مقالات

يس ابراهيم الترابي يكتب: مؤتمر اتحاد المعلمين العرب يساند معلمي السودان في محنتهم المهنية والمادية

يس ابراهيم الترابي يكتب: مؤتمر اتحاد المعلمين العرب يساند معلمي السودان في محنتهم المهنية والمادية

 

لم يكسب التعليم عافية بعد ثورة الفوضى العارمة التي تسببت فيها شلة مارقة عن الوطنية وخارجة عن دياره وعاداته وتقاليده المجتمعية وهويته العقائدية بعد أن خدعت الشباب بالدولة المدنية التي بها الرفاهية، فسرقت

جهودهم وباعت دماءهم وخذلت تطلعاتهم، فتأثرت كل المجالات لعدم فهمهم ودرايتهم لكيفية إدارة الدولة، وخروجهم عن النمط المألوف للشعب السوداني في الشهامة والشرف(ضعوا تخته خطين) والوطنية المطلوبة المرتبطة بإرثه السياسي وتاريخه الوطني التليد، فكان أن حلّت الكارثة بقطاع التعليم ومازال جرحه نازفاً لم يندمل بعد.

ومن الأضرار الجسيمة التي لحقت بمجالات التعليم المتعددة والمختلفة هو خسرانه للتواصل مع الفعاليات النقابية العربية والإفريقية والإقليمية والدولية ، ورغم وجود ذات الشخصيات السودانية التي انتخبت فيه قبل الثورة ومالقيته من احترام كبير من كل زعماء الحركة

النقابية في كل بقاع العالم، إلا أن القرارات التي اتخذتها القيادة ممثلة في المجلس العسكري ومجلس السيادة عبر حلها تارة وإعادتها تارة أخرى وتكوين لجان تسيير من معلمين لم يخوضوا تجربة العمل النقابي والمهني من قبل فضلا عن انشغالهم بتوافه الأمور السياسية والقبلية فضلا عن لتها وعجنها فيما لا طائل وراءه والحديث عن

فسادها، كل هذه الجوانب أدت إلى جهجهة التواصل وانعدامه مع الكيانات النقابية في العالم التي لم تعترف بلجان التسيير ، فكان أن فقد السودان الكثير من المكتسبات خلال هذه الفترة الكئيبة من فترات التعليم في بلادي.

وقد تكوّن وفد السودان الذي ذهب للمشاركة في مؤتمر اتحاد المعلمين العرب الذي انعقد مؤخرا الأستاذ أحمد عبدالكريم أحمد نقيب المعلمين السودانيين والأستاذ الحاج محمد زين ممثل الاتحاد المهني العام للمعلمين السودانيين لدى اتحاد المعلمين العرب والأستاذ نزار

الشيخ إدريس أحمد بدر أمين مال الاتحاد المهني العام للمعلمين السودانيين الذي ظللت متابعا معه بصورة متواصلة كل مراحل سفرهم حيث علمت منه أنهم بعد أن وصلوا لمدينة بورتسودان-عروس البحر الأحمر- قاموا بتجديد الجوازات وبعدها تحصلوا بصعوبة على

التأشيرات حيث تحركوا من بورتسودان وحتى أسوان برا في رحلة اكتنفتها الكثير من الصعاب والمشاق لدرجة أنهم لم يتذوقوا طعم للنوم طيلة يومين متتاليين.
وبعد وصولهم لأسوان استقلوا طائرة داخلية من أسوان وحتى القاهرة ونسبة لضيق الزمن الخاص بلحاقهم

بمؤتمر اتحاد المعلمين العرب لم يتمكنوا من إيجاد مقاعد لثلاثتهم بالطائرة نسبة لامتلائها بالمصريين المشاركين في مؤتمر آخر، وقد حالفهم الحظ بوجود مقعد واحد آثروا أن يتركوه للسيد نقيب المعلمين السودانيين لضرورة مشاركته في هذا المحفل العربي الكبير الذي لم

يتغيب عنه السودان من قبل حتى في عهود ما بعد الثورة ، فكان إصرارهم للتواجد فيه كبيرا متحدين الظروف القاهرة، وتخلف الحاج ونزار ومكثوا بالقاهرة في انتظار عودة السيد النقيب لإعادة واستكمال خطوات البرتكول

الثقافي مع نقابة المعلمين المصريين وأهم مافيه البرتكول العلاجي الذي أفاد المعلمين والمعلمات السودانيين كثيرا في عهدهم قبل توقف ذلك بسبب التداعيات التي ذكرتها آنفاً.

وقد شارك السيد نقيب المعلمين السودانيين بفعالية في هذا المؤتمر العربي المهني التعليمي النقابي وكان حضوره طاغيا حيث وجد احتراما فائقا وتجاوبا كبيرا مع رؤى اتحاده وتعاطفا مع وطنه السودان وهو يعيش أحوال وظروف الحرب التي تأثر بها التعليم تأثرا كبيرا وقد

عطلت مسيرته وأثرت على على حياة المعلمين في كل جوانبها ، فكان أن أعلن اتحاد المعلمين العرب مساندته لمعلمي ومعلمات السودان في محنتهم المهنية حيث توقف التدريس والتدريب والتأهيل وبقية الخدمات التي ينبغي أن تقدم له وظروفهم المادية القاحلة حيث لم يتمكنوا من صرف رواتبهم لعشرة شهور كاملات وبقية منحهم ومستحقاتهم.

ونتوقع أن يتحرك اتحاد المعلمين العرب في الفترة القادمة في دورته الجديدة ويتواصل مع القيادة السياسية والسيادية في السودان لدفع خطوات الاتحاد المهني العام للمعلمين السودانيين بخصوص الإيفاء بمرتبات المعلمين بعد أن رفع مذكرة لمجلس السيادة

(ترجاه) فيها مراعاة أحوال وظروف المعلمين وهم يعانون (الأمرّين) بالنزوح والتشرد ويعيشون أوضاعا مأساوية لخلو مخزونهم النقدي ومنازلهم من الجرزان.
التحية والتجلة والتقدير للسيد نقيب المعلمين

السودانيين الذي رفع رأس الوطن وهامته عاليا ومثّل زملائه المعلمين والمعلمات خير تمثيل في مؤتمر اتحاد المعلمين العرب، والتحية والاحترام موصولة لرفيقيه اللذين تحملا معه تبعات هذه الرحلة وجميعهم لا يألون

جهدا ولا يتوانون في إعادة اسم السودان لكافة المحافل وعودة المكتسبات للمعلمين والمعلمات، وفي انتظار خروج توصيات مؤتمر اتحاد المعلمين العرب ووصولها لنا لنرى ما بها بخصوص معلمي السودان والمعلمين العرب ككل.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى