مقالات

ياسرجدو يكتب :مستقبل شركات التأمين السودانية بين الحرب وإستبصار الدرب

ياسر جدو يكتب :مستقبل شركات التأمين السودانية بين الحرب وإستبصار الدرب

 

نادت باكراً أصوات الاستنارة للنظر في معالجات أحداث 15 أبريل وآثارها على قطاع التأمين السوداني؛وأقول إن بحث تغطيات الحرب والعنف السياسي والإرهاب بجانب

آثار الحرب على اتفاقيات إعادة التأمين يمثل بعدآ داخلياً معلومآ من الناحية الفنية؛ ولكني أتوقع من علماء التأمين السوداني نظراً أكثر عمقا في القضايا العملية التي تحتاج

إلى نقاش من قبيل إمكانية تقديم رؤية علمية لتعديل وثائق تأمين الحرب أو على أقل تقدير إيجاد حلول داخلية في مسألة تأمين الحرب؛ ويطل هنا سؤال منهجي حول إمكانية مساهمة صندوق ضمان حملة الوثائق

ومساهمة شركات إعادة التأمين العالمية في التعويض النسبي في هذه الأحداث لغير المؤمنين على تغطية الحرب؛ كذلك فإنه بنظري هناك هوة نفسية كبيرة بين مؤسسات الأعمال والأموال وشركات التأمين السودانية

مما يتطلب النظر العلمي من خلال علم النفس التأميني للبحث في تجارب الدول وتغطيات الحرب للظروف المماثلة لحالة السودان؛ ثم تقييم آثار الحرب على المؤمن لهم ودراسة الحالة النفسية وإبداء التعاطف؛ وكذلك

دراسة ظواهر عدم إكتراث المؤمن لهم بالشروط الإضافية لوثائق التأمين؛وآثار تسعير التأمين على أساس سجل المؤمن له؛ وأثر زيادة الدية على خفض الحوادث

المرورية؛ وتقصي ثم تذليل الأسئلة غير المفهومة أو التي يتجنب العملاء الإجابة عليها في طلبات التأمين والمطالبات؛وتقصي أنواع التأمين الكاسدة في المعاملات وكيفية تنويع المحفظة التأمينية؛ وغيرها من القضايا.

إن نتائج الأحداث العظيمة مثل الكوارث والحروب على مرارتها ولكنها تثير تساؤلات المستقبل وتدارك ما اعتدنا من ممارسات غير واعية أو منتبهة للعواقب غير

المنظورة. هذه الحرب كغيرها أنتجت حالة من التوقف التام للأنشطة الاقتصادية محدثة بذلك ازمة مركبة ودائرية مظهرها تعطل النشاط الاقتصادي وعمقها يختبئ في جوف المستقبل القريب والبعيد.

من المسلم به أن نبتدر التفكير في إيجاد طرائق مبتكرة وبديلة تتجاوز السائد من منتجات التأمين التكافلي التي أسست على ماض لايمكن الاستناد عليه في مستقبل

لايشبهه؛ وهذا يستدعي تحسين نسل الأفكار التي أنبتت ماهو قائم من منتجات وممارسات تساعد على إعادة بناء الوعي والثقة المفضية إلى نمو الإستثمار وقبول منتجات تأمينية جديدة تستوعب الأنشطة الحياتية الأخرى.

كما تطل تحديات عملية وعملياتية عديدة تحتاج إلى نقاش أوسع؛ ولكن للإعلام التأميني النصيب الأوفر حيث يتعين عليه ابتداع طرائق للتواصل واستحداث أساليب تفاعل جديدة مع العملاء والجمهور تتجاوز مرحلة القيام بدور تنشيط المبيعات وعرض مزايا المنتج إلى إعادة

تعريف موضع التأمين في وعي الجماهير؛ وجعله ممارسة حياتية واعية ذات قيمة لجميع الأطراف .
ومن صور ذكاء الأعمال ماذهبت إليه شركة البركة للتأمين المحدودة في توجهاتها لبناء علاقات العمل وربحية البيع في قيمها التشغيلية من قبيل التأمين بركة؛ والتأمين

للجميع؛ وشركةالبركة للتأمين شركة المجتمع؛ وعملاؤنا شركاؤنا؛ وشركةالبركة للتأمين تبني الشراكات؛ وغيرها من القيم التشغيلية .

ومما تجدر الإشارة إليه ونتيجة للحرب يتوقع حدوث انخفاض حاد في الطلب على خدمات التأمين بسبب الخسائر في قطاع الأعمال والأفراد على حد سواء، بجانب فجوة (جفوة)بين شركات التأمين السوداني

والجمهور بسبب تباين ونزاع مفاهيمي حول التغطيات وحدودها. ويمكن القول إن السنة الأولى بعد الحرب ستكون هي مرحلة الركود الحاد في الصناعة بسبب

توقف نشاطات الأعمال السابقة؛ وتليها في السنة الثانية والثالثة مرحلة النمو حيث يتوقع أن تبدأ بعض أنشطة الأعمال في النمو مع توقع دخول أعمال جديدة ثم في السنة الخامسة مرحلة الاستقرار.

تظل التحديات ماثلة في قطاع التأمين السوداني؛ ولاسيما بعد آثار أحداث 15 أبريل المؤسفة ؛السؤال المتوقع هل ستعمل شركات التأمين السودانية للنهوض

من وسط الركام أم ستتقوقع، بينما السؤال الصحيح كيف ستعمل ومتى وما آليات ذلك؟ لأنه لاخيار إلا للذين ينوون مغادرة الصناعة.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى