“أثبت أن لا أحد معك في الغرفة”.. رئيسك لا يزال يظن أنك “تخادع” عندما تعمل من المنزل
“جنون ارتياب الإنتاجية”، ذلك هو المصطلح الذي نحته رئيس شركة “مايكروسوفت” ساتيا ناديلا، لوصف القلق من أن الموظفين ليسوا فعّالين خلال عملهم بالمنازل، أو ليسوا صادقين، بحسب ما جاء في تقرير بصحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) الأميركية.
وقال كاتب التقرير، كالوم بورشرز إن 85% من المديرين أكدوا في استطلاع رأي أجري في الولايات المتحدة مؤخرا أنه من الصعب عليهم معرفة إنتاجية الموظفين بدقة خلال العمل عن بعد.
وتحدث بورشرز عن قيام أحد المديرين بمطالبة موظفيه بتحريك كاميرات الويب الخاصة به حول مكاتبهم للتأكد من تركيزهم على عملهم، وكان يقول “أثبت أنه لا يوجد أحد في الغرفة معك”.
قلق
ويشرح التقرير أن القلق ينتاب المسؤولين حتى خلال الاجتماعات عبر المنصات المختلفة، حيث لا يمكن التأكد من تركيز الموظف مع النقاش عبر تطبيق المحادثة المرئية، وعدم انشغاله بتصفح مواقع أخرى.
وحتى التطبيقات المهنية المستخدمة في العمل لا يمكنها إثبات استمرار الموظف في عمله، وتحدث تقرير وول ستريت جورنال عن استطلاع رأي أجري هذا الشهر شارك فيه ألف مدير أميركي، قال ثلثهم إنهم يريدون عودة الموظفين إلى مقرات عملهم، لأن الموظفين يكونون أكثر حماسا عندما يراقبهم الرؤساء.
اجتماعات
وضرب بورشرز مثلا بالرئيس التنفيذي في شركة للخدمات المالية بكارولاينا الشمالية روبرت بريفيل الذي يعقد اجتماعين مع موظفيه الـ22، الأول على الساعة التاسعة صباحا والثاني عند الساعة 16.45 عصرا، وقال إن تلك اللقاءات “تبني الصداقات الحميمة”، لكنها أيضا تصعّب على الموظف أمر الخروج مبكرا دون أن يلاحظ ذلك أحد.
ولا تقتصر المخاوف على الموظفين الرسميين، بل تتجاوزهم إلى الباحثين عن وظيفة، وقال بورشرز إن بعض المتقدمين لطلب وظيفة ثبت أنهم قاموا بعمليات غش، حيث قام بعضهم بمزامنة تحريك شفاههم بينما يقوم آخرون أكثر خبرة بالحديث بدلا منهم، لإقناع المسؤولين عن المقابلات أنهم هم من يتحدثون إليهم.
وذكر كاتب التقرير أن مؤسسات الموارد البشرية تحاول أن تتعايش مع هذا الكابوس المستمر وتجد الحلول الناجعة لمقاومته، خاصة أنه قد ثبت أن بعضا ممن وُظفوا بمؤسسات ليسوا أكفاء مثلما ظهر خلال المقابلة عن بعد.