آمنة الفضل تكتب : قلعة الدبلوماسية
آمنة الفضل تكتب : قلعة الدبلوماسية
وانت تلمح أولئك الدبلوماسيين كل صباح وهم يسارعون الخطى إلى مبنى السفارة السودانية بالقاهرة بكامل هندامهم الانيق مأخوذين بتفاصيل البروتوكول المعتاد لهم في كل مكان وزمان تساورك أسئلة كثيرة عن كونهم يرفولون في نعيم الهدوء والسلام والرفاهية لبريق تلك المناصب ورنين جرسها الموسيقي الجذاب إذ أنهم يبرعون جدا في ربط عبارات الترحيب
بإبتسامة دبلوماسية لطيفة تزيح عنك الكثير من التوتر الذي يصاحب خطواتك بينما تترجل إلى مؤسسات الدولة الرسمية لما يقترن بها من أسئلة وتفاصيل لامعنى لها احيانا لك بيد أنها تقبع ضمن خارطة أمنية تعنى بها تلك الجهات ، وبينما كانت تتقاذفني المشاهد هنا هناك كانت تتقاذم لدى الأفكار الآخرى التي كنت أحملها عن تلك المؤسسة فقد رأيت ماوراء السترات الأنيقة
اشخاصا لا يملون الشكوى والضجر ولاحتى التذمر من كل شخص جاء يحمل بين يديه روشتة علاجية أو ربما بعض التعقيدات التي تصاحب التعليم او السكن أو ربما بعض المشكلات الأسرية والمشاركة الاجتماعية لأحدهم كنت اسمع الأصوات ترتفع في حضرتهم من بعض أصحاب الشكاوي فلا أرى الا تلك الابتسامة مقرونة بالوعود لحل المشكلة بكل هدوء واهتمام وهكذا
هو حالهم دوامة من المهام والعمل الدؤوب حتى أنني نسيت لوهلة ما أتيت لأجله أجدني تماهيت في تلك اللحظات أرصد واقرأ مابين المشاهد لولا دقات الساعة التي أشارت إلى وقت مغادرتي المكان أدركت وقتها أنني لابد أن اقدم الشكر والعرفان لتلك القلعة الصامدة أمام كل هذا السيل من التوافق والتناقض الذي تمر به عبر مرتاديها الذين هم أساس اهتماهما ووقتها الثمين وقد كنت أنا إحداهم …
آمنة الفضل
السفارة السودانية القاهرة