أزمة أوكرانيا.. اتهامات متبادلة بالقصف بين كييف والانفصاليين وروسيا لا تنوي مناقشة تحركات قواتها
تبادلت سلطات كييف والانفصاليون المدعومون من روسيا شرقي أوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن وقوع قصف وخرق لوقف إطلاق النار، فيما قال الكرملين إنه لا ينوي مناقشة تحركات قواتها قرب الحدود مع أوكرانيا مع أي طرف، بينما وصلت قوات أميركية إلى بولندا لتعزيز قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ونفت القوات الأوكرانية اليوم اتهامات رئيس جمهورية لوغانسك الانفصالية ليونيد باستشنيك، والتي قال فيها ان القوات الأوكرانية خرقت وقف إطلاق النار خمس مرات، واستهدفت مناطق سكنية.
وكان باستشنيك قد دعا المراقبين الدوليين إلى تسجيل ما سماها التصرفات العدوانية للقوات الأوكرانية.
من جهته، اتهم الجيش الأوكراني اليوم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد باستخدام أسلحة ثقيلة في قصف استهدف بلدة “ستانيتسا لوغانسك”، الواقعة في منطقة لوغانسك، وقال الجيش إن إحدى القذائف سقطت على روضة أطفال، ما أسفر عن إصابة مدنيين بجروح. وأشار الجيش إلى أن القصف ألحق أضرارا بالبنية التحتية، وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن نصف منازل البلدة، وجرى إجلاء السكان إلى أحد الملاجئ.
وفي سياق متصل، نقلت رويترز عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي قوله إن الاتحاد ينظر في احتمال أن يكون القصف في شرقي أوكرانيا “اختبارا من روسيا أو ذريعة”، في حين حذر الكرملين اليوم من تفجر العنف في الشرق الأوكراني، داعيا الغرب وحلف الناتو لتحذير كييف من مغبة إشغال الوضع هناك، وقالت موسكو إن لدى القوات الأوكرانية في منطقة دونباس قدرات هجومية ضخمة.
القوات الروسية
من جهة أخرى، قالت الرئاسة الروسية اليوم الخميس إنها لا تنوي مناقشة مسألة تحريك قواتها داخل حدودها مع أي طرف كان، مضيفة أن القوات الروسية قد تحتاج أسابيع من أجل استكمال الانسحاب بعد مشاركتها في مناورات قرب الحدود مع أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق اليوم إن وحدات من الجيش الروسي في المنطقة الغربية بصدد العودة من القرم إلى قواعدها عبر السكك الحديدية، مضيفة أن وحدات مدرعة بصدد العودة أيضا إلى قواعدها.
وفي سياق متصل، قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف اليوم الخميس إن مناورات قوات بلاده المشتركة مع قوات بيلاروسيا ستنتهي الأحد المقبل، وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو أنه “لا يعرف إذا كان التصعيد سيتوقف، فهذا يتعلق بالغرب”.
وذكر الوزير الروسي أن موسكو ستسلم اليوم واشنطن ردها على جواب القوى الغربية على المتطلبات الأمنية الروسية، ومن أبرزها عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وإبعاد أسلحة وقوات الحلف عن حدود دول شرق أوروبا مع روسيا.
واشنطن تشكك
غير أن مسؤولا في البيت الأبيض قال إن موسكو عززت وجودها العسكري على الحدود الأوكرانية بنشرها 7 آلاف جندي إضافي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أمس الأربعاء إن قلق واشنطن لم يتراجع بشأن غزو روسي محتمل لأوكرانيا. وذكر المتحدث نفسه أن بلاده لا تزال ترى مزيدا من القوات الروسية على الحدود، وهي تتجه إلى مواقع القتال بدل الانسحاب.
وردا على مطلب روسيا، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم الخميس إن أوكرانيا تسير على طريق الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن لندن أوضحت للكرملين بأن سياسة الحلف بضم أعضاء جدد لن تتغير.
وجاء تصريح بن والاس بمناسبة اجتماع وزراء دفاع حلف الناتو الذي يختتم اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل حيث مقر الناتو، ويناقش الاجتماع التهديدات الروسية لأوكرانيا، في ظل توجه قيادة الناتو لتعزيز قواته في وسط وشرق أوروبا.
قوات الناتو
وأفاد مراسل الجزيرة بوصول قوات من المظليين الأميركيين إلى شرقي بولندا قريبا من حدود أوكرانيا ضمن جهود تعزيز الجناح الشرقي للناتو، وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في وقت سابق إرسال نحو ثلاثة آلاف جندي أميركي لتعزيز أمن أعضاء الحلف في شرق القارة.
وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أمس الأربعاء في تصريحات صحفية إن الحلف يفكر في إعادة نشر قوات قتالية في شرقي ووسط أوروبا، وإعادة نشر الصواريخ.
وستكون الأزمة بين الحلف وروسيا حاضرة أيضا في اجتماعين لمجلس الحلف الأول مع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس اليوم إنه في حال لم تتراجع روسيا عن إطالة أمد الأزمة مع أوكرانيا “فستدفع ثمنا باهظا يطال مصالحها الإستراتيجية منها خط “نورد ستريم 2″، وأضافت أن الرئيس الروسي بوتين سيطيل أمد الأزمة إلى أشهر قادمة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم في تصريحات صحفية إن الاتحاد سيظل على حذره، “لأن روسيا لم تسحب قواتها من الحدود الأوكرانية بل أضافت مزيدا من الجنود إلى تعزيزاتها هناك”.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين روسيا والغرب انحدرت في السنوات القليلة الماضية إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة، وذلك بسبب عدة ملفات دولية وإقليمية، ومن أبرزها الأزمة الأوكرانية.