مقالات

مولانا الفاتح بشير الوسيلة الماحى يكتب :سوف يهزم الجمع وسيولون الدبر !عن القحاتة حملة الجوازات الاجنبية أتحدث

مولانا الفاتح بشير الوسيلة الماحى يكتب :سوف يهزم الجمع وسيولون الدبر !عن القحاتة حملة الجوازات الاجنبية أتحدث

كانت قوانين الجنسية السابقة تحرّم وتمنع إذدواج الجنسية، وتعد ذلك من المحرمات، فأن حدث وخلع احد مواطنيها جنسيته وتوشّح بجنسية دولة اخري كانت تعد ذلك اليوم حزناً والماً وغصة تستدعي ان تنكس فيها علم البلاد!

فأي مصيبة كانت تراها واحد مواطينها يجحدها ويلوذ بأخري، وتدعيماً لهذا احتشدت ذاكرة الأدب بشتي ضروب المعاني التي تغذي روح الثبات علي الوطنية، والتمسك بها اي كانت الظروف ..

بلادي وان جارت علي عزيزة ..
اهلي وان ضنو علي كرام ..
وغيرها من هذه المعاني، وبذا احتفظت البلاد بالخُلص من ابناءها ومواطنيها، الا ان الهجمة العارمة التي نهضت بها دولاً كبري في إستقطاب مواطنو الدول تحت دعاوي الهجرة الإستيطانية، والتي هدفت فيما هدفت اليه

تجريف البلادن من مواطنيها المؤهلين منهم عبر حوافز للمتعلمين خاصة، وهي مؤامرة الوجه الخفي منها ايقاف عجلة التنمية والتطور في اي بلد بافراغه من اهم عامل وهو الكادر البشري، وفي الجانب الآخر تتلقي هذه الكوادر التي اهلتها بلادها جاهزة دون ان تتكبد عناء اي صرف سابق علي هذا التأهل..

 

كل هذا جعل الدول وخاصة السودان للمحافظة علي بنيته ومواطنيه لا يتذحزح عن المبدأ الصارم في إسقاط جنسية كل من تجنس من موطنيه بجنسية دولة أخري، وعدل قانون الجنسية السودانية ليسمح باحتفاظ من تجنس من السوادنين بجنسية اخري ان يظل محتفظاً

بجنسيته السودانية؛ فيما يعرف بإذدواج الجنسية، بيد انه احاط ذلك بمحاذير، منها عدم تولي من إذدوجت جنسيتهم الوظائف السيادية، وهو عين ما ضمنته الوثيقه الدستورية للعام 201‪9م، (الاصلية)، قبل ان تطالها

االاهواء وتُحشر بين احكامها جملة واحدة تقول باستثناء بعضهم من هذا الحكم! وسعوا ليؤكدوا علي هذا في اتفاق سلام جوبا..
باستثناءات اخري تفتح الباب واسعاً ليتسيّد حملة الجوازات الأجنبية المشهد السياسي وقيادة دفت العمل في الدولة..

وهنا فقط بأن صدق المشرّع حين حرّم عليهم تولي القيادة في المواقع السيادية فبان اثر التنازع في الولاء وميلهم لدولهم الجديدة، واثر التخلق بعقائدها السياسية والفكرية والإجتماعية، والركون الي منظماتها بإعتبارها هي ترياق الحلول والازمات، وما ان تسيدوا المشهد بهذه

العقائد الجديدة حتي بان اثر غرابتهم عن البلاد وبعد المسافة بينهم واهلها، يستوحش الناس لغتهم وطريقتهم ومظهرهم وسلوكهم، يستنصرون ببني جنسايتهم الجديدة فيحسبهم الشعب عملاء، يلوذون بمنظماتهم التي تربوا فيها، فيراهم اعداءه؛ لما تتمتع به هذه المنظمات

وعلي الخصوص التي تعمل في المجال الانساني بوصمة ارتباطها بمؤسسات الاستخبارات العالمية، وانها تعمل علي هدم سيادة الدول، وتعظّم الهوة حينما يعلن هؤلاء دوماً انحيازهم للخارج واستدعاء بياناتهم المتعددة لكل مناحي وضروب الحياة، وعدم ايمانهم نهائياً بأي حل للمشكلات يمكن ان ينبع من داخل البلاد..

وهكذا بعدت المسافة بينهم وبين الشعب، واصبحوا غرباء في بلادهم لا شئ يربطهم بها الا الجنسية؛ بل ان الاغلب الاعظم منهم ممن تولي ادارة الحكم في الفترة الانتقالية التي رأسها الدكتور عبدالله حمدوك، لم يتفضل بزيارة موطنه الذي ولد فيه.

جاءوا وفي روؤسهم دولهم التي اَوتهم وتجنسوا بها ونظروا الي موطنهم وشعبهم وهم مستغرقون في التغريب علي انهم حالة لا يمكن ان تستجيب للتقدم والنمو والتطور، مالم يستعينوا عليهم بالعالم الخارجي.
وهو بلاشك فهم يمثل تعاكس في القيم لأن الشعب يري ان هذه الوجه ماهي الا إدعادة لإستعمار للسودان مرة اخري وهو محق في هذا،

ومصدر قلق اخر يؤكد سلامة رؤية المشرّع في حرمان مذدوجي الجنسية تولي المواقع السيادية، هو تحسسهم لجيوبهم دائماً يتلمسون جوازاتهم علي، رأي الاستاذ ضياء الدين بلال في كتاباته، متي ما فشلت سياستهم؛ واعوج الطريق بهم واظلم؛ وادلهمت الامور، انحاشوا لبلدانهم

الجديدة والتمسوا مخرجاً آمن تشاهدهم اعين شعبهم في دهشة وحسرة، يتسللون وهم يصطفون في بوابات سفن ومطارات الاخلاء؛ وتركوا شعبهم تحت وطأة ماصنعوا وولوا الدبر. وقرّت اعينهم بمقامهم السعيد آمنة اذانهم من اذيز الطائرة وفرقعات القنابل والدانات وانات الوجع

من ما اشعلوا واوقدوا، وسلمت انوفهم من رائحة البارود والدخان وعمت اعيونهم من مناظر الدماء والاشلاء والخراب..

ومما يحمد لهم ايضا انهم لا يتحملون اقل قدر من المسؤلية مما نفخت افواههم وجنت اعمالهم، فتزينوا وجلسوا امام عدسات هواتفهم وعدسات القنوات الفضائية يحدثون الناس عن الوطنية والحالة الانسانية واطراف النزاع والمجتمع الدولي، ويزرفون بكاء التماسيح ..

هذه الحالة العملية بكل تأكيد تستدعي إعادة النظر في قانون الجنسية السودانية، وكذا الدستور عند وضعه وكتابته ..
لنجعل منه صمام امان لا يأتي من خلال موزعي الهوية والاهواء .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى