف قرب الحدود الأوكرانية الروسية “ابتزاز واستفزاز لروسيا”.
وفي تصريح منفصل، ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن ألكسندر بانكين -نائب آخر لوزير الخارجية الروسي- قال إن موسكو ترغب في إنهاء التوتر بشأن أوكرانيا والمطالب الأمنية الروسية من الغرب بطريقة دبلوماسية.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا -في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء- إنه يمكن خفض التصعيد في أوكرانيا عبر سحب المستشارين العسكريين والأسلحة التي تم تقديمها لكييف من البلاد، ووقف التدريبات المشتركة للقوات الأوكرانية وقوات حلف الناتو.
وفي سياق متصل، قالت منظمة معاهدة الأمن الجماعي إن حشود حلف الناتو قرب حدود روسيا وبيلاروسيا تشكل تهديدا لكل دول المنظمة، وانتقد الأمين العام للمنظمة ستانيسلاف زاس تعزيز البنية التحتية للناتو وزيادة أنشطته قرب الحدود الغربية لدول المنظمة.
وأضاف زاس أن هذه الأنشطة لا تمثل تهديدا لروسيا وبيلاروسيا فقط، بل تنعكس سلبا على أمن المنظمة بأكملها.