أزمة أوكرانيا.. واشنطن تتهم موسكو بمواصلة حشد القوات وحراك دبلوماسي أوروبي لتجنب الحرب
اتهمت الولايات المتحدة روسيا بمواصلة حشد القوات على حدود أوكرانيا، وبينما تبرز مؤشرات على مواجهة عسكرية قد تندلع في أي لحظة بدأ حراك دبلوماسي أوروبي لتجنب حرب محتملة.
فقد قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي اليوم الأحد إن روسيا تواصل إلى الآن حشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا.
وأضاف كيربي -خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” (Fox News)- أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه العديد من الخيارات لغزو أوكرانيا، ويمكنه تنفيذها بشكل وشيك.
وتابع أن بلاده وحلف شمال الأطلسي (ناتو) سيعززان قدراتهما الدفاعية والعسكرية شرقي أوروبا، مؤكدا أن واشنطن لا تزال تعتقد أن هناك مجالا للدبلوماسية مع روسيا بشأن أوكرانيا.
وبالتزامن، اتهمت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد اليوم الأحد روسيا بأنها مستمرة في التصعيد، وقالت إن اجتماع مجلس الأمن الدولي غدا الاثنين بشأن أوكرانيا فرصة أخرى لإيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة.
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية وأوكرانيا روسيا بنشر نحو 100 ألف جندي وأعداد كبيرة من الآليات ومنظومات صاروخية بينها منظومة “إس-400” (S-400) قرب حدود جارتها الغربية استعدادا لمهاجمتها.
لكن موسكو تنفي ذلك، وتعتبره مجرد دعاية غربية، وتتهم كييف -في المقابل- بالتحضير لعملية عسكرية ضد الانفصاليين الموالين لموسكو في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا).
في مقابل الحشد الروسي، استنفرت أوكرانيا جانبا من قواتها، وباشرت تدريبها على أسلحة حديثة، بينها صواريخ مضادة للدروع حصلت عليها من بريطانيا، كما أنها تقوم منذ أسابيع بتدريب المدنيين على استخدام السلاح تحسبا لمواجهة مع الروس.
الانتشار الأطلسي
وبالتوازي مع تأكيدات البنتاغون بأن واشنطن والحلف الأطلسي سيعززان قدراتهما الدفاعية والعسكرية شرقي أوروبا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأحد أن بلاده ستقترح خلال اجتماع للقادة العسكريين للحلف الأطلسي الأسبوع المقبل تعزيز الوجود العسكري للناتو في أوروبا، وذلك من خلال عملية انتشار عسكري واسعة لقوات الحلف وعتاده العسكري.
وقال جونسون إنه أصدر أمرا للجيش البريطاني بالاستعداد لنشر قوات في أوروبا الأسبوع المقبل لدعم الحلفاء في الناتو برا وبحرا وجوا.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني الأوضاع على الحدود الأوكرانية مع روسيا بالمثيرة للقلق، وحث روسيا على تفادي ما وصفه بغزو متهور وكارثي لأوكرانيا.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إن الأولوية القصوى حاليا هي ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن غزو أوكرانيا، مؤكدة أنها لا تستبعد أي خيار على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بالدعم العسكري لكييف.
واستبعدت تروس إرسال قوات بريطانية للقتال في أوكرانيا، وقالت إن حكومة بلادها ستقدم تشريعا جديدا لتوسيع نطاق العقوبات التي يمكن أن تطبقها على روسيا لردعها عن أي اعتداء على أوكرانيا، مشيرة إلى أن العقوبات الإضافية يمكن أن تشمل مؤسسات مالية وشركات طاقة روسية ومقربين من الكرملين.
وبالتوازي مع التصريحات الأميركية والبريطانية بشأن تعزيز القدرات الأطلسية بشرق أوروبا، جدد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ اليوم الأحد تأكيده أنه لا توجد خطط لدى الحلف لنشر قوات في أوكرانيا إذا حدث غزو روسي.
وجاءت تصريحات ستولتنبرغ غداة إطلاق الحلف مناورات عسكرية في إستونيا ستستمر حتى التاسع من فبراير/شباط المقبل.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استبعدت بدورها إرسال قوات لأوكرانيا في حال الغزو الروسي، لكنها وضعت آلاف الجنود في حالة تأهب تحسبا لإرسالهم إلى شرقي أوروبا في حال قام الناتو لتفعيل قوة التدخل السريع التابعة له.
حراك دبلوماسي
في هذه الأثناء، وبالتوازي مع التحشيد العسكري شرقي أوروبا، يتواصل الحراك الدبلوماسي لمنع حرب محتملة بين أوكرانيا وروسيا.
فمن المقرر أن يتوجه وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان ليز تروس وبن والاس إلى موسكو لإجراء محادثات مع نظيريهما الروسيين.
كما أعلن كل من وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك أنهما سيزوران كييف يومي السابع والثامن من فبراير/شباط المقبل.
وقالت بيربوك إن باريس وبرلين تعملان على نزع فتيل التصعيد العسكري في إطار ما تسمى بصيغة “نورماندي” التي تضم ألمانيا وفرنسا وروسيا وأوكرانيا.
تحذير روسي
في المقابل، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأحد من أن انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي -مثلما يريد الحلف- سيدمّر علاقات روسيا بالغرب.
وأكد لافروف أن موسكو تعمل للحصول من الغرب على ضمانات أمنية مكتوبة قانونية وملزمة وليست شفهية، مجددا رفض روسيا البقاء في وضع يتم فيه انتهاك أمنها القومي بشكل يومي، وفق تعبيره.
وكانت موسكو انتقدت رد كل من وشنطن والناتو على الضمانات التي طلبتها، والتي تتعلق بعدم توسع الناتو شرقا، وخفض القوات الغربية بشرق أوروبا.
بدوره، قال سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف اليوم الأحد إن بلاده لا تريد الحرب مع أوكرانيا.
وأضاف باتروشيف خلال فعالية شعبية أن الغرب يروج للحرب لتحقيق أهدافه الخبيثة، على حد وصفه.
اتهامات الانفصاليين
ميدانيا، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا إن الجيش الأوكراني يواصل تعزيزه قواته في مناطق التماس وخرق جنوده وقف إطلاق النار 3 مرات خلال 24 ساعة الماضية.
واتهم الانفصاليون الجيش الأوكراني بإطلاق قذائف باتجاه 3 قرى قريبة من خط التماس جنوب غربي دونيتسك، وأعلنوا إصابة مدني بجروح جراء تعرضه لنيران قناص.